شهدت الحلقة الثامنة والعشرين أحداثًا مؤلمة ومُفظعة، وهى تُسطر الملحمة البطولية الرائعة للشهداء الذين ضحّوا بأرواحهم في سبيل عدم الاستسلام للتكفيريين، على الرغم من معرفة النهاية بكل ما فيها من مأساة وحزن إلا أنها كان يملؤها الفخر والفرح معًا.
ولأول مرة، تشهد حلقة تليفزيونية درامية عربية معركة بكل أنواع الأسلحة، وتأتي تفاصيلها الدقيقة والكامنة بداخل قلب كل بطل سالت دمائه على أرض كمين «البرث»، ومن ثم أدركنا أننا أمام بطل لا يأتي سوى مرة واحدة كل مائة عام.. هو الرائد "أحمد صابر المنسي".
وانتاب المشاهدون شعورًا بالفزع أمام طلقات النيران على رجال المنسي؛ رغبة في تغيير لحظة النهاية المُُقبضة، التي سوف يلتقط فيها "المنسي" أنفاسه الأخيرة بعد رصاصة الغدر من ظهره، وكأننا نريد أن نعبث بسيناريو الكاتب "باهر دويدار" ونمسك يده حتى لا تخرج النهاية بهذه الصورة؛ لتغيير حقيقة وقعت وانتهت، وما هو سوى ناقل أمين عليها بكل تفاصيلها الحزينة، لم يكن في مقدورنا سوى مشاهدة النهاية وكأننا على بعد خطوات من كمين «البرث»، ولم نتمالك دموعنا إلا وهى تتساقط حسرة وفخر في آن واحد، اختلطت المشاعر ولم يكن لنا أن نختار، فالنهاية كانت في «الاختيار» ترجع لشخص واحد هو البطل الشهيد "المنسي".
صدق بيتر ميمي، مخرج مسلسل الاختيار، عندما حذر أهالي الشهداء بعدم مشاهدة الحلقة التي تسجل
استشهاد أبنائهم، جاء بأثر عكسي، ربما كان يقصده المخرج بذكاء، لأنه اختار
المنع بدلاً من الترويج، والمنع دائماً يأتي كأنه ترغيب أو دعاية، وهو ما
حدث على رغم أن هناك إذاعة أخرى للحلقة على قناة أخرى، ستتم دون فواصل
إعلانية، وهو القرار الذي تم اتخاذه لأهمية الحلقة.
وتستعرض بوابة "الهلال اليوم" ردود أفعال رواد موقع تويتر كما يلي:
وقال فكري محمد: "اللقطة دي وقعتني نفسيًا"، عقب استشهاد البطل المنسي في معركة كمين «البرث».
وقالت إنتصار نصار: "ما اسمهمش طواغيت اسمهم شهداء.. رجالة منسي.. رجال الجيش المصري"
وتفاعل أحد النشطاء، قائلاً: "شكرا الاختيار، وريت الناس شجاعة رجالتنا والموت مسافة طرفة عين، شكرًا الاختيار.. وريت الناس عقيدة الجيش المصري وعقيدة رجالته، شكرًا الاختيار.. وريت الناس أننا بنتقاتل لأخر طلقة وأخر نفس، سلام سلاح لكل الشهداء."
وقال أحمد نصار: "مسمهمش طواغيت اسمهم شهداء..
ما يخدوش حد مننا لا صاحي ولا ميت.. منسي الأسطورة.. الاختيار"
وتفاعل صابر مصطفى، قائلا: "على العهد يا رجالة هنحمي تراب البلد دي.. ربنا يرحمك يا بطل".
وقالت مها أحمد: "سلام على زهرة قلب أوطاننا..
قلبي بكيى قبل عيوني على شهداء البرث..
حلقة اليوم من الاختيار تأخذ أوسكار..
الله يرحمهم يارب ويحتسبهم شهداء".
وعقلت أحد نشطاء تويتر، قائلة: "الحلقة كانت دمار.. مع أن متجيش حاجة جنب الواقع.. شافوا الموت بعنيهم قبل ما يروحوا له.. لأخر نفس فضلوا رجالة ربنا يرحمهم.. ويرحم منسي.. مش عارف أقول ايه حقيقي بس ربنا يصبر أهالي الشهداء اللي شافوا الحلقة بجد وحسبي الله ونعم الوكيل في الكلاب".
وقالت ريهام: "احنا ولا حاجة من غير الأبطال دول واللي زيهم.. مسلسل الاختيار رائع.. واتمني يكون فيه زيه كتير.. ومعرفش ازاي في ناس مش متقبلة تسمع مسلسلات وأفلام من النوع ده الناس دي بجد عديمة الوطنية وحب الوطن ربنا يرحم شهدائنا ويحمي الأبطال اللي مخلينا عايشين في أمان ويحمي جيش مصر يارب".
وتفاعل أحد النشطاء، قائلا: "الخونة مكانوش هيقدروا يوقعوك إلا كدا يا غالي".
كما علق ناشط آخر: "ملحمة البرث كانت أقوى وأعنف مما رأيتموه اليوم.. رحم الله شهداء الوطن".
وتفاعل المخرج عمرو سلامة، قائلا: "حلقة النهاردة (٢٨) من مسلسل الاختيار أهم حلقة في تاريخ التليفزيون العربي كله".
ووجه الفنان أحمد صلاح حسني التهنئة للفنان كرارة، قائلا: "الله أكبر عليك يا كرارة.. عمل تاريخي.. رحم الله شهداء الوطن.. تحيا مصر".
وقال رجل الأعمال أشرف السعد: "يا ليتني كنت النعل الذي في قدمك يا منسي.. الاختيار".
وجاء الفنان أحمد السقا بجملة من مسلسل «الاختيار»: "هنعمل ايه يافندم؟
هنموت رجالة زي ما عيشنا يا هرم".
وجاء رد المخرج بيتر ميمي، عقب نهاية حلقة «كمين البرث»، قائلا: "لك أن تتخيل الواقع..
محدش عرف يدخل الكمين".
واختتم هذا التقرير ما سوف يروي ظمأ رغبتك المُلحة عزيزي القارئ، لتدنو نحو معركة كمين «البرث» رويدًا رويدًا، فلتعش اللحظات الأخيرة مع الشهيد "المنسي".