تاريخيا، لعب الذهب دورا رئيسيا في اقتصادات العديد من الدول، على الرغم من أنه لم يعد شكلًا أساسيًا للعملة، إلا أن الذهب لا يزال استثمارًا قويًا طويل الأجل وقد يكون إضافة قيمة للمحفظة، خاصة في سوق هابطة.

لمحة تاريخية عن دور الذهب في الاقتصاد

كان الذهب يعتبر عملة عالمية لمئات السنين. نظرًا لقيمتها المعترف بها في جميع أنحاء العالم، تم استخدام معيار ذهبي منذ عهد الإمبراطورية البيزنطية منذ أكثر من 1500 عام. حتى وقت قريب، في الواقع، كان الذهب يستخدم كعملة احتياطي عالمية.

في عام 1944، عند توقيع اتفاقية بريتون وودز، استبدل الدولار الذهب كعملة احتياطية عالمية. ولكن حتى بعد هذه الاتفاقية، استمر استخدام الذهب لدعم العملات المحلية لمختلف البلدان. ومع ذلك، في عام 1971، أزال ريتشارد نيكسون المعيار الذهبي في الولايات المتحدة، وسرعان ما تبعته وبلدان أخرى.

مزايا الذهب كاستثمار

على الرغم من أنه لم يعد شكلًا أساسيًا للعملات في العالم المتقدم، إلا أن الذهب لا يزال استثمارًا شائعًا لعدد من الأسباب.

• السيولة. يمكن تحويل الذهب بسهولة إلى أموال نقدية في أي مكان في العالم. وبصرف النظر عن النقد الفعلي، فإن سيولة وشمولية الذهب لا مثيل لها.

• مستودع للقيمة. يميل الذهب إلى الحفاظ على قيمته بمرور الوقت. يجادل الاقتصاديون بأنه حتى السعر السائد في بورصة الذهب لا يشير إلى قيمته. أي أنه حتى لو انخفض السعر، فإن القيمة الأساسية للذهب لا تتغير كثيرًا. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى وجود كمية ثابتة من الذهب نظرًا لأنه سلعة، في حين أن الدولار الأمريكي، وهو شكل من أشكال العملات الورقية، لا يحمل قيمة متأصلة.

• التحوط ضد التضخم. يرتفع السعر في بورصة الذهب عندما يستقر التضخم. نظرًا لأن الذهب مسعر بالدولار الأمريكي، فإن أي تدهور في الدولار سيؤدي منطقياً إلى ارتفاع سعر الذهب. ونتيجة لذلك، يقدم الذهب خلال الأوقات التضخمية استثمارًا أكثر استقرارًا من النقد، وتشهد بورصة الذهب رواجاً ونشاطاً أكثر من المعتاد.

• التنويع. تعد إضافة أوراق مالية مختلفة إلى محفظتك طريقة أساسية لتنويع وتقليل المخاطر الإجمالية لاستثماراتك. علاوة على ذلك، نظرًا لأن الذهب غالبًا ما يتحرك بشكل عكسي بالنسبة إلى سوق الأسهم وقيم العملات، فإن تداول الذهب يوفر طريقة فعالة بشكل خاص للتنويع.

• الاستثمار المطلوب عالميا. لا يزال الذهب سلعة عالمية. على الرغم من أن الدول تبيع عملاتها الآجلة وخزائنها وأوراقها المالية الأخرى حول العالم، على عكس الذهب، إلا أنها تخضع للفوضى السياسية.

• يستخدم الذهب كمدخل في المنتجات. نظرًا لأن الذهب يستخدم في إنتاج منتجات مختلفة بما في ذلك المجوهرات والإلكترونيات، فهناك طلب موثوق به يزيد من استقرار سعر الذهب. علاوة على ذلك، في أوقات الطلب المتزايد، يمكن لهذه الأسواق أن تجبر سعر الذهب على الارتفاع.

متى تستثمر في الذهب؟

أفضل وقت للاستثمار في الذهب هو عندما يُتوقع أن يسيطر التضخم على قيمة العملة الوطنية، مثلما يحدث الآن من تباطؤ اقتصادات الدول وتعطل خطط التنمية بها. كلما كان بإمكانك اكتشاف مثل هذه الأحداث مبكرًا، كلما كان لديك مساحة أكبر لتحقيق الربح. 

قد تشير المؤشرات الرئيسية مثل انخفاض سوق الأسهم والاضطراب السياسي إلى انخفاض قيمة عملة بلدك في المستقبل. يمكن أن تشير إعلانات البنوك الاحتياطية لطباعة المزيد من العملات المحلية إلى الوقت المناسب لتداول الذهب.

عندما تكون العملة المحلية قوية، ولا يتوقع تضخم، ليس هناك مجال كبير لارتفاع سعر الذهب. مع ذلك، إذا كانت هناك توقعات بزيادة الطلب من الأسواق التي تتطلب الذهب، مثل المجوهرات والإلكترونيات، ففكر في الاستثمار في الذهب للاستفادة من ضغط الأسعار المحتمل.

 ومع ذلك، ومن الناحية العملية، قد تكون استراتيجية الاستثمار السلبي (شراء والاحتفاظ بالذهب) هي الاستراتيجية الأفضل لمستثمر الذهب العادي. نظرًا لأن الاقتصادات تميل إلى أن تكون دورية، قم بالشراء عندما ينخفض سعر الذهب، سواء كان بلدك يمر حاليًا بالاضطراب أم لا أو تعتقد أنه يتجه إلى المرور باضرابات ما. وبهذه الطريقة، لا داعي للقلق بشأن الشراء عندما يقوم كل شخص آخر بالشراء ورفع السعر.

ما هي النسبة المئوية للذهب في محفظتك الاستثمارية؟

لا توجد قاعدة صارمة وسريعة بشأن مقدار الذهب الذي تريد الاحتفاظ به في محفظتك. سيعتمد ذلك على شعورك تجاه السوق، ومدى شعورك بالراحة مع التقلبات، واحتياجاتك المالية العامة وجدولك الزمني.

نظرًا لأن الذهب هو أحد الاستثمارات القليلة التي تحقق أداءً جيدًا في سوق هابطة، فكر في ما إذا كنت تشعر بالهبوط أو الصعود، واستخدمه لتقريب محفظة قوية ومليئة بالأسهم. في النهاية، يجب عليك استخدام نفس استراتيجيات إدارة المحافظ الاستثمارية لتخصيص الذهب لشراء استثمارات أخرى.