الجمعة 29 نوفمبر 2024

تحقيقات

"ملء الفراغات".. مشروع جديد لتلبية احتياجات السوق المحلي من اللحوم.. وخبراء: سيسهم في تقليل الفجوة الغذائية وعدم زيادة الأسعار.. و3 متطلبات أساسية لتنمية الثروة الحيوانية

  • 14-5-2020 | 16:01

طباعة

وصف برلمانيون وخبراء مشروع  "ملء الفراغات"الذي تنفذه الدولة المصرية لتلبية احتياجات السوق المحلي من اللحوم بالمهم جدا كونه سيسهم في تقليل الفجوة الغذائية وعدم زيادة الأسعار، موضحين أن هناك 3 متطلبات أساسية لتنمية الثروة الحيوانية في مصر وهي توفير التمويل اللازم والعجول والأعلاف.


ويخصص مشروع "ملء الفراغات" لسد العجز فى تلبية الاحتياجات المحلية من اللحوم والألبان من خلال تحسين السلالات المحلية المصرية، وفقا لمنظومة التلقيح الاصطناعى لهذه السلالات واستيراد عجلات عشار وتحت العشار لضخها فى الأسواق المحلية وفقا للاشتراطات التى حددتها وزارة الزراعة  للنهوض بالثروة الحيوانية.


كان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد عقد اجتماعا مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ومساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، ووزير الموارد المائية والري، ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ومدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة.


وشهد الاجتماع شهد استعراض آخر مستجدات عدد من مشروعات الإنتاج الحيواني والداجني والسمكي، بما فيها المشروع القومي لإحياء البتلو، ومشروع زيادة إنتاج الألبان، ومشروع ملء الفراغات واستكمال الطاقات الإنتاجية بالمزارع بهدف زيادة الثروة الحيوانية، ومشروع التحسين الوراثي.

 

تلبية احتياجات السوق المحلي

وفي هذا السياق، قال رائف تمراز، عضو لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، إن مصر لديها فجوة غذائية في الإنتاج الحيواني وتستهدف الدولة زيادة الثروة الحيوانية وعدد المشروعات في هذا المجال، موضحا أن الأعلاف هي المشكلة التي تعيق تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الثروة الحيوانية.

 

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن أسعار الأعلاف مرتفعة ويجب تشجيع الفلاحين على زراعة الذرة الصفراء وإعلان أسعار المحاصيل قبل الزراعة بمدة كافية كما نصت المادة 29 من الدستور مع توفير مستلزمات الإنتاج، مضيفا إن تطبيق هذا النص يمكننا من تحقيق الاكتفاء الذاتي في المحاصيل الاستراتيجية كالذرة والقمح والقصب والبنجر.

 

وأكد أن مشروع ملء الفراغات سيسهم في تلبية احتياجات السوق المحلي، مع أهمية النظر في مشكلة الأعلاف والأمصال والأدوية البيطرية وانتقاء السلالات الجيدة، مضيفا إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتابع هذا المشروع ويهتم بمحدودي الدخل وتنمية الثروة الحيوانية عبر عدة خطوات منها تحسين السلالات واستيراد العجلات العشار.

 

وأضاف إن تعاون الوزارات المعنية كالاستثمار والتجارة مع الزراعة يسهم في وضع خطة لتنمية هذا القطاع، والاستفادة من البحث العلمي وبدائل الأعلاف مثل زراعة التين الشوكي الأملس الغني بالبروتين ويمكن زراعته في الصحراء ويعيش على مياه الأمطار، مؤكدا أن حل مشكلة الأعلاف سيسهم في مشاكل مربي الماشية والدواجن والأسماك.

 

تقليل الفجوة الغذائية وعدم زيادة الأسعار

ومن جانبه، قال مجدي ملك، وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يعطي أولوية كبيرة لملف الفجوة الغذائية بشكل عام منذ توليه المسئولية، لما يمثله هذا الملف من أهمية وبعد استراتيجي وأمن قومي، مضيفا أن ما يشهده قطاع الزراعة من مشروعات سواء الصوب الزراعية تمثل التوسع الرأسي الطبيعي للتغلب على مشاكل هذا القطاع.

 

وأوضح ملك في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن ملف الثروة الحيوانية شهد مشاكل كثيرة نتيجة موروثات قديمة منذ سنوات لكن الدولة بدأت تقتحم هذا الملف بكل جدية، مضيفا أن مصر تغطي نحو 50% من احتياجاتها في اللحوم الحمراء، ويستهدف الرئيس السيسي تقليل الفجوة الغذائية وتخفيف العبء عن المواطنين وتقليل الأسعار.

 

وأضاف، مؤخرا تم إطلاق مبادرة لتحفيز المربين وكذلك التيسير على صغار المربيين حتى 20 رأس عبر إقراضهم قرضا بدون أية مستندات بفائدة 5%، مضيفا أن هذه المبادرات بتوجيه من القيادة السياسية تستهدف حل مشاكل الثروة الحيوانية والزراعة المصرية.

 

وأكد أن الزيادة السكانية التي تصل لنحو 2.5 مليون نسمة سنويا أو أكثر تلتهم النمو وتضاعف الأعباء في تغطية السوق في كافة القطاعات وخاصة الفجوة الغذائية، مضيفا إن مشروع ملء الفراغات سيسهم في تقليل الفجوة الغذائية وعدم زيادة الأسعار ومواجهة النمو في الزيادة السكانية.

 

متطلبات أساسية لتنمية الثروة الحيوانية

وقال الدكتور أسامة الحسيني، أستاذ بقسم الإنتاج الحيواني بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، إن مصر ليست لديها مراعي للثروة الحيوانية بسبب قلة الأمطار، لذلك تقوم على تحسين الثروة الحيوانية من خلال السلالات وتنفيذ مشروع البتلو، مضيفا إن مشروع البتلو من المشروعات المهمة في هذا القطاع.

 

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذا المشروع يحتاج إلى توفير عجول وزن من 200 إلى 300 كليو جرام، وهي قليلة نسبيا، فيجب توفيرها للمربيين ليتمكنوا من تنفيذ مشروعهم، مؤكدا أنه يجب توفير الأعلاف لأن ارتفاع أسعارها يؤدي إلى مشكلة أيضا للمربين، وتوفيرها سيسهم في تنمية هذا القطاع وتوفير احتياجات السوق.

 

وأكد أن مشروع ملء الفراغات الذي تنفذه الدولة مهم وتكمله خطة لتوفير العجلات والأعلاف للمربيين لتلبية الاحتياجات المحلية من اللحوم والألبان، مضيفا إن مشروع البتلو استطاع أيضا توفير الإقراض للمزراعين وهناك مشروع قومي لإحياء البتلو، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماعا لمتابعته خلال اليومين الماضيين.

 

وأشار إلى أن سد الفجوة الغذائية في هذا القطاع يتطلب توفير 3 أساسيات هي العجول والأعلاف والتمويل اللازم لتنمية الثروة الحيوانية وتلبية الاحتياجات.

 

تنمية قطاع الثروة الحيوانية

وقال محمود شعلان، عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب، إن الدولة تهتم بتنمية الثروة الحيوانية وحل مشكلات هذا القطاع الحيوي لتلبية الاحتياجات للمواطنين وسد الفجوة الغذائية، مضيفا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتابع عن قرب كافة الملفات والقضايا والمشروعات في هذا القطاع كمشروع البتلو أو مشروع ملء الفراغات وغيرها من المبادرات لتلبية الاحتياجات المحلية وتحسين السلالات.

 

وأكد شعلان في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه من المهم توفير المستلزمات للمربين وخاصة الأعلاف والأدوية بأسعار مناسبة، كأساسيات لحل أية مشكلات قد تواجههم في هذا الشأن، وخاصة صغار المربين، مضيفا أن هناك مربين لأقل من 20 رأس ماشية ويجب دعمهم والنظر إليهم.


وأضاف عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب، أن مشروع ملء الفراغات هو استمرار للمبادرات والمشروعات التي تطلقها الدولة في كل المجالات ومن بينها الزراعة والإنتاج الحيواني على غرار المائة مليون فدان ومشروع البتلو، موضحا أن الدولة المصرية تسير بخطى ثابتة لتحقيق التنمية في كافة القطاعات رغم التحديات التي تواجهها، وهناك متابعة دورية ودقيقة لمعدلات الإنجاز.

    الاكثر قراءة