واصلت الجماعات الإرهابية، مخططاتها الخبيثة الرامية إلى كسر عزيمة
المصريين، ولم تراع الأيام المباركة التي نعيشها الآن خلال شهر رمضان المبارك،
واستهدفت مدرعة في مدينة بئر العبد ما أسفرعن استشهاد وإصابة 10 من أبناء الشعب
المصري في القوات المسلحة.
وتسعى الجماعات الإرهابية مدعومة بتمويل دولي كبير، لتنفيذ مخططاتها
الخبيثة، خاصة في الأعياد والمناسبات الدينية للمصريين بلا تفرقة، بهدف واحد وهو
الإيحاء للمواطنين بأنهم لا يزالون موجودون على غير الحقيقة.
استغلال القيم الرمزية للشعب المصري
قال محمد
البلقاسي مدير مركز "ضد التطرف" لدراسة شئون الجماعات التكفيرية
والمتطرفة، إن الجماعات الإرهابية تستغل المناسبات الدينية والوطنية لتنفيذ
مخططاتها، وأصبحت هذه الأوقات مناسبات معتادة لأعمالها الإجرامية، الأمر الذي يوضح
مدى بغض هذه الجماعات للشعوب، وأنها تسعى دائماً لإفساد فرحتها.
وأوضح الباحث
بشئون الجماعات التكفيرية والإرهابية في تصريحات لـ"الهلال اليوم" أن
هذه الجماعات تسعى دائماً لتنفيذ العمليات في أيام القيم الرمزية للشعب المصري،
والأمة الإسلامية، والسبب الرئيس في ذلك هو السعي لإفساد فرحة المصريين والقضاء
على كافة أشكال البهجة لديهم، وإغراقهم بالمشكلات والأعمال الإرهابية التي يتم
تنفيذها من حين لآخر، في مسعى منه لتكدير السلم والأمن العام.
ولفت
"البلقاسي" إلى أن أحد أهداف تنفيذ العمليات في هذه الأوقات هو تسليط
الضوء عليها أكثر من الأوقات العادية مما يزيد من انتشار أخبارها والخوف والقلق
منها، وهذا هو الشيء الأهم الذي يخططون له.
وتابع:
"هذه الجماعات لا تفرق بين المناسبات الخاصة بالمسلمين أو المسيحيين، فقد
نفذت هجوم مسجد الروضة وراح ضحيته 432 مصريا ما بين قتيل وجريح، ونفذت كنيسة مار
جرجس ومار مرقس في 2017 ".
وأضاف الباحث في
شئون الإسلام السياسي أن شهر رمضان حدث فيه عدد من الحوادث الإرهابية الضخمة أهمها
حادث رفح الأول والذي راح ضحيته 16 مجندا، وهجوم كمائن الشيخ زويد والذي استشهد
فيه 17 جنديا، كما قاموا بالهجوم في وقت صلاة العيد على كمين البطل ليستشهد 8
أفراد.
وتابع: الجماعات
الإرهابية لم تتوقف عن تنفيذ العجمات في المناسبات الوطنية حتى من قبل داعش،
فتفجيرات طابا في 2005 كانت أثناء احتفالات الشعب المصرى بثورة يوليو، مؤكدا أن
عقيدة إفساد بهجة المصريين ليست خاصة بداعش إنما هي في كل جماعات الإرهاب.
وشدد
"البلقاسي" على أن العمل الإرهابي الذي استهدف أبناء القوات المسلحة في
بئر العبد بالأمس يأتي ضمن هذا المخطط الذي تسعى إليه هذه الجماعات من إفساد في
الأرض.
إظهار الترابط
يقلب الطاولة:
ومن جانبه، أكد الدكتور على النبوي استشاري الطب النفسي، أن سيكولوجية
الجماعات الإرهابية قائمة على العداء للمجتمع والانتقام منه، لذا تعمد إلى القيام
بالعمليات الإرهابية، في الأعياد والمناسبات الدينية والوطنية، لإحباط عزيمة
المصريين وتكاتفهم حول الدولة.
وأوضح "النبوي" في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم" أن
استهداف الجنود في سيناء، وراءه هدف آخر غير قتلهم وهو كسر الفرحة بين أبناء الوطن
وكذلك محاولة إفشال توحد المصريين حول الهدف الجمعي وهو دعم الدولة.
ولفت استشاري الطب النفسي إلى أن رسالة الإرهاب هي كسر الجيش المصري
باعتباره رمزية قوية لدي المصريين في الثبات النفسي، خاصة وأننا الآن نمر بحدثين
مهمين وهما شهر رمضان المبارك والذي يجمع المصريين على الخير والعطاء وكذلك أزمة
كورونا والتي كشفت عن قوة دعم المواطنين للدولة في الالتزام بالإجراءات الوقائية.
وتابع: "الإرهابيون يستغلون أجواء الشهر الكريم وروحانياته وحالة
السلام النفسي التى تسيطر على المصريين، في تنفيذ مخططاتهم لأنها ستترك أثرا سيئًا
فيهم، وهو ما يخططون له من البداية".
وأكد استشاري الطب النفسي أن سيكولوجية الإرهابي تتميز بالعداء الشديد
العاطفي منه قبل العداء الجسدي، فهو يريد قبل القتل الجسدي قتل الفرحة، ويزداد
سعادة بانتشار أخباره على وسائل الإعلام والسوشيال ميديا لأنها تحقق جزءًا من خطته.
وأشار "النبوي" إلى أن رد الفعل على هذه العمليات الإرهابية يجب
أن يكون إظهار التكاتف والترابط خلف الدولة، وأيضًا استمرار عجلة التنمية لأن ذلك
سيكسر فرحة الإرهابيين بما يرونهم انتصارًا مزعوما.