انتقد الكاتب الصحفى حمدي رزق، مشهد قرية شبرا البهو، الذي تجمهر فيه عدد من الأهالى رافضين تشييع جثمان طبيبة توفيت بفيروس كورونا ظنا منهم أنه سينقل العدوى.
وقال رزق في مقال له بعنوان "الربع الخالي من الإنسانية"، إن التحقيقات ستكشف مفاجآت وروح شريرة تتربص بنا الدوائر، يقصد جماعة الإخوان التي استغلت الأزمة وحاولت تحريض الأهالي.
وأكد رزق، ان هذه الصورة ترتد بنا إلى عصور غابرة غارقة فى الظلام، عصور ما قبل القانون، عصور عارية من الإنسانية، لا حرمة ولا قانون ولا عُرف، ولا شىء سوى فزع الجائحة.
وأوضح، أنها صورة شاذة عن طبيعة المصريين عامة، كوكتيل، خوف على جهل مركب على بعض من نوازع شريرة من أحقاد دفينة، صورة مكبرة لما ستفعله بنا الجائحة عن جهل.
وتابع "هذا ليس عادلا بحق الإنسانية، تجاوز لكل الأعراف، والقوانين، وكان المثل، فى الحارات المصرية ماثلا «إكرام الميت دفنه، حتى الغراب علمه فى الأزل كيف يدارى سوءة أخيه: (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِى الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِى سَوْءَةَ أَخِيهِ * قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِى سَوْءَةَ أَخِى * فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ)".
وأردف، أنه يقيناً سنندم ونلطم الخدود ونشق الجيوب، هل بلغنا من القسوة حدود رفض دفن الموتى، واصفا هذا بأنه تجمهر قبيح واستعراض مهين لحرمة الموت، قائلا إنها صورة لو تعلمون كافية ليشيح العالم المتحضر بوجهه عنا، ويأنف فعلنا، ويدين صنيعنا.
وتساءل رزق: "لا نخجل، ألا نستحيى، ولو جثة عابر سبيل مجهول الهوية لاتسعت له مقابر الأرض، هناك من سيتولى الأمر بالقانون، ولكن قانون الغاب، من يلجمه، من يتولاهم بالنصح والإرشاد والإفهام، من يبصر مثل هؤلاء بالفاجعة؟".
وتابع: "صورة هى الهوان بعينه، صحيح الخوف والفزع يعمل أكثر من كده، والإخوان يعملون أكثر من كده بكثير، الإخوان إذا دخلوا قرية.. ولكن العالم كله شاهد الصورة، هل هذه صورة مصر، هل هذا يحدث فى مصر؟"
وقال: "تبًا لكم، لا أبا لكم قد ضل من كانت العميان (الإخوان) تهديه، وسحقًا لأفعالكم الدنيئة، استحوا قليلًا، خلّوا عندكم ذرة إحساس، والشباب يتجمهر ويصوّر الجرسة ويشيّر، ألا تخجلون من صوركم المنشورة وأنتم تتجمهرون حول جثة لا تملك من أمرها شيئا، هل ترضونها على أنفسكم، وساعتها يرفض الذى فى قلبه مرض بحقارة مواراة الجثمان التراب، وعاملين فيها رجالة، تبًا لكم ولفعلكم الكريه، يا قوم انبذوا هذه الصورة، العنوها والعنوا فاعليها، وإلا صارت مثلًا".