يقف الحصان أو الحمار بين موتورين مربوط  في كليهما ماكينة حلاقة لا تختلف عن ماكينة حلاقة البشر، إلا من  حيث كبر حجمها، ويتم  ربط قدم  الحمار من  الخلف حتى لا ينفر ولا يتحرك أثناء الحلاقة ، إضافة إلى ربط شفته بحبل ملفوف عليه قطعة من  القماش، ويقوم  صاحبه بمسكه  ويشرع  الحلاق في بداية عمله، فيبدأ بالمقرشة التي يحك  بها جلد الحمار من أعلى إلى أسفل لتنظيفه جيدا من الأتربة والقاذورات ، وبعد الانتهاء من  مقرشته يبدأ في العمل باستخدام ماكينة  الحلاقة ذات الحجم  الكبير من جانب ومساعده يقوم بالحلق من  جانب آخر، وأثناء الحلاقة يتم  أخذ قسط  من  الراحة يتسنى للحلاق أن يقوم  بمسح  الحمار ودفع  الذباب بعيدا عنه  حتي لا يزعج الحمار، ويقوم بالرفس أو الضرب أو العض .

ويكشف المعلم شحاتة موسى المقيم  بترسا مركز أبو النمرس عن مهنة حلاق المواشي قائلا :  ورثت  المهنة أبا عن جد وأحب المهنة لأنها تطعمني وأولادي الخمسة بالحلال إلا أنني أعاني وزملائي من خطر زوال المهنة خاصة بعدما تم استغناء كثير من  التجار عن  التجارة وعربات  الكارو واتجهوا الى المشروعات  وشراء التوك توك.

ويضيف أن هذه المهنة خطيرة وتعرضت للإصابة أكثر من  مرة بسبب رفسة من حمار أو عضة من حصان إلا أنني لا أجيد سوى هذه المهنة  إضافة إلى عدم وجود عمل آخر لو تركت  هذه المهنة، وأعامل الحمار كما أعامل الإنسان في تسييسه والنظافة وتعقيم الأدوات  قائلا :  الحمار ده من مخلوقات ربنا وبيحس زي ما احنا ما بنحس فلازم نتق الله فيه  " مشيرا إلى أنه يبدأ العمل من  التاسعة  صباحا الى ما قبل العشاء، ويرزقني الله بحمارين أو ثلاثة وهناك أيام لا أعمل فيها لأن المدة بين الحلقة والثانية قد تصل الى شهرين فضلا عن  قلة المواشي في هذه الايام  نتيجة لقلة الزراعة وضعف التجارة.

وعن  الأدوات الخاصة بالحلاقة يقول موسى إنها نفس أدوات حلاق الإنسان إلا أنها أكبر منها أو ذات حجم أكبر وتتكون من  ـ ماكينة  الحلاقة ، مقرشة ، زجاجة زيت ،مقص، لواش، القبضة أو مستويات ماكينة الحلاقة ـ وتستغرق الحلقة بين نصف الساعةوساعة إلا ربع.

أما عن صعوبات المهنة فيقول موسى عنها : إن ارتفاع الدولار أثر بشكل كبير على الحلاقين نظرا لأن كل أدوات الحلاقة مستوردة ولا توجد قطع غيار لها في مصر، فمثلا سعر المقص قبل ارتفاع الدولار كان 120جنيها والآن أصبح 150 جنيها مما يصعب علينا تجديده كل فترة ونضطر إلى سن شفرته باستمرار، ومع زيادة الأسعار قمنا برفع سعر الحلاقة من 40 جنيها الى 60جنيها، فوقف حالنا ولجأنا إلى عودتها مرة أخرى كما كانت.

وعن  الأشكال التي يتم  رسمها والقصات  المختلفة للحمار يقول موسى: لدينا جميع  الأشكال التي يطلبها الزبون لحماره ونتعامل مع  الحمار باعتباره لوحة  فن قائلا: " ربنا وهبنا الرسم فنرسم كل ما تتخيله من  أشكال وكتابات "

وأضاف ليس كل الحلاقين يجيدون الرسم  فيأتي هذا من  الخبرة والممارسة .

ويختتم شحاته موسى حديثه  قائلا:"  أنا بحب مهنتي أوي ولا بيهمني السخرية من  الناس لأن  الحمد لله الواحد عنده ياكلها بالحلال بـ”دُقَة” من غير ما يمد إيديه لحد  أو يغضب ربنا ".