الثلاثاء 21 مايو 2024

"الهلال اليوم" ترصد كوارث حصد أرواح الغلابة عبر شريط السكة الحديد‎

19-4-2017 | 09:57

تقرير-صديق العيسوي
مسلسل حوادث القطارات عرض مستمر فى هيئة السكك الحديدية، والعجيب أن تلك الحوادث لا تقصف غير أرواح الغلابة والفقراء ومحدودى الدخل لكونهم أكثر الفئات التى تستقل القطارات ذهابا وايابا من والى أماكن عملهم بمحافظات الوجه البحرى والقبلى 

"الهلال اليوم" تفتح ملف إزهاق أرواح المصريين على شريط السكة الحديد ، وتوثق بالصور والتواريخ كيف حصد الإهمال والفساد أرواح الغلابه، وقد اشتهرت حوادث القطارات فى مصر بدء من عام 1992 ، ففى فبراير 1992 قتل 433 مواطنا بعد اصدام قطارين بالقرب من القاهرة ، وفى ديسمبر 1993 قتل 12 وإصابة 60 في تصادم قطارين شمالي القاهرة، وفى ديسمبر 1995 اصطدام قطار بمؤخرة آخر وسط ضباب كثيف يؤدي إلى مصرع 75 راكب ، وفى فبراير 1997 مقتل 11 على الأقل بعد اصطدام قطارين شمالي أسوان بسبب خطا بشري وخلل في أجهزة الإشارات، وفى أكتوبر 1998 مقتل 50 واصابة أكثر من 80 في خروج قطار عن القضبان بالقرب من الإسكندرية، وفى ابريل 1999 مقتل 10 على الأقل واصابة 50 شمالي مصر بعد اصطدام قطارين، وفى نوفمبر 1999: اصطدام قطار بين القاهرة والإسكندرية بشاحنة وخروجه عن القضبان مما أسفر عن مقتل 10 واصابة 7 آخرين.

اما عن كارثة حريق قطار العياط رقم 832 «قطار الصعيد» فحدث ولا حرج ، ففى 20 فبراير 2002 وقع الحادث الأليم وتسبب فى مقتل 373 شخصا معظمهم احترقوا بعد أن فشلوا في الخروج من العربات المشتعلة، بالاضافة الى حادث قطار المناشي فى 8 مارس 2002 ، خرج قطار عن القضبان في محافظة الجيزة، وسقط في الرياح التوفيقي بنهر النيل؛ ما أسفر عن إصابة 31 راكب، وحادث قطار الإسكندرية 28 فبراير 2006 اصطدام قطارين بالقرب من مدينة الإسكندرية، ما أدى إلى إصابة نحو 20 شخصا، وإتلاف 4 عربات، وحادث قطار الشرقية فى مايو 2006 ،حيث اصطدم قطار شحن بآخر بإحدى محطات قرية الشهت بمحافظة الشرقية مما أى إلى إصابة 45 شخصا ، وحادث قطار قليوب أغسطس 2006 ، قتل 66 شخصا على الأقل وأصيب 144 في اصطدام قطارين كانا يسيران على السكة نفسها، أحدهما قادم من المنصورة متجها إلى القاهرة، والأخر قادم من بنها على نفس الاتجاه، مما أدى إلى وقوع تصادم عنيف بين القطارين، وجاء حادث قطار شبين القناطر سبتمبر 2006 ، والذى تسبب فى قتل خمسة أشخاص بينهما سائقا القطارين، وإصابة 28 في حادث اصطدام قطاري بضاعة وركاب، كانا يسيران على نفس السكة، في منطقة شبين القناطر بمحافظة القليوبية،و حادث قطار أسوان 19 سبتمبر 2007 ، اشتعلت النيران بسبب ماس كهربائي في إحدى عربات القطار القادم من أسوان إلى القاهرة، وقفز الركاب من النوافذ أول أيام العيد، وتم فصل العربة عن القطار بعد أن احترقت بالكامل، ثم حادث قطار سوهاج – 16 أبريل 2008 ، انفصلت 19 عربة من قطار بضائع متجه من سوهاج إلى أسيوط، وتسببت في إصابة شخصين في مزلقان طهطا القبلي، ومصرع طفل في مزلقان طهطا البحري وتوقفت العربات المنفصلة بعد سيرها 6 كم بمحطة سكة حديد «نجا» وتوقف الجرار وباقي العربات بمحطة سكك حديد طما،وحادث قطار بورسعيد – مايو 2008 ، احترق جرار القطار رقم 955 القادم من القاهرة إلى بورسعيد قبل توقفه بمحطة البلاح، ففصل السائق الجرار المحترق، وسار به لمسافة بعيدة، ليصاب وحده بحروق شديدة،وحادث مزلقان بنها – يوليو 2008 ، مصرع شخصان وأصيب آخران في تصادم قطار في مزلقان الزقازيق بمدينة بنها، مع القطار رقم 970 القادم من بورسعيد إلى سوهاج مع السيارة رقم 7113 أجرة قليوبية، واتهم خفير المزلقان بالإهمال بسبب غيابه وتركه الجنزير مفتوحاً،وحادث مطروح فى يوليو 2008 ، حيث قتل 58 شخصا على الأقل وإصيب 60 آخرين، عندما اصطدم قطار بعدد من السيارات عند مزلقان بالقرب من مدينة مرسى مطروح،وحادث قطار أسوان القاهرة 18 سبتمبر 2008 ، اشتعل حريق بقطار إسباني متجه من القاهرة إلى أسوان، وتم نقل 58 سائحاً من مختلف الجنسيات بواسطة الأتوبيسات،وحادث قطار أسوان – 1 أكتوبر 2008 ، انقلاب القطار رقم 1902 المتجه من القاهرة إلى أسوان، ما أدى لتعطيل حركة القطارات على خط الصعيد،وحادث قطار إيتاي البارود – 4 أكتوبر 2008 ، إصابة 16 شخصاً من ركاب قطار بإيتاي البارود بإصابات شديدة بالرأس وبتر باليدين والقدمين، عند الاحتكاك بين سيارة نقل محملة بالمخلفات،وحادث قطار «العياط 2» – أكتوبر 2009 ، تصادم قطارين في منطقة العياط على طريق القاهرة-أسيوط، مقتل 30 شخص وإصابة آخرين، حيث تعطل القطار الأول وجاء الثاني ليصطدم به من الخلف.


وتوالت الحوادث عبر شريط السكك الحديدية ، وفى 9 مارس 2009  انقلاب جرار قطار الجيزة 6 أكتوبر، وإصابة سائقه والمحصل، بسبب خروجه عن القضبان نتيجة عاصفة رملية هبت قبل خروج القطار في التجريب، ولم يكن عليه سوي راكب واحد،وحادث قطار الإسكندرية 17 مايو 2009 ، انقلبت قاطرة رقم 3016، وسارت 6 كيلو بدون سائق، بعدما تركها السائق في ورش الإصلاح دون توثيق المكابح، وقتلت اثنين وأصابت 10 أشخاص، وحطمت 5 سيارات،وحادث قطار الإسكندرية – 2 يوليو 2009 ، تحرك القطار رقم 1906 المتوقف بمحطة مصر فجأة، وفشل سائقه في السيطرة عليه بسبب عطل الفرامل، حتى اصطدام بمسجد المحطة بالإسكندرية، أصيب في الحادث 3 ركاب،وحادث قطار المنيا – 16 أغسطس 2009 ، خروج قطار عن القضبان في الواسطي بالمنيا أثناء دخوله محطة مركز الفشن، بسبب قطع في خرطوم الهواء، فاصطدم ببرج المراقبة فقتل قائده وأصيب مساعده،وحادث قطار قنا – 28 أغسطس 200 ،خرج قطار القاهرة - أسوان عن القطبان عند دخوله محطة قنا، دون إصابات،وحادث قطار فرشوط - أكتوبر 2009 ، اصطدم قطار القاهرة - أسوان، بسيارة أجرة قادمة من قنا، على مزلقان فرشوط، حيث كان المزلقان مفتوحًا بسبب غياب العامل، ما نتج عنه إصابة 5 بينهم سائق السيارة،و حادث قطار قنا- نوفمبر 2009 ، اصطدم قطا أسوان – الإسكندرية بسيارة نقل في أبنود بقنا، فقتل شخص وأصيب 6 آخرين،وحادث قطار إدفو  3 أبريل 2010 ، حريق باحدي عربات القطر الاسباني رقم 1902 بإدفو، نتج عن سخونة «رولمان البلي» بإحدى العجلات، مما أدى إلى اشتعال النيران بها.


كما وقعت حوادث قطارات البحيرة فى 8 أبريل 2010 ، وتسببت فى مصرع شخصين وإصابة 9 آخرين في 3 حوادث، أولها تصادم قطار الإسكندرية - المنصورة بآخر مطروح – القاهرة، بعد تعطل القطار الأول أمام منطقة «الحجناية» واصطدم به القطار الثاني من الخلف، وأسفر عن إصابة 9 أشخاص بإصابات خفيفة. الحادث الثاني وقع أمام نفق دمنهور، حيث صدم القطار شاب توفي في الحال، والثالث وقع أمام قرية نيسان بمركز أبو حمص، حيث صدم قطار القاهرة - الإسكندرية شخصا مجهول الهوية، ما أدى إلى وفاته،وحادث قطار المنصورةفى 30 سبتمبر 2010 ، اصطدم قطار الزقازيق – المنصورة بسيارة ميكروباص، في مزلقان السكة الحديدية بمنطقة سندوب في المنصورة، وأسفر عن مصرع شخص وإصابة سائق الميكروباص.

حبس عامل المزلقان لأنه لم يغلقه قبل الحادث،و حادث قطار سوهاج- يوليو 2011 ، اصطدم قطار إسباني القاهرة - أسوان بسيارة نقل أثناء عبورها مزلقان العسيرات في سوهاج، نتج عنها مصرع سائق السيارة، وحبس عامل المزلقان،وحادث قطار بني سويف –أغسطس 2011 ، اصطدام قطار القاهرة - أسوان أمام محطة ببا بسيارة نصف نقل، مما أدى إلى انشطارها نصفين وخروج القطار عن القضبان، حيث توفي سائق السيارة،وحادث قطار البدرشين – 21 أكتوبر 2011 ، اصطدام قطار ركاب أسوان - القاهرة بعربة كارو، بين محطتى البدرشين والمرازيق بالجيزة، مما أدى إلى خروج جرار القطار عن القضبان، دون إصابات،وحادث قطاري البدرشين- يوليو 2012 ، اصطدام قطارين بالبدرشين، بعد وضع ركاب قطار القاهرة- أسيوط فلنكات أمام قطار القاهرة- سوهاج، بمحطة الحوامدية، احتجاجا على تخزين قطارهم، ما أدى لانقلاب 3 عربات وسقوط 4 مصابين،وحادث قطار نجع حمادي – 21 أغسطس 2012 ، حريق محدود بأحد عربات في قطار القاهرة - أسوان أثناء توقفه بمحطة نجع حمادى، بسبب ماس كهربائي في المكيف، تم السيطرة على الحريق دون إصابات،وحادث قطار قليوب- أكتوبر 2012 ، ارتطام ضخم بسبب دخول القطار في التحويلة أثناء سيره بسرعة كبيرة، نتج عنه مصرع 6 أشخاص،وحادث قطار الفيوم- نوفمبر 2012 ، اصطدام بين قطارين سارا على سكة واحدة، أحدهما متجه من القاهرة إلى الفيوم، والآخر من محطة الواسطى إلى الفيوم، حيث كانت جميع السينافورات الخاصة بتنظيم الحركة والأسطوانات البديلة لها بخط الفيوم معطلة، حيث سمح بلوك قرية «الناصرية» لقطار القاهرة بالمرور، وبلوك قرية «سيلا» لقطار الواسطى، نتج عنه مصرع 3 أشخاص بينهم سائق قطار الواسطي، وإصابة 46 آخرين،وحادث قطار أسيوط - 17 نوفمبر 2012 ، اصطدام قطار 165 «أسيوط – القاهرة» بأتوبيس معهد أزهري خاص أثناء ذهابه بالطلبة إلى المعهد،ومصرع أكثر من 45 تلميذًا وسائق الأتوبيس ومدرّسة، وإصابة 17 آخرين،وحادث قطار بولاق - ١٨ نوفمبر 2012 , خروج عربة بضائع من القضبان 

وفي عام 2013، وقع حادثان للقطارات، الأول في يناير، حيث تصادم مع قطار تجنيد في البدرشين وأودى بحياة 17 مجندا وجرح أكثر من 100
،والثاني في نوفمبر حيث  تصادم مع سيارتين مما أودى بحياة أكثر من 27 شخصا وجرح أكثر من 30،وفى 6 مارس 2015 وقع تصادم قطار السويس الذي اصطدم بأتوبيس مدرسة بالكيلو 38 طريق "القاهرة – الإسماعلية" بالقرب من البوابة الأولى لمدينة الشروق، فأثناء مرور الأتوبيس بالمزلقان اصطدم القطار بالأتوبيس وقدر عدد الضحايا الناتج عن الحادث بـ 7 حالات وفاة منهم 3 أطفال و إصابة 26 آخرين،وفي يناير 2016، اصطدم القطار 978 "القاهرة - أسيوط"  بسيارة ربع نقل بمزلقان البليدة، بسبب كثافة الشبورة المائية، حيث دهس القطار سيارة كانت محملة بالركاب أثناء عبورها شريط السكة الحديد، ما أسفر عن وقوع 7وفيات و 3 مصابين.

وكان لمركز العياط نصيب الأسد فى تلك الحوادث ففى31 يناير 2016 تصادم قطار 987 وسيارة ربع نقل كانت تقل عمال ونسبب فى وقوع 7 وفيات و3 مصابين،وفى7 سبتمبر 2016 انقلاب قطار 80 نتيجة خروجه عن القضبان بقرية أبو العزايم – مركز العياط، وتسبب فى  5 وفيات – 27 مصابا،وفى31 ديسمبر 2016 اصطدام قطار 974 بسيارة ميكروباص بقرية العطف وتسبب فى وفاة 2 من المواطنيين

وقد كشف تقرير لهيئة السكة الحديد عن أن إجمالي حوادث القطارات في آخر 5 سنوات بلغ 4777 حادثة، وأسوأها في 2015 والعام الحالي 2016، وقال التقرير إن الحوادث تضاعفت في آخر 5 سنوات، حيث بلغت 489 حادثة في 2011، و449 حادث في 2012، و781 حادثة في 2013، قفزت إلى 1044 حادثا في 2014، وتضاعفت في 2015 لتسجل 2015، موضحا أن الأرقام تشير إلى انخفاض في الحوادث الجسيمة التي ينتج عنها وفيات وإصابات في 2016، ولكن تقترب من العام الماضي في عدد الحوادث العادية.

وأشار التقرير المبدئي إلى أن الوجه البحري والدلتا، كان في المرتبة الأولى في عدد حوادث العام الماضي بـ277 حادثة، وجاء الوجه القبلي من المنيا لأسوان بـ205 حوادث، ثم المنطقة المركزية القاهرة وبني سويف بـ 158 حادثة،وأوضح أن عام 2016 شهد حادثين جسيمين الأول في فبراير الماضي، عندما انقلب قطار 933 الإكسبريس وتسبب في إصابة 70 راكبا في قرية الشناوية بمركز ناصر ببني سويف، والثاني اليوم بخروج قطار 80 من على القضبان بعد دخوله التحويلة الفرعية، وأدى إلى إصابة 17 ومصرع 5 ركاب.

من جانبه برر اللواء مهندس مدحت شوشة، رئيس هيئة السكك الحديدية كثرة حوادث القطارات بقوله، إنه حين درس الأسباب المؤدية لحوادث القطارات اكتشف أنها تنقسم لعاملين أساسيين، عامل داخلي وآخر خارجي.

وأضاف شوشة لـ"الهلال اليوم" أن العامل الداخلي المؤدي لحوادث السكك الحديدية، أكتشفنا أنه بسبب قصور في تدريب العاملين بالهيئة، مضيفًا: "جبنا ملف الحوادث على مدار كل السنين السابقة ودرسنا كل حادث وتوصلنا لأسبابه، وقمنا بشرح الحادث وأدى لإيه".

وتابع: كانت أغلب الحوادث تتراوح ما بين أن يكون هناك سائقًا "تعبان" أو سائق سهران ولم يؤد مهمته جيدًا أو أن هناك عطل في إشارة أو عطل في قطار. وعن الأسباب الخارجية قال شوشة، إن أسبابها تتنوع ما بين "ناس بتعدي المزلقان بعد ما اتقفل أو المزلقانات غير الشرعية، وكذلك العربات الكارو، محدش عارف يسيطر عليها".

وأضاف: قمنا بعمل دورات لكل العمال (السواقين ـ الفنيين ـ العمال ـ الصيانة ـ ملاحظين البلوك ـ المسطصحبين)، وحدث استيعاب كبير، وكانت هذه هي خطة قطاع السلامة المهنية بالهيئة. وتابع: كما قمنا بعمل دورات تدريبية بشكل فجائي للعمال وكل ذلك أدى للتقليل من معدل الحوادث بالسكة الحديد.

بينما قال عبدالفتاح فكرى رئيس النقابة العامة للعاملين بالسكة الحديد أن المنظومة بأكملها تحتاجتجديدات بصورة متوازية ، فتحليل الحوادث السابقة يكشف أن الأسباب متعددة فمنها ما ينتج عن خطأ بشرى أو عن تهالك القطارات ونقص قطع الغيار أو بدائية المزلقانات أو قصور فى التفتيش والصيانة الدورية ،لافتا أن الأزمة ليست فى الإدارة ولا القيادة وإنما كل مسئول يحاول الإصلاح والتطوير وإضافة بصمة مضيئة لكن العبء كبير والتركة مثقلة.

وعن دور قطاع السلامة فى مواجهة الكوارث، أكد "فكرى" أن قطاع السلامة تم إنشاؤه منذ سنوات لتحليل الحوادث وتلافى أسبابها وتدريب العنصر البشرى على فن التعامل معها ويعد مسئولا عن إتخاذ احتياطات الأمان من الحوادث لمنع تكرارها أو الحد من خسائرها وهناك لجنة لإدارة الأزمات بهيئة السكة الحديد وأخرى داخل وزارة النقل ورغم الحوادث الأخيرة هناك خطوات لتفعيلها .

واضاف "فكرى" أن تطوير المزلقانات سوف يساعد فى خفض الحوادث بنسبة كبيرة جدا حيث أن كثيرا من الحوادث الواقعة بالسكك الحديدية ناتجة عن اقتحام السيارات والأتوبيسات المزلقانات وبالتالى الإغلاق الاتوماتيكى للمزلقان فور قدوم القطار سيقلل المخاطر المحتملة ولن يتم الاستغناء عن العمالة من الخفراء بل سيتم تدريبهم على النظام الحديث للتدخل عند الضرورة والأعطال المفاجئة فضلاعن المتابعة والرقابة

من جانبه أكد الدكتور خالد عباس، الخبير الدولي في تخطيط النقل ،أن الإحصاءات الأخيرة لحوادث القطارات في مصر أثبتت أن 50% منها بسبب المزلقانات، أما حوادث الخروج عن المسار فنسبتها قليلة، لافتا أنه وفق مؤشرات الأمان العالمية وإحصاءات حوادث النقل، اتضح أن القطارات تعتبر وسيلة النقل الأكثر أمانا بين وسائل النقل المختلفة مقارنة بعدد الركاب والرحلات، إلا أن خسائر حوادثها تكون جسيمة بسبب عدد الركاب وحجم وسيلة النقل"

وأضاف أن "وضع منظومة السكة الحديد في مصر غير مرضٍ، ولابد من تطويره، وهو ما يتوقف على إدراك أسباب القصور، سنجد أن العامل الرئيسي في حوادث القطارات بشري أكثر منه فني، ففي حوادث المزلقانات هناك 3 عناصر بشرية هي "عامل المزلقان- سائق القطارات- مستخدم المزلقان للعبور"، ومن الصعب السيطرة على هذه العوامل مجتمعة بسبب ضعف الثقافة والوعي المروري والظروف المعيشية وظروف العمل بالنسبة لعامل المزلقان، وأنه غير مؤهل أو مدرب بالشكل الكافي، وفي ذلك من الممكن الاستعانة بشركات عالمية لتدريب العمال ورفد المجال بعمال إضافيين ذوي كفاءة عالية".

وأوضح أن الحل الجذري لحوادث القطارات والمتعارف عليه عالميا، هو القضاء على ظاهرة المزلقانات في المناطق ذات الكثافة المرورية وتحويلها إلى كباري أو أنفاق، وهو إجراء وقائي، إلى جانب تطوير منظومة المزلقانات المستخدمة على خطوط قطارات نقل البضائع، فلابد من الاستغناء عن العنصر البشري في هذه المنظومة بأن تتم إدارة المزلقانات إلكترونيا، والتعامل بحزم مع عبور المزلقان بطريقة غير شرعية.