منذ سنوات
بعيدة والموضوع يثار بين حين وآخر، ربما لأنه يتعلق بأمر من أهم الأمور في حياة
الصحفيين وهو رواتب أبناء صاحبة الجلالة .. أحيانا يطرحه البعض ضمن برنامجهم
الانتخابي بوعود وعهود ببذل الجهد من أجل
تحقيق أقصى استفادة ممكنة للصحفي وأسرته.
ربما يصبح
الحديث عن الأجور إبان انتخابات النقابة أو قبلها بقليل أمرا مقبولا لكن الحديث
عنها وطرح رؤى بشأنها هذه الأيام الصعبة يفتح بابا كبيرا للجدل ، فمنذ أيام أعلن محمد خراجة وكيل نقابة الصحفيين للجنة الاقتصادية،
عن إعداد دراسة لفتح ملف أجور ودخول الصحفيين على أن يتم عرضها على الجمعية العمومية
لإبداء الرأي.
وقال "خراجة"
:على مجلس النقابة، أن يتفاوض بشأن هذه الدراسة، خلال الفترة المقبلة؛ لرفع الغبن الواقع
على الصحفيين، مؤكدًا أنه سيرسلها لجميع الزملاء والمؤسسات الصحفية؛ لكي يتم حولها
نقاش موسع.
ولأن "خراجة" أرسل دراسته بالفعل للزملاء عبر العديد من الجروبات ثارت الأقاويل
والهمهمات حول مغزى طرح موضوع أجور الصحفيين وزيادتها في الوقت الحالي؟
بعض الصحفيين تساءلوا عن توقيت هذا الطرح وهل
هذا هو الوقت المناسب في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد ؟ هل المقصود مجرد تصدير مشكلة ومحاولة الوقيعة بين جموع
الصحفيين والدولة خاصة مع محاولة إثارة
المشاعر بكلمات من نوعية «هناك فئات من
المجتمع تحصل على أجور عشرات أضعاف ما يحصل عليه الصحفيون» ؟
بعض أعضاء النقابة أيضا تساءلوا عن الهدف من
تقديم هذه الدراسة الآن ؟ هل الأمر مزايدة أم محاولة للتقليل من دور النقيب الحالي ضياء رشوان وإظهاره بمظهر غير المهتم بمن انتخبوه من
أعضاء الجمعية العمومية ومشاكلهم ؟ أم أن الأمر مجرد مكايدة للنقيب وخلاص ؟
البعض الآخر من أعضاء النقابة تحدث من زاوية أخرى حيث سرت بعض الهمهمات تؤكد
أن طرح هذا المشروع في الوقت الحالي مقصود وإنها خطوة على طريق دعم مرشح إخواني قد
يظهر على الساحة قريبا راكبا الموجة ومتبنيا
ما جاء بالمشروع .
بعض أعضاء النقابة القدامى أكدوا أن أجور
الصحفيين وتعديلها موضوع مطروح منذ ثمانينات القرن الماضي وانه لا جديد في مشروع
خراجة متساءلين عن السبب وراء طرحه الآن، غير إثارة البلبلة في هذا الوقت الذي
ينبغي فيه من كل فئات المجتمع وعلى رأسها الجماعة الصحفية مساندة الدولة والوقوف
بجانبها لنصل بالوطن إلى بر الأمان لا أن نصدر
المشاكل ونشعل نار الفتنة التي لعن الله من أيقظها .