الأربعاء 19 يونيو 2024

الجارديان: تركيا تتحرك بهدف السيطرة على البحر المتوسط باستخدام المرتزقة السوريين

27-5-2020 | 04:48

 

ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها بعنوان "من إدلب إلى طرابلس"، نشر أمس الثلاثاء، أن تركيا تتحرك بهدف السيطرة على البحر المتوسط باستخدام المرتزقة السوريين.  

  ونقلت الصحيفة عن أحد هؤلاء المرتزقة ويدعى وائل عمرو، قوله إنه خدع حين نقله الأتراك من محافظة إدلب السورية إلى طرابلس، تحت زعم أنه سيخدم في خط الدعم والوحدات الطبية وسيحصل على أموال جيدة.

وأضاف أن القتال في ليبيا أسوأ من أي شيء اختبره في سوريا، لأن كل القتال يجري من مسافة قريبة  وفي شوارع ضيقة.

وذكر أن بعض السوريين يتواجدون في ليبيا من أجل المال، والبعض يقول إنهم يدعمون الليبيين لكنه لا يعرف لماذا طلبت تركيا من المعارضة السورية القتال في ليبيا.

من جانبها أكدت الصحيفة أن ما يقدر بـ 8000 إلى 10000 من المرتزقة الآخرين، موجودين على بعد أكثر من 2000 كيلومتر من وطنهم، للعمل كمرتزقة في ليبيا؛ بسبب خطة تركيا للسيادة في شرق البحر الأبيض المتوسط“، خدمة للعقيدة الاستعمارية التركية التي تزعم أن البحر المتوسط وبحر إيجه نطاق للنفوذ التركي وإرث للإمبراطورية العثمانية.

وأضافت أن المشروع الذي مضى عليه 14 عاما يشتمل على نزاع طويل الأمد مع اليونان وقبرص ومصر ولبنان، حول حقوق التنقيب عن النفط والغاز في هذه المنطقة، مبينة أن التنافس بين هذه الدول بلغ ذروته في ليبيا، التي اجتذبت بثبات العديد من القوى الأجنبية حتى قبل أن تبدأ في عام 2014.

وبينت أن ليبيا برزت على أنها الملعب الواعد للاعبين الإقليميين الذين يسعون إلى اقتطاع حصة من أنقاض الربيع العربي.

وأردفت أن هجوم الجيش على طرابلس في أبريل من عام 2019 كان على وشك السيطرة على العاصمة قبل  أن يتخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خطوة إعلان الدعم العلني لحكومة الوفاق ، وتوقيع اتفاقيات جديدة بشأن كل من الحدود البحرية والتعاون العسكري، التي شكلت تحدياً لأعداء تركيا الإستراتيجيين عبر البحر الأبيض المتوسط.

ولفتت الصحيفة إلى أن أنقرة باتت معزولة بشكل متزايد على المسرح الدولي، والتدخل في ليبيا لا يحظى بشعبية كبيرة من قبل  الناخبين الأتراك.


وأشارت إلى أن الجزء البحري من الاتفاقية مع حكومة الوفاق أغضب دول البحر الأبيض المتوسط الأخرى، وهدد الاتحاد الأوروبي بفرض مزيد من العقوبات على عمليات الحفر التركية القائمة قبالة ساحل قبرص.

وبحسب الصحيفة، فإنه حتى لو تم استبعاد الاتفاقية من قبل المحاكم الدولية، فإن المعارك القانونية العالقة قد أخرت حتى الآن مشاريع الاستكشاف من قبل منافسي أنقرة – والأهم من ذلك هو جهد مشترك جديد من قبل اليونان وقبرص لبناء خط أنابيب غاز يتجاوز تركيا.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن حرب تركيا العلنية الآن في ليبيا هي مقامرة ضخمة، فمياه البحر الأبيض المتوسط تزداد سخونة.