تتخذ الحكومة المصرية إجراءات احترازية
واضحة منذ بداية أزمة تفشي فيروس كورونا من المتوقع أن تزيد منها خلال الأيام
القليلة القادمة مع قدوم شهر رمضان المباك، لكن الجماعات والتنظيمات الإرهابية
استغلت استمرار التدابير الاحترازية وفي مقدمتها صلاة التراويح فى إطلاق بعض
الشائعات الدينية مثل "التراجع عن قرار تعليق الصوات بالمساجد وموائد الرحمن
خلال الشهر الفضيل" لتحريض المواطنين على مخالفة تدابير الدولة.
الرجوع لأهل العلم:
أكد سامح عيد الباحث في شئون الإسلام
السياسي على ضرورة انصياع عموم المسلمين
إلى أولى العلم من علماء الأزهر لأنهم على دراية بهذا الأمر من المحرضين، مطالبا
بضرورة فرض رقابة صارمة من قبل مباحث الإنترنت لضبط المحرضين مع فرض عقوبات رادعة.
وأضاف أن ما أجمع عليه المسلمون في أوقات المحن قائم على نهج
الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته ولا يجب لأحد مهما كان أن يخرج على هذا النهج
أو أن يشق عصى الجماعة خاصة وأن ما يتم ترويجه بشأن تعطيل مؤقت للصلوات في المساجد
يقوم على دفع الضرر وحفظ للنفس البشرية من الهلاك وهو أمر الهى حيث حثنا الله عز
وجل على ألا نلقى بأنفسنا في التهلكة ومن المعلوم للجميع الخطر الواقع جراء
التجمعات.
وأشار "عيد" إلى أن صلاة
التراويح وصلاة القيام ليستا فرض، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم أقامهما في بيته
حتى لا يخلط المسلمون بينهما وبين الفرائض وعلى من يرغب في تأديتها أن يحافظ
عليهما في بيته
.
استغلال غير أخلاقي:
أكد الدكتور محمود علم الدين الأستاذ بقسم
الصحافة بكلية الإعلام أن هناك استغلال رخيص وغير أخلاقي من قبل جماعة الإخوان الإرهابية
لجائحة كورونا على كل المستويات.
وأضاف أن هناك استمرار وإصرار في نشر الأخبار
الزائفة والكاذبة هدفها إثارة الفرغ والرعب داخل المجتمع وهناك استغلال لبعض الإشكاليات
المرتبطة بفرض الحظر وفكرة التباعد الاجتماعي، كذلك ما يتعلق بصلاة الجماعة ودفن
ضحايا كورونا
.
وأوضح "علم الدين" أنه بقرب قدوم
رمضان من المتوقع أن يتم استغلال صلاة التراويح وصلاة العيد دينيا، بتحريض المواطنين
على إقامتهما وبالتالى تقويض إجراءات الدولة الاحترازية، لافتا إلى واقعة تمكين أحد
المواطنين لوالده وهو أستاذ بجامعة الازهر بأن يصعد على المنبر وأن يصلى بالناس،
ومن الواضح أنه إيمان مختلق وحسنًا فعل وزير الأوقاف بإيقافه عن العمل .
وأشار إلى أن المؤسسات الدينية تقوم بدورها
في التوعية خاصة في الإشكالية المرتبطة بالصلاة والصيام أمام وسائل الإعلام، وهي
فرصة لأن تعيد جميع المسائل الفقهية والدينية من المرجعيات الدينية تتبعها بشرح
وتفسير وتحليل علماء ومتخصصين بحيث ترسخ في ذهن المواطن ويقنع بها، وبالتالي تقطع
الطريق على أي شائعة يتم نشرها .
المؤسسات الدينية حائط صد:
أكد الدكتور ياسر عبد العزيز الخبير
الإعلامي أن المؤسسات الدينية في مصر لا تتردد في بذل الجهد في القضاء أي شائعة
لها علاقة بالدين مطالبا وسائل الاعلام بتناول الفتوى بشكل ابتكاري يصل لجميع فئات المجتمع
وأضاف أنه من الصعب القضاء على الشائعات
بشكل عام لافتا إلى أن القضاء عليها لا يعتمد على الجهات المسئولة أو الطريقة
المتبعة في عملية المواجهة بل تعتمد على
درجة الوعي داخل المجتمع .
وأضاف أنه على الرغم من الجهود المدروسة للحكومة
في مواجهة انتشار فيروس "كورونا" إلا أن الشائعات ستستمر ومجرد التفكير
في القضاء عليها غير علمي.