كتب : نيفين الزهيري - عدسة : فؤاد زهران
"منين بيجي الشجن .. من اختلاف الزمن، ومنين بيجي الهوى .. من ائتلاف الهوى" كلمات كتبها الشاعر الراحل سيد حجاب وقدمها محمد الحلو في تتر مسلسل ليالي الحلمية عام 1987، ولكنهم لم يقولوا أن هذه الجملة ستكون هي حال عدد كبير من السميعة الذين اشتاقوا إلي سماع الأغاني القيمة التي أصبحت مفتقدة في هذا الزمن، وهو الدور الذي تقوم به فرقة "أيامنا الحلوة" والتي تسعي إلي تقديم الأغاني القديمة والجديدة حيث أكد محمد عثمان، مايسترو الفرقة "إحنا عاملين ضهرنا كوبري بين تراث زمان وأغاني دلوقتي"، والفرقة تضم مجموعة من المطربين المتميزين لتقديم أغاني التراث بشكل جديد وعصري يقبل عليه الشباب ويذكر كبار السن بأيامهم "الحلوة"، وهو ما جعل الحضور يعيش حالة من المزاجية الممتعة التي شعر بها كل من حضر حفل فرقة "أيامنا الحلوة" الأخيرة والتي أقيمت في قاعة النهر بساقية الصاوي ورفع فيها شباك التذاكر قبل إقامة الحفل بأكثر من شهر لافتة «كامل العدد»، خاصة وإن الحفل أقيم بعد عدة شهور من آخر حفل لهم.
حضر الشاعر محمد حمزة والملحن بليغ حمدي وسيد درويش ونجاة الصغيرة وأسمهان ومحمد الموجي وغيرهم من كبار نجوم الغناء والموسيقي بموسيقاهم الخالدة ضيوفاً علي جمهور ساقية الصاوي من خلال الأغاني التي قدمتها الفرفة طوال أكثر من ساعتين من الاستمتاع الذي شعر به الجمهور.
بداية الحفل كانت قوية من خلال أغنية "هو وهي" التي كتبها صلاح جاهين ولحنها عمار الشريعي، لتقدم بعدها مروة مصطفي أغنية "مالي وأنا مالي" للراحلة وردة الجزائرية وهي من الحان بليغ حمدي.
وعن فنان الشعب سيد درويش قال مايسترو الفرقة محمد عثمان:
"من الصدف التي تفاجأت بها أن الحفل يقام في نفس توقيت عيد ميلاد سيد درويش الذى أثري المسرح الموسيقى وفي سنة 1917 ظهر شاب صغير نحيل القوام بيغني "عذبيني" فى طنطا فرآه درويش وقال له بعد الحفل "انت هتشقلب الدنيا"، واليوم سأربط بين عبد الوهاب وسيد درويش من خلال موال لعبد الوهاب قدمه عام 1935 واغنية والله تساهل يا قلبي التي قدمها سيد درويش عام 1920" ليعيد تقديمها المطرب أحمد محسن وسط حالة من التناغم والتفاعل من الحضور.
وانتقل الحفل إلي الأغاني الرومانسية من خلال صوت نجاة الصغيرة والتي أعتبرتها الفرقة من أهم الأصوات الرومانسية حيث قدمت المطربة أميرة أغنية "أنا باعشق البحر" التي لحنها الموسيقار هاني شنودة، ليعود بعدها مرة أخري لسيد درويش من خلال أغنية قدمها علي الكسار فى إحدى مسرحياته بعنوان "البوهيجية" وقدمتها المطربة رباب ناجي وكان التفاعل معها كبيراً جدا.
"بتخاصمني حبة وتصالحني حبة" لعزيزة جلال قدمتها المطربة نهي حافظ حرم الموسيقار يحي الموجي والتي تعد واحدة من روائع والده الموسيقار محمد الموجي، الذي تحول من موظف بوزارة الزراعة إلي أهم ملحن في الوطن العربي، ليقدم أقوي وأصعب الأغاني مع عمالقة الغناء العربي، بينما قدمت المطربة أميرة فراج أغنية شادية "ياللي بتسأل عليا"وسط تفاعل كبير من الجمهور بالغناء والتصفيق معها.
بينما قدم المطرب محمد خلف ميدلي لمجموعة من أغاني المسلسلات المتميزة والتي أكد مايسترو الفرقة أن هذه الأغاني هي التي ربت الحس الوطني لدي الشباب، ومن أهمها التترات التي قدمها عمار الشريعي مع الشاعر سيد حجاب، ومقتطفات من تترات مسلسلات المال والبنون وليالي الحملية وابو العلا البشري وارابيسك وغيرها.
بينما قدمت الطفلة نور أغنية "ماشية السنيورة"، أما المطربة والإذاعية زهرة فقدمت بأداء مسرحي ساخر أغنية فيلم المتوحشة "البراوية" والتي غنتها سعاد حسني من قبل، وعودة لتسعينات القرن الماضي قدم عمرو كمال ميدلي مجموعة من أغاني هذه الفترة منها " هيغني زمان وانا صغير- عيني - السود عيونه - كامننا - لولاكي - مابلاش نتكلم في الماضي، وغيرها" .
"محمد القصبجي عازف العود النحيل الذي كان يعزف علي العود وهو «سارح في الدنيا» وهو اول من اخترع فكرة الفرقة الموسيقية الي ان وصلت الفرقة للشكل الكبير الذي نقدمه" ومن الألحان التي قدمها لحن رق الحبيب، ولذلك تم تقديم أغنية لاسمهان وغنتها منة عز الدين"، ليقدم بعدها المطرب شريف إسماعيل إحدى أغاني الشاعر محمد حمزة والحان بليغ حمدي وغناها الراحل محمد رشدى وهي "طاير ياهوى"، كما قدموا العديد من الأغاني المتنوعة التي لاقت إعجاب الجمهور وتفاعل معها ومنهم من أحضر الهدايا للمطربين، واختتم الحفل بالفقرة التي طلبها الجمهور وهي فقرة من أغانى إعلانات التسعينيات.
حضر الحفل لاعب كرة القدم خالد بيبو، الفنانة حنان مطاوع والتي قدم لها المايسترو والفرقة تهنئة بزواجها وسط تصفيق من الجمهور، كما أبدي إعجابه بدور الحرامي الذي قدمه عمرو مهدي في مسلسله الأخير، خاصة وأن مهدي وزوجته كانا من بين الحضور، وأيضا محمد فهيم أحد أعضاء الفرقة الذي لم يتمكن من مشاركتهم الغناء ليجلس هذه المرة في مقعد المتفرجين، وحضر أيضا الشاعر سامي علي.