الأربعاء 27 نوفمبر 2024

الهلال لايت

باحثة أثرية ترصد عادات احتفالات المسلمين بشم النسيم وعيد القيامة

  • 18-4-2020 | 12:25

طباعة

أكدت الباحثة الأثرية نادية عبدالفتاح، احترام المسلمين عند دخولهم مصر لحرية العقيدة حيث كان المسيحيون يمارسون طقوسهم الدينية بحرية، كما حافظوا على احتفالات المصريين القدماء التي كانت تقام في المناسبات والتي لها علاقة بالموروث الثقافي المصري القديم مثل يوم شم النسيم.


وقالت عبد الفتاح ، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت، إنه في العصر الفاطمي شارك المسلمون المسيحيين الاحتفال بأعيادهم، حيث كان يتم سك مائة دينار احتفالاً بيوم (خميس العهد) ، كما كان الخليفة الفاطمي يأمر بتوزيع الخلع (العباءات) والهبات، ومن ذلك ما قدمه الخليفة الحاكم بأمر الله للرئيس (فهد بن إبراهيم)، أحد رجال الدولة المسيحيين، من الخلع التي حملت إليه بالإضافة إلى ألف دينار.


وأضافت أنه في العصر المملوكي كان عيد القيامة من المواسم العظيمة حيث كان يباع في الأسواق البيض المصبوغ من عدة ألوان، وكان يهادي الأقباط المسلمين أنواع من السمك مع عدس ممصفى وبيض، وكان من عادة النساء أن تخرجن في هذا اليوم إلى الأسواق لشراء الخواتم والبخور الذي يطلقنه في بيوتهن حتى تتصرف عنها العين والحسد والكسل والأمراض.


وتابعت أن هذا العيد كان من المواسم المصرية المهمة في زمن المماليك فقد كان الناس من كافة الشرائح الاجتماعية يشتركون في الاحتفال ويزيدون الإنفاق في تلك المناسبات ويتبادلون الهدايا في تلك الأعياد.


وأوضحت أن الأقباط كانوا يحتفلون قبل يوم الفصح بـ(سبت النور)، فتشعل مصابيح الكنيسة كلها، لافتة إلى أنه في عام 836هـ /1432م حدثت مصادفة غريبة إذ توافقت بداية السنة الهجرية مع السنة القبطية والسنة اليهودية وهكذا احتفل أبناء الديانات الثلاث في مصر بأعيادهم في وقت واحد.


وبالنسبة لاحتفال المسلمين بيوم شم النسيم أو عيد الربيع، قالت الأثرية نادية عبد الفتاح إن هذا اليوم من المناسبات القائمة من عهد المصريين القدماء وحتى يومنا الحاضر يحتفل به جميع المصريين بغض النظر عن ديانتهم، فيخرجون كما أعتاد أجدادنا إلى الحقول والحدائق يلهون ويأكلون البيض والفسيخ والبصل والخس، ويركبون القوارب على النيل.


وأضافت أنه كان يحتفل بشم النسيم (عيد النيروز)، في اليوم الأول للخماسين فيقوم المصريون مبكرين في هذا اليوم فيكسرون بصلة ويشمونها، مؤكدة أن هذا اليوم كان يأخذ شكل الاحتفالات القومية، فتغلق فيه الأسواق والمدارس وكان عطلة عامة للجميع.


وكشفت عن مظاهر الاحتفال بيوم شم النسيم حيث كان المصريون يقومون برش الماء في الشوارع ويشعلون النار ويطوفون بالأسواق وهم حاملين تمثال على شكل فيل وتماثيل على شكل عرائس ملونة وهم يعرضون ألعابهم.


وأوضحت أن مظاهر الاحتفال كانت تتضمن تجمع عدد كبير من المحتفلين عند قصر الخليفة وترتفع الأصوات في الطرقات ويتراشق الناس بالماء ثم استجد على هذه الاحتفالات عام 562هـ التراجم بالبيض.


وتابعت أنه في عهد الآمر بأحكام الله عام 517هـ/1123م، كان يتم توزيع أصناف معينه من الفاكهة وهي البطيخ والرمان والموز والسفرجل والتمر، أما الأطعمة دجاج ولحم ضأن ولحم البقر بالإضافة إلى الخبز.


ولفتت إلى أنه كان من عادة الخليفة الآمر، الذهاب إلى قصر اللؤلؤة المطل على الخليج المصري (الفجالة حاليا) ،والذي كان يطل أيضا على البستان الكافوري، حيث يجلس الخليفة لمشاهدة مظاهر الاحتفال وهي تجمع أهل الطرب والغناء والموسيقى ويحتشد حولهم الناس للغناء.


وأوضحت أنه من التقاليد المتبعة في يوم شم النسيم أيضا، هو توزيع كسوات من الحرير، علاوة على فاكهة معينة كانت توزع في أيام الاحتفال مثل البطيخ والرمان والموز وأقفاص من التمر القوصي حيث جرت العادة على أكل الناس التمر قبل يوم شم النسيم ، بالإضافة إلى فاكهة السفرجل.


وأكدت انه كان يتم تدوين تكاليف مصاريف الاحتفال بيوم شم النسيم بواسطة كاتب الدفتر والتي وصلت الى أربعة آلاف دينار وخمسة عشر ألف درهم من الفضة.


وأشارت الى أن هذه الطقوس ظلت مستمرة حتى العصر المملوكي و زدات عليه عمل أصناف خاصة من الحلوى كالزلابيا والهريسة بحيث تتصنع ليلة شم النسيم، وبعد شروق شمس يوم الاحتفال يقومون بإرسال تلك الحلويات للأقارب والأصدقاء، كما يدعون الأهل إلى تناول الطعام لا سيما فاكهة البطيخ والخوخ والبلح.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة