الثلاثاء 21 مايو 2024

عاما 1965 و1967 يكشفان استراتيجية أهل الشر ضد الجيش المصري والدولة.. اعتبار النكسة عقاب إلهي ضد إعدام أيقونة التكفير.. وإشعار المصريين بالذنب مذهب خاص بهم

تحقيقات3-5-2020 | 21:57

مع استمرار العمليات الإرهابية ضد قواتنا المسلحة، وبخاصة على أرض، سيناء الحبيبة، تزداد الشماتة من قوى الشر وأنصار الجماعات الإرهابية، والتشفى في تماسك المصريين خلف الوطن، إلا أن وعى المصريين بما يريده أهل الشر يفشل كل مخططاتهم.

 

ومع كل حادث إرهابي يقع ضد الجيش يجب علينا أن نتذكر عامين مهمين، هما 1965 و 1967، حيث شهد العام الأول إعدام سيد قطب علامة التكفيريين البارزة والأب الروحي لهم، بينما شهد العام الآخر حدوث هزيمة 67 للجيش المصري.



وكان البزوغ الحقيقي للإخوان عقائديا وتسبب في استمرارهم معنا للآن هي هزيمة 67، فقد ربط الإخوان إعدام قطب بالهزيمة وأنها عقاب من الله وحكم عدل من السماء ضد الطواغيت – على حد زعمهم-، فمنهم من سجد شكرا لله على هزيمة الجيش المصري وقتل جنودنا عطشا أو تفجيرا.

 

وفي فترة السنوات الست ما بين الهزيمة والانتصار، وجد الإسلامجية تارهم ضد الجيش المصري، فقد أذاقوا المر لكل مناصري الدولة واذلوهم وعايروهم بطغيانهم ولمساندتهم للفرعون وجنوده وتسببوا في شكوك متتالية للشعب المصري.

 

ولك أن تتخيل في عام 1967 ، أن شعبًا يرى جيشه مهزوما وجنوده قتلي ومصابين، وعندما ينظر حوله يجد الإسلامجية يبكتونه أن ذلك ذنب إمامهم سيد قطب وثأر السماء من الفرعون، ليرى المواطن الفرحة في عيون الإسلامجية ويسجدون شكرا لله مع كل خبر باستشهاد جنود مصريين علي أيدي الصهاينة، هنا بدأ الشعب في الاختلال.


لك أن تتخيل أن الطفل أيمن الظواهري عام 1966 وهو في سن الـ15 عاما، انضم لبعض مجذوبي أفكار سيد قطب في الحي الراقي الذي يسكن فيه فنجد أبناء الطبقة الارستقراطية يؤسسون بذرة تنظيم الجهاد، وكان من بينهم نبيل برعي من المعادي، علوي مصطفى من مصر الجديدة ، اسماعيل طنطاوي من المنيل، كما انضم إليهم لاحقا رفاعى سرور، ذلك الداهية صاحب الفكر التكفيري البحت، والذي ما زال أثره ممتدًا في أولاده للآن.

 

وكان رفاعي سرور صديقا صدوقا لحازم صلاح أبوإسماعيل، وفى يوم وفاته فبراير 2012، حصل حازم صلاح أبوإسماعيل علي البيعة فى عزاءه، وبايعه كل الحاضرين للترشح للرئاسة ومن العزاء أعلن عن نزول أبوسماعيل للسباق.


البوابة نيوز: رفاعي سرور.. من مبايعة حازم أبو إسماعيل إلى مفتي ...

 

وبهزيمة 1967 تختل الموازين لدي الكثيرين حتي من هم في لباس القانون المصري ليقتنع بعض منهم بأفكارهم، فينضم إليهم فى نفس عام النكسة وكيل النيابة يحيي هاشم والذي شارك في محاولة الفنية العسكرية عام 1974 وتمت تصفيتة في صحراء المنيا فى مكان اختبائه بعدما أسس لحرب عصابات ضد الدولة.

 

يقتات الإسلامجية علي كل كارثة أو انتصار للدولة المصرية، ففي هزيمة 67 يشعرون الشعب بالذنب، وأن ذلك انتقام السماء بإعدام إمامهم سيد قطب، وفى انتصار أكتوبر 73 يصفونة بالنصر لإسرائيل وأننا هزمنا في الثغرة وكامب ديفيد انتزعت سيناء للأبد، لديهم قاعدة وحيدة الله ينصر الإسلامجية فقط!


الصورة 

الملخص من تلك الفترة هو فهم نظام عمل الإسلامجية، التلاعب بالعوطف والضغط علي المشاعر للشعوب في اوقات الكوارث أو الأزمات، فتتحول هزيمة الجيش المصري 67 من تقصير سياسي وعسكري للنظام الي عقاب إلهي لإعدام سيد قطب 65 ويتحول نصر أكتوبر 73 من نجاعة للجيش والقيادة الي كذب ومصر هزمت فى 73.

 

وكان نتيجة الخلل الذي زرعه تيار التكفير، أن جاءت أعنف الأفكار الإرهابية عبر أفراد الطبقة الارستقراطية المصرية، فلم يتحلموا دغدغة المشاعر الدينية والنفسية التي تعرضوا لها نتيجة للتلاعب النفسي والفكري بهم، ولحقهم بطبيعة الحال الأقل مالا والأقل فكرا وتناموا بشكل كبير في كل حي وشارع وقرية، فلا توجد حماية من الأفكار الهدامة سوي الإطلاع، ولا يوجد إطلاع بدون تفكير ولا يوجد تفكير دون حرية القرار ولا توجد حرية دون أساسيات، ولو فكرت قليلا لوجدت أن الهوية الوطنية في التفكير السياسي أساس لا يمكن التغاضي عنه وبدونه فالهدم قادم من داخل منزلك بيد أفراد أسرتك.