الانتماء للوطن جزء أصيل من شخصية المصريين.. إعلاميون: يجري في العروق مجرى الدم وشعور دائم لا تؤثر فيه أي عوامل سلبية.. والأعمال الدرامية الوطنية تساهم في تثبيته

الانتماء إلى الوطن هو تلك الحالة والشعور بالانضمام إلى الأرض التى ولد وعاش عليها، وتكوين علاقةٍ ايجابيةٍ مع الوطن، وتكوين علاقةٍ قويةٍ تربطنا بالوطن، والوصول إلى أعلى درجات الإخلاص له.

وتكمن أهمية الانتماء للوطن في الخوف على مصلحته وإعلائها فوق كل مصلحة، وما يترتب على ذلك من احترام للقوانين والتزام بالدستور والآداب العامة، وحفاظ على ممتلكاته، وتقبل للاختلافات العقائدية والسياسية والعرقية، فعند تحقق هذه الأمور تتحقق قيم التسامح والتلاحم بين الأفراد وتقوى أواصر المحبة بينهم.


أشكال الانتماء:


تتعدد أشكال الانتماء إلى الوطن منها الحفاظ على نظافة الأماكن والمرافق العامة الالتزام بالقوانين والقواعد السلوكية، الانضباط في العمل، اختيار أسلوب الحوار الواعي في حلّ المشاكل والنزاعات التي تقع بين الأفراد والجماعات، احترام عادات وتقاليد وأعراف المجتمع الالتزام بالرموز الوطنية، كالنشيد الوطني، والعلم، وكل ما يندرج تحت هذه الرموز. الاعتزاز بالوطن، واسمه، ورموزه، في الداخل والخارج.

ومع توالي الأحداث التي شهدتها مصر في السنوات العشرة الأخيرة، تباينت ردود أفعال المصريين حول الأحداث والتي كشفت عن حقيقة انتماء بعضهم للوطن.



الشخصية المصرية:


أكدت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد أن الشعور بالانتماء في الشخصية المصرية لم يطرأ عليه أي تغيرات بسبب الظروف الاجتماعية أو الاقتصادية أو الصحية.


وأضافت "فؤاد"إن علاقة المصري بأرضه لم تقدر يوما بالمال، قائلة: "الوطنية عند المصريين ليست ثمنا مدفوع الأجر.. الوطنية بالنسبة للمصريين عشق للأرض تجري في عروقهم مجرى الدم.. نعم قد يغضب المصري ويمر بكل الانفعالات ولكن إذا ما تعرض هذا الوطن لخطر يتحول إلى وحش كاسر للدفاع عن بلاده".


وأوضحت أن افتقاد العدالة قد يؤثر بعض الشيء، فالمصريون يقدّرون الظروف الاقتصادية وما يمر به الوطن حاليا من محنة "انتشار فيروس كورونا"، ولكن طالما وجدت العدالة وتطبيق قانون يحاسب من أفسد و يدعم الشرفاء والأكثر احتياجا، فشعور الانتماء سيظل ثابتا ومتأججا.


وأشارت إلى أن الفن و الدراما يلعبان دورا مهما في تنمية الشعور بالانتماء قائلة "الدراما والفن قوة مصر الناعمة لذا يجب أن يتم تقديم أعمال درامية تشكل مثلا أعلى للشباب بدلا من تقديم نماذج الخارجين على القانون التي تضاعف من مشاعر العنف والسلبية في المجتمع".


وتابعت: "تأثير عمل مثل مسلسل الاختيار وإصرار المصريين على متابعته لأنه يلمس أوتارهم الوطنية التي تحتاج المزيد والمزيد من الأعمال والاحتفالات الوطنية التي لا يجب أن نحتفل بها بشكل عابر بل يجب أن يكون للاحتفاء بمناسباتنا الوطنية طقوس حياة يومية تتمثل في إكرام البطولة وتعظيم الكفاح وإبراز النجاحات الجادة.


الدراما الوطنية:


أكدت الدكتورة ماجي الحلواني عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق أن الشعور بالانتماء لدى المصريين شعور دائم ولا تؤثر فيه أي عوامل سلبية .


وأضافت أن الكثير من العائلات المصرية لهم أبناء في القوات المسلحة وعلى دراية بما يقومون به من دور مهم، ولكن كثيرون لا يعلمون تفاصيل ما يقومون به ولا الظروف الصعبة التي يمرون بها ولا كم التضحيات التي يؤدونها .


وأوضحت أن الأعمال الدرامية الوطنية تضفى خاصية الاستمرارية للشعور بالانتماء فمسلسل "الاختيار " أعطى صورة كاملة عن مدى تضحيات أبناء القوات المسلحة لوطنهم وهو ما زاد من تأجج الشعور الوطني لدى المجتمع كله .


وأشارت إلى أنه من الصعب تقديم أعمال درامية على غرار مسلسل "الاختيار" لارتفاع تكلفة إنتاجها إلا أن هناك العديد من الشخصيات الوطنية على جميع الأصعدة يمكن أن تقدم تجربتها من خلال عمل درامي مثل الدكتور مجدى يعقوب والدكتور أحمد زويل.


وأوضحت أن عرض حياة النماذج المضيئة التي لا يخلو تاريخنا وحاضرنا منها ستثير في قطاع كبير من الشباب الذين يمثلون أكثر من ثلث المجتمع روح الانتماء لبلدهم.