قال الدكتور محمود محيي الدين المبعوث الخاص للأمم المتحدة لأجندة تمويل التنمية المستدامة 2030 إن اقتصادات الدول النامية والأسوق الناشئة تواجه تحديات كبيرة فرضتها أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد و أن الأزمة الحالية تتضمن العديد من الدروس التي يجب ان تتعلم منها هذه الدول.
وأضاف محيي الدين - في حوار خاص لـ"Ahram Online" - أن أزمة جائحة كورونا قد فرضت نوعين من الحروب على العالم بأسره؛ الأولى تتعلق باحتواء محاصرة اعداد المصابين و الوفيات التي تعكسها نشرات متابعة تطورات كورونا اليومية و الأخرى تتعلق بوضع سبل للتعامل مع حالة الركود العالمي و محاولة احتوائها قبل أن تتحول إلى حالة من الكساد العالمي الذي ستكون عواقبه وخيمة على العالم باسره.
وأوضح أن الجوانب الاقتصادية والاجتماعية في الدول النامية والأسواق الناشئة قد تأثرت بشدة –و ما تزال - وأن 170 دولة حول العالم تشهد حاليا نموا سلبيا لنصيب الفرد من الدخل القومي و أن التشغيل و الدخول و البطالة و الفقر ملفات سوف تتأثر بشدة في الدول النامية جراء جائحة كورونا.
وفي هذا الصدد كشف محيي الدين أن هناك تأثيرا كارثيا لجائحة كورونا على عدد ساعات العمل و الدخول حيث أدى إلى استقطاع 6.7% من ساعات العمل على مستوى العالم ما يعادل 195 مليون عامل بدوام كامل.
وأكد محيي الدين أن مصر و غيرها من بلدان الدول النامية والأسواق الناشئة لابد وأن تعيد ترتيب أولوياتها وأن تضع تركيزها على الاستثمار في رأس المال البشري، في التعليم و الصحة و الانتاج و البنية التحتية و كذلك الاستثمار في منظومة تكفل المرونة لهذه الدول للتعامل مع الصدمات الاقتصادية و الاجتماعية و امتصاصها و كذلك الصدمات الدولية التي تؤثر عليها.
وأشار إلى أن الظروف الراهنة تفرز فرصا لمصر و للدول النامية بشكل عام لا يمكن تجاهلها للاستثمار في هذه الملفات و بشكل عاجل و تسخير كافة الاستثمارات الحكومية و الخاصة لهذا الغرض، مضيفا أن تجاهل الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة و الخاص بالرعاية الصحية هو السبب في حالة الفوضى التي تشهدها هذه البلدان في مواجههتها لازمة كورونا المستجد.
وأضاف أن الاستثمار في الرقمنة و التكنولوجيا و الذكاء الاصطناعي و دمجها في النشاط الاقتصادي لابد و أن يؤخذ على محمل الجدية في هذه البلدان في المستقبل للتعامل مع فترة ما بعد الوباء.
وقال محيي الدين إن أزمة أسعار البترول حاليا تلقي بظلالها على هذه الدول و إن ذلك قد لا يشجع بعض الاستثمارات في المنطقة على الاستمرار في قطاع الطاقة المتجددة و لكن هناك دول في المنطقة و على رأسها مصر تستثمر بشكل ضخم في مجال الطاقة الشمسية حيث أن الاعتماد أكثر على مصادر الطاقة المتجددة هو التوجه العالمي الان و هو من متطلبات الفترة المقبلة.
وفيما يتعلق بالنشاط غير الرسمي، أوضح محيي الدين أن وجود هذا النشاط جاء نتيجة أن النشاط الرسمي نفسه ليس منظما و ليس كفؤا بما يكفي و يعاني العديد من المشكلات، مشيرا ان دمجه في النشاط الرسمي سوف يعود بالعديد من الايجابيات على القطاعين.
كما تطرق الحوار إلى قطاع الشركات الصغيرة و المتوسطة حيث أكد محيي الدين انها تأثرت بشدة خاصة تلك التي تعمل في قطاعات مثل السياحة و السفر مؤكدا انها تعاني العديد من المشكلات التي يجب التعامل معها خاصة و انها تضم معظم العاملين في النشاط الاقتصادي على مستوى العالم و في المنطقة.