الثلاثاء 14 مايو 2024

صور.. دعارة لايف.. إعلانات وهمية لجذب البنات عبر تطبيقات إلكترونية والدفع بالدولار.. خبراء: الأسرة والمجتمع وراء انتشار هذه التطبيقات.. والبرلمان يدرس إصدار قانون للتحكم بها

تحقيقات24-4-2020 | 20:30

"مطلوب بنات حسنة المظهر شغل من البيت لايف ابليكيشن".. بهذه العبارات تستقطب التطبيقات المشبوهة المراهقات للعمل من المنزل، وتطالبهن بعمل فيديوهات لايف بمرتبات تبدأ من 22 دولار إلى 45 ألف دولا في الشهر، بمتوسط ساعة يوميا، وذلك عبر تطبيقات كثيرة مثل تيك توك أو ويكي، حيث يستهدف البنات ذات مظهر جمالي وسن لا يقل عن 18 سنة.

 

ومع إقرار حظر التجول لمواجهة انتشار كورونا، انتبه المجتمع لمثل هذه الإعلانات، خاصة بعدما خرجت طالبة كلية الآثار بجامعة القاهرة حنين حسام، تطالب البنات بالتواصل معاها من أجل عمل فيديوهات لايف لجذب أكبر عدد من المشاهدين بمقابل مادي في الشهر يصل إلى 3 آلاف دولار.

 

نبذه عن "تيك توك":

 

انطلق التطبيق عام 2017 وهو مملوك لتطبيق أخر أكبر وأكثر شهرة يدعي Bigo، والأخير يعتمد على نفس الفكرة فتح الكاميرا وإنشاء قنوات يدخل إليها أشخاص آخرون ومن ثم محادثات، وظهر فى سنغافورة أول مرة فى مارس عام 2016، وتخطي عدد مستخدميه 200 مليون شخص فى فبراير 2018.

 

ويقوم ضيوف القناة بإرسال عملات وهدايا للفتيات، والتى تحول لاحقًا إلى أموالًا، وكلما زاد عد المشاهدين والمشتركين فى القناة زاد معدل الدخل جراء المشاهدات والهدايا المرسلة.

 

ويتم الترويج لمثل هذه التطبيقات بوسائل عديدة بحجة توظيف الفتيات والحصول على أجور مغرية شهريًا، وذلك من خلال مثل مقاطع الفيديو أو الصور ومنشورات، ما يدفع الفتيات للظن بأن هذه الفرصة تتضمن تشغيلهن مذيعات عبر وسائل التواصل الاجتماعى ومواقع الإنترنت.

 

وفي هذا السياق، أكد خبراء أمن المعلومات والتكنولوجيا، أن السبب وراء انتشار مثل هذه البرامج، وهو قلة الوعي بين الشباب والجري وراء التريند وملاحقة الموضة، في ظل غياب الأسرة والمجتمع الذي من شأنه مراقبة مثل هذه الأفعال والعمل على تقديم النصائح وتقديم الوعي والمعرفة لدى هؤلاء الشباب الذي لا يتجاوز  أعمارهم 12 عاما.

 

استهداف المراهقين:

 

وصف المهندس وليد حجاج، خبير أمن المعلومات، برامج المحادثات والفيديوهات مثل "تيك توك" و"ويكي"، التي تعتمد على جمع أكبر عدد من المتابعين من أجل الحصول على المال مثل "الراقصة التي ينقطها الزبائن بالأموال"، فهذه البرامج تهدف إلى استقطاب الأطفال من سن 12 سنة إلى 18 سنة، وهو سن المراهقة الخطر.

 

وأضاف خبير أمن المعلومات في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، أن السبب الرئيسي في انتشار مثل هذه البرامج وكثرة المتابعين عليها هو غياب دور الأسرة والمجتمع الذي له هو الآخر دور في إطلاق جرس تنبيه يوضح حجم الضرر من هذه البرامج، بجانب المواطن الذي يقوم بنشر الفيديوهات ومشاهداتها.

 

وأشار "حجاج" إلى أن الأسرة عليها دور كبير في مراقبة أبنائها، مؤكدا أن غيابها هو سبب انتشار تلك البرامج  التي من الصعب على الحكومة حظرها وذلك لأنها غير متواجدة في مصر، بل تم تصميمها من قبل جهات في دول أخرى.

 

 دور المجتمع والأسرة:

 

قال الدكتور محمد الجندي، خبير تكنولوجيا المعلومات، إن كافة التطبيقات الإلكترونية يمكن أن تستخدم كسلاح خير أو شر، فهناك مقاطع فيديو على برامج "تيك توك" تقدم محتوى جيد، وهناك من يستغل تلك التطبيقات في الترويج لأعمال غير أخلاقية.

 

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، أن هناك بعض الشركات تطالب المواطنين الذين لديهم حسابات بها عدد كبير من المتابعين بعمل إعلانات لمنتجاتهم، مؤكدا أنه لا يجب أن نقول إلغاء التطبيق ولكن علينا متابعة الأعمال المنافية لتقاليد مجتماعنا.

 

وأشار إلى أن كل تطبيق يضع شروطا للتسجيل فإذا كان أقل من 16 سنة، لا يتم تسجيل الشخص إلا بوجود ولي أمر، وهناك من يتحايل على هذا الشرط ويضع تاريخ ميلاد أكبر من السن الحقيقي، مما يعد خروقات في الشروط التي يطبقها البرنامج.

 

وعن برنامج "تيك توك" وبرنامج "ويكي"، أوضح أن مثل هذه البرامج لا يوجد بها سياسة التبليغ في حالة وجود محتوى يتنافى مع تقاليد المجتمع، إلا أن تطبيقات مثل "فيس بوك" أو "تويتر" بها تلك الخاصية مما تحد من عملية إنتشار الأعمال التي لا تتناسب مع تقاليد مجتماعنا ويقوم بالتدخل وحذفها فورا.

 

وأكد "الجندي" أن برنامج التيك توك زاد المتابعين عليه والمنضمين إليه بنسبة 194% بعد الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا التي أعلنت عنها الحكومة وهي حظر التجوال، مشيرا إلى أن ذلك وفقا لإحصائيات الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات.

 

 "النواب" يرصد الوقائع:

 

وفي نفس السياق، قال أحمد بدران، وكيل لجنة الاتصالات والتكنولوجيا بمجلس النواب، إن اللجنة ستبحث إصدار قانون للتحكم في المحتوى الذي يقدم عبر منصات التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن الأطفال في سن المراهقة يسيئون استخدام برامج التواصل الاجتماعي في ظل غياب الأسرة.

 

وأضاف بدران في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، أن فكرة حجب البرامج نهائيا سيكون صعب تنفيذها، ولكن هناك إجراءات يتخذها جهاز الاتصالات من أجل حجب بعض الفيديوهات التي تتنافى مع تقاليد المجتمع، مشيرا إلى أن الأسرة عليها دور كبير في مراقبة أبنائها حتى لا يقعوا فريسة لبعض الشركات التي قد تستغلهم في أعمال غير أخلاقية.

    Dr.Radwa
    Egypt Air