واجه برنامج "رامز مجنون رسمي"
المذاع منذ بداية رمضان، انتقادات شديدة كان أهمها البيان الصادر عن مستشفى
الصحة النفسية بالعباسية والتي طالبت في بيانها بوقف البرنامج، والتي أحالت بلاغا
إلى المجلس الأعلى للإعلام لوقف البرنامج.
وقال جمال شوقي، رئيس لجنة الشكاوى بالمجلس
الأعلى لتنظيم الإعلام، في تصريحات صحفية له، إن البيان الذى صدر عن مستشفى
الصحة النفسية هو بيان مهم، مشيرا إلى أن برنامج "رامز مجنون رسمي" خرج
عن دورة الرئيسي وهو الإضحاك إلى التلذذ بتخويف الضيوف الذين يظهرون في البرنامج،
مؤكدا أن المجلس سيتخذ كافة الإجراءات الممكنة تجاه أمثال تلك البرامج.
وأشار إلى أن المجلس سيتخذ كل الإجراءات
القانونية اللازمة وسيتم مخاطبة وزير الإعلام السعودي لوقف هذا البرنامج.
بينما أصدرت نقابة الإعلامين بيانا عاجلا،
جاء فيه أنه من منطلق المسئولية الملقاة على عاتق النقابة بشأن ضبط المشهد
الإعلامي بما يتناسب مع الذوق العام والأخلاق والعادات المصرية الأصيلة، ونحن في
معية شهر رمضان المعظم، فقد تابعت النقابة عن كثب ما يحدث ببرنامج المقالب لمقدمه
رامز جلال والذى تخطى كل حدود الرسائل الإعلامية الهادفة والضوابط المهنية والذوق
العام المصري ورسخ للعنف وإهداره للحقوق الإنسانية.
وأضاف بيان النقابة: "فبدلا من تكريم
الضوابط المهنية والحقوق الإنسانية والعمل على العلو من شأنها قام المذكور
بالاستهزاء والحط من قدرها الإسفاف بها على مسمع ومرأى من المشاهدين خاصة وأن
مقدمه غير حاصل على تصريح بمزاولة أية أنشطة إعلامية".
كما طالب البيان بالبعد عن إقحام الأعمال
الدرامية بالشتائم والسباب والمشاهد الفجة والتي تخرج عن سياسة البناء
الدرامي وتسيء للواقع المصري والمصريين خاصة وأن الدراما المصرية يشهدها
العالم العربي والعالم كله وعدم استخدام تعبيرات وألفاظ تحمل للمشاهد والمتلقي
إيحاءات مسيئة تهبط بلغة الحوار ولا تخدمه بأي شكل من الأشكال بالإضافة الى الرجوع
إلى أهل الخبرة والاختصاص في كل مجال في حالة تضمين المسلسل أفكاراً ونصوصاً دينية
أو علمية أو تاريخية حتى لا تصبح الدراما مصدراً لتكريس أخطاء معرفية.
في الوقت الذي شدد المجلس الأعلى لتنظيم
الإعلام على ضرورة الالتزام بمعايير الأعمال الدرامية والإعلانات التي وضعها ومن
بينها الالتزام بالكود الأخلاقي والمعايير المهنية والآداب العامة واحترام عقل
المشاهد والحرص على قيم وأخلاقيات المجتمع، وتقديم أعمال تحتوى على المتعة
والمعرفة وترتقى بالذوق العام، وتظهر مواطن الجمال في المجتمع والتزام الشاشات
بالمعايير المهنية والأخلاقية، فيما يعرض عليها من أعمال سواء مسلسلات أو إعلانات.
معايير الأعمال الدرامية:
وكان المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
برئاسة الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد وضع عددا من المعايير للأعمال الدرامية
والإعلانات التي يتم عرضها على الشاشات وإذاعتها على محطات الإذاعة وهى:
- الالتزام بالكود الأخلاقي والمعايير
المهنية والآداب العامة واحترام عقل المشاهد والحرص على قيم وأخلاقيات المجتمع
وتقديم أعمال تحتوي على المتعة والمعرفة وتشيع البهجة وترقى بالذوق العام وتظهر
مواطن الجمال في المجتمع.
- التزام الشاشات بالمعايير المهنية
والأخلاقية فيما يعرض عليها من أعمال سواء مسلسلات أو إعلانات وعدم اللجوء إلى
الألفاظ البذيئة وفاحش القول والحوارات المتدنية والسوقية التي تشوه الميراث
الأخلاقي والقيمي والسلوكي بدعوى أن هذا هو الواقع.
المشاهدة والإعلانات:
أكدت الدكتورة ليلى عبد المجيد عميد كلية
الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق، أن الجدل المثار حول برنامج رامز جلال "رامز
مجنون رسمي" ليس جديدًا حيث يتم إثارته كل عام تقريبا دون الأخذ بأي قرار
رادع.
وأضافت أن المشكلة تكمن في أن البرنامج يتم
بثه عبر قناة غير مصرية "سعودية"، وبالتالي فإن الإجراء الذى
من الممكن أن يتم سيكون بالتشاور بين المجلس الأعلى للإعلام والقناة، وغالبا سيكون
الغرامة فالمجلس لا يستطيع أن يصدر قرارًا بوقف البرنامج وإحالة أي مسئول به
للتحقيق.
وأوضحت أن البرامج الترفيهية من نوعية
برامج رامز جلال قائمة على نسبة المشاهدة والإعلانات وبالتالي عدم استمرار
البرنامج غير مؤكد بالرغم من كم الانتقادات التي يواجهها، لافتة إلى
أنه على جانب آخر، فإن الفنانين المشاركين ليس لديهم إحساس بقيمتهم الفنية، حيث أن
المفترض أنهم نماذج وقدوة للمشاهدين ومع ذلك يقبلون على أنفسهم أن يخرجوا بتلك
الصورة فمشاركتهم في البرنامج تتم عن وعى ودراية ويتم إغرائهم بالمبالغ
التي يحصلون عليها.
دور المجلس الأعلى للإعلام:
بينما طالب الدكتور محمود علم الدين أستاذ
الإعلام بجامعة القاهرة أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بأن يقوم بدوره فى مواجهة
الخلل القيمي والأخلاقي الذى يقدمه برنامج رامز جلال لافتا إلى أن بعض المسلسلات
بها كم من الألفاظ التي يعاقب عليها القانون وفيها نوع من التدني والخروج على قيم
المجتمع المصري مثل "وكلينها والعة" و"رجالة البيت "يحتون على
قدر من السخافة وعدم القدرة على الإضحاك .
وأضاف أنه نتيجة لتلك البرامج والمسلسلات
والإعلانات فإن الطفل الموجود في البيت يتلقى جرعة تعليمية سيئة جدا،
مشددا على ضرورة مراعاة الحوار والألفاظ وليس فقط محتوى المسلسل، فالمعلمون
والأسرة يبذلون الجهد في تربية الاطفال ثم يأتي ممثل نصف موهوب يخرج
ألفاظا يعتمدها الطفل ويقوم بتقليده.
وأشار
"علم الدين" إلى أهمية الدور الذي يقع على المجلس الأعلى لتنظيم الاعلام
حيث أن أحد مهامه محاسبة ومساءلة وسائل الإعلام ومتابعة الأداء المهني ومدى
مطابقته للمعايير الأخلاقية للمجتمع.
تطبيق اللوائح بات ضرورة:
فيما أكد الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام
بجامعة القاهرة أن على المجلس الاعلى للإعلام أن يكون له رأى واضح فالعقوبة واضحة
وأوضحته تصريحات المسئولين به وهو أن الكلمة المعيبة لها غرامة 250 ألف جنيه ويجب
أن تطبق.