أكد علماء دين وسياسيون، أن
التنمر ضد مرضى فيروس كورونا مخالف للدين الإسلامي وانتهاك للحقوق المرضى، مشددين
على ضرورة الالتزام بالنهج الإسلامي الصحيح في التعامل مع هؤلاء المرضى والتقيد
بتعليمات الشريعة الإسلامية.
وكان أهالى قرية
"شبرا البهو" التابعة لمدينة أجا بالدقهلية، قد احتشدوا أمام مداخل
قريتهم، رافضين دفن طبيبة توفيت بكورونا بمقابر أسرة زوجها بالقرية خشية من نقل
العدوى بينهم، ورغم محاولات التفاوض معهم أصروا على عدم الدفن بقريتهم.
وأمر النائب
العام بالتحقيق العاجل فى واقعة تجمهر البعض ومنعهم دفن طبيبة متوفاة، وستعلن
النيابة العامة تفصيلات الواقعة فى بيان لاحق حين انتهاء التحقيقات.
كما ألقت قوات
الأمن القبض على 22 شخصا بعد تجمهرهم واعتراضهم على دفن جثمان الطبيبة.
تكريم الموتى "فرض":
وقال الدكتور
السعيد محمد علي، أحد علماء الأزهر الشريف، ووكيل وزارة الأوقاف الأسبق، إن
التعامل مع مرضى فيروس كورونا يجب أن يكون بإنسانية، مشددًا على أن التهكم منهم
والسخرية مخالفا للدين والقواعد والأعراف المجتمعية في ظل وباء يهدد العالم بأثره.
وأكد "السعيد"
أن الموتى لها 4 حقوق على المجتع وهي فرض كفاية، ملزم للمجتمع وإذا فعله البعض
يسقط عن الكل ولكن إن لم يفعله أحد أثم الكل، وهي "الغسل والكفن والصلاة
والدفن"، متعجبا من عملية رفض دفن طبيبة الدقهلية شهيدة مكافحة الوباء القاتل
رغم أنه فرض كفاية على المجتمع.
وأكد ووكيل
وزارة الأوقاف الأسبق لـ"الهلال اليوم" أن الدولة المصرية تبذل جهدا
كبيرا في مكافحة الوباء، لافتا إلى أنها حسمت الموقف الإنساني وانتصرت للطبيبة بل
انتصرت للإنسانية قبل أي شيء.
وأوضح
"السعيد" أن الجميع عليه الالتزام بتوجيهات الحكومة والقيادة السياسية والمتخصصين
لأنهم أحرص على المجتمع وعلى آليات حمايته بالطرق الصحيحة، مؤكدا أن المتوفي
بكورونا شهيدا بإذن الله امتثالا لقول الله تعالى:" من يخرج من بيته مهاجرًا
إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله".
وشدد على ضرورة
أن تكون مواجهة المرض بالطرق العلمية الصحيحة مع أخذ الاحتياط والأخذ بالأسباب
والحذر من الإصابة مع الاستماع الجيد للمتخصيين لقول الله تعالى:"
فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" وقوله
تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا
الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ".
وبين أنه لا
يجوز أن ينفر المواطنين من المريض، بل يدعموه ويساعدوه بصورة أو أخرى في علاج، لأن
الشخص يفر من قدر الله إلى الله، موضحا أن إظهار الشماته أسلوب فاحش وغير مقبول،
ومن حق الإنسان على الإنسان أن يعوده وإذا مات أن يشيعه.
الوطنية
والإنسانية:
ووجه الدكتور
أحمد القاضي، المتحدث باسم وزارة الأوقاف، التحية إلى جيش مصر الأبيض، مشيرًا إلى
أنهم يضحون بأنفسهم دفاعًا عن أبناء مصر في مواجهة فيروس كورونا.
واستنكر
"القاضي"، واقعة رفض أهالي قرية "شبرا البهو" دفن جثمان طبيبة
الدقهلية المتوفة بفيروس كورونا، مشيرا إلى أن وزير الأوقاف أصدر بيان يؤكد فيه
على أن احترام حرمة الميت مطلب شرعي ووطني وإنساني.
وأضاف المتحدث
باسم وزارة الأوقاف، أن تعطيل دفن جثمان متوفي منافي لكل القيم الدينية والوطنية
والإنسانية، معقبا: "هذا وقت التكاتف".
وقف التنمر:
وقالت أمل رمزي،
رئيس لجنة السياحة بحزب الوفد، إن ما حدث من وقائع في مناطق مختلفة بشأن رفض
الأهالي لدفن شهداء فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، ليس من شيم
المصريين.
وأضافت أمل
رمزي، أن هذه الوقائع تقع تحت مسمى التنمر وللأسف هو تنمر على أشخاص لم يعودوا في
عالمنا وأصبحوا في ذمة الله سبحانه وتعالى.
وطالبت رئيس
لجنة السياحة بحزب الوفد، بوقف التنمر ضد ضحايا كورونا سواء من المرضى أو من
محاربيه في مختلف المجالات فهذا الوباء ليس ببعيد عن أحد، والجميع عرضة للإصابة به.
وأكدت أمل رمزي،
أن التنمر على المرضى ورفض دفن الجثامين ليس من الدين في شيء، فما ثبت من خلال دار
الإفتاء المصرية وما ورد عن السلف، أن إكرام الميت دفنه.
واستنكرت رئيس
اللجنة، أن تأتي تلك الوقائع من أهالي الضحايا أنفسهم قبل أن تكون من الغرباء
عنهم، وهو أمر في غاية الخطورة، مؤكدة: "المصريين عرفوا على مستوى العالم
بشهامتهم مع الغريب قبل القريب".