السبت 23 نوفمبر 2024

"بلومبرج": تحالف ”أوبك +" يتوصل لاتفاق بشأن أكبر خفض في تاريخ إنتاج النفط

  • 12-4-2020 | 23:42

طباعة

كشفت وكالة "بلومبرج" الأمريكية أن تحالف "أوبك بلس"، الذي يضم أعضاء المنظمة النفطية وغيرها من المنتجين الآخرين، توصل مساء اليوم الأحد ، إلى اتفاق بشأن خفض إنتاج الخام بدءًا من شهر مايو المقبل، ليكون أكبر خفض في تاريخ إنتاج المعدن الأسود على الإطلاق.


وذكرت"بلومبرج" - في تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني مساء اليوم - أن الاتفاق يقضي بتخفيض أعضاء "أوبك +" إنتاجهم بواقع 9.7 مليون برميل يوميًا، أي ما يقل بصورة طفيفة عن الاقتراح الأولي البالغ 10 ملايين برميل، كما ستساهم كلا من الولايات المتحدة والبرازيل وكندا بإقرار خفض إضافي بمقدار 3.7 مليون برميل أخرى.


وأضافت أن مسئولي "أوبك" ما زالوا ينتظرون سماع المزيد من أعضاء مجموعة العشرين - على الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الأرقام ستمثل تخفيضات حقيقية أم خفض مؤقت تفرضه معطيات السوق.


وتابعت أنه بموجب الاتفاق أيضًا ستخفض المملكة العربية السعودية إنتاجها بما يقل طفيفًا عن مستوى 8.5 مليون برميل يوميًا، مسجلة أدنى مستوى لها منذ عام 2011، ولفتت إلى أن معايير الخفض الموضوعة للإنتاج السعودي كما هو الحال لنظيره الروسي تستند إلى مستويات ما قبل أبريل الجاري البالغة ١١ مليون برميل يوميًا.


وأشارت إلى أنه من المقرر أن يستمر خفض الإنتاج لمدة عامين تقريبًا، ولكن ليس على نفس مستوى شهري مايو ويونيو المقبلين، موضحة أن منتجي النفط سيعمدون إلى تقليص حجم التخفيضات تدريجيا مع مرور الوقت؛ أي سيتم تقليص 10 ملايين برميل إلى 7.6 مليون برميل يوميًا مع انقضاء شهر يونيو حتى نهاية العام، ثم إلى 5.6 مليون حتى 2021 و2022.


من جانبه، أعرب وزير الطاقة السعودي عن سعادته البالغة لإنجاز مثل هذا الاتفاق التاريخي، وقال، في تصريحات خاصة لوكالة بلومبرج بعد دقائق من وضع الاتفاق، : "لقد أظهر تحالف أوبك أنه على أهبة الاستعداد لمواجهة التحديات التي يواجهها قطاع الطاقة كما أننا نسعى لإعادة الثقة في أسواق النفط".


وذكرت بلومبرج أن الاتفاق يأتي بعد مارثون طويل من المفاوضات المكثفة منذ الأسبوع الماضي التي تخللتها محادثات هاتفية واجتماعات عبر منصات التواصل الافتراضي بين حكومات العالم في مسعى بلورة اتفاق يعالج التداعيات السلبية التي خلفها وباء "كورونا" على أسواق النفط منذ الإعلان عن ظهوره بداية العام الجاري.


وأضافت أن هذه المفاوضات كادت أن تنهار إثر مقاومة من جانب المكسيك لكن كتب لها النجاة في اللحظات الأخيرة بفضل الجهود الدبلوماسية المضنية التي تمت بخصوص هذا الشأن والتي تضمنت تدخلا شخصيا من قبل الرئيس مريكي دونالد ترامب الذي توسط من أجل إقناع الجانب المكسيكي.


ونقلت بلومبرج عن ايد مورس، خبير اقتصادي لدى مجموعة سيتي جروب المالية قوله: "ما نشهده من إجراءات غير مسبوقة لمعالجة أزمة لما نعهد مثلها من قبل"، مشيدًا بالجهود المبذولة من قبل الأطراف المعنية والدور الذي لعبه الجانب الأمريكي من أجل تأمين ذلك الاتفاق الذي وصفه بالتاريخي.


ورأت الشبكة الأمريكية أن الاتفاق النفطي يضع حدًا لنزيف خسائر أسعار الخام بعد أن سجل أسوأ أداء فصلي له على الإطلاق خلال الربع الأول من العام مع خسارته أكثر من نصف قيمته ليهوى دون سعر 20 دولارًا للبرميل جراء انهيار معدلات الطلب بالتزامن مع التدابير الوقائية المتخذة لمكافحة انتشار فيروس "كورونا".


واعتبرت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الفائز الأكبر في هذه الصفقة الذي رغم معارضته تقديم التزام صريح بخفض الإنتاج الأمريكي لكنه أصر التوسط بشكل شخصي لإيجاد حل عبر محادثات هاتفية مع نظيره المكسيكي والمسئولين بالمملكة العربية السعودية وروسيا.


وذكرت أن التساؤل الذي يظل مطروحًا إلى أي مدى ستكون التخفيضات المتفق عليها كافية لدعم الأسعار في مواجهة عاصفة انهيار الطلب مع استمرار تدابير العزل وحظر السفر وفي ظل ارتفاع حصيلة وفيات فيروس "كورونا" وانفجار معدلات البطالة باقتصاديات رئيسية مثل الولايات المتحدة.


ونبهت إلى أن سوق النفط مهموم بالفعل بتدني مستويات الاستهلاك أكثر من مسألة العرض والإنتاج وهي حقيقة تدركها جيدًا منظمة "أوبك" التي توقعت تراجع الطلب العالمي على الخام بواقع 28 مليون برميل يوميًا.


    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة