أكدت الدكتورة
سامية الساعاتي أستاذة علم الاجتماع، أن الأسرة يقع عليها عبء المسئولية الأولى في
تنشئة أبنائها التنشئة الصحيحة بدءًا من مرحلة الطفولة بما تحتاج إليه من الدفء
والحنان، ومرورًا بمرحلة المراهقة التي تحتاج إلى التأديب، ثم مرحلة الشباب التي
تحتاج إلى المصاحبة، مؤكدة أن الأبناء الذين لا يُحبون لا يعيشون، وفي غياب الأب
والأم بسبب انشغالها لتوفير الحياة الرغيدة، أو السفر تتحول البيوت إلى دور رعاية
بديلة.
وأضافت أستاذة
علم الاجتماع- في تصريح خاص لـ"الهلال اليوم" أن دور الأسرة يحتاج إلى
تطوير في طريقة وأسلوب التربية؛ حى يتسق مع وسائل الاتصال الجماعية والاجتماعية،
وكذلك وسائل التكنولوجية المتنوعة التي أصبحت سمة العصر الذي يعيش فيه الأبناء؛
حيث إنهم خلقوا لزمان يختلف عن زمان الأب والأم بمفرداته الحديثة، وتعايشه الذكي؛
ما وضع الآباء في مرحلة متأخرة في متابعة ما يقوم به أبناؤهم من متطلبات حياتهم،
ومقتضيات عصرهم.
وتابعت
"الساعاتي"، أن غياب دور الأسرة الروحي وليس الجسدي، وإلقاء بعض الآباء
مسئولية التربية على الأم بمفردها؛ حيث تحول الأب في كثير من الأحيان إلى مجرد
خزينة أموال إلى سقوط الأبناء في انحرافات سلوكية وأخلاقية أوقعت الأبناء في بعض
الأحيان التي لا تصل إلى مستوى الظاهرة في شرك ارتكاب الجرائم.
وأشارت
"الساعاتي" إلى أنه لا ينبغي الإفراط، ولا التفريط في معاملة الأبناء،
موضحة أن التدليل الزائد يتحول إلى مفسدة، وكذا القسوة الزائدة تكون أيضًا مفسدة؛
حيث إنه لابد من الوسيطة في أنماط التعامل مع الأبناء، لافتة إلى أن محاولة الآباء
التدليل الزائد عن الحد، والمبالغة في الجوانب المادية غير المناسبة يكون للتغطية
على القصور في رعاية الأبناء.
وكانت النيابة
العامة قد وجهت رسالة إلى أهالي الأطفال
الذين أخفقوا في تربية أبنائهم؛ بسبب التدليل الزائد الذي يوصلهم إلى ارتكاب
الجريمة.
وقالت النيابة
العامة في رسالتها، إن الإفراط في تدليل الأطفال والسماح لهم بأشياء لا ينبغي
السماح بها، وغض الطرف عما يفعلون من أمور يرها البعض بسيطة، وهي في الأثر عظيم
وينتهي بانسياقهم إلى جرائم حقيقية وشخصيات إجرامية غير سوية؛ فإرضاء الأبناء دون
انضباط ما هو إلا هروب من مسئولية تعليمهم وتربيتهم وتأديبهم التأديب الصالح للشرب
يبنى شخصياتهم النافعة ويقيهم الأضرار والشرور.
وعلى ذلك فإن
النيابة العامة تناشد الأهل حسن القيام بواجبهم تجاهه أبنائهم وإعانة المؤسسات
التعليمية والدينية الرسمية فى تربيتهم التربية السليمة فلا اذهبوا بهم إلى عنف لا
طائل منه أو تسيب وتدليل لا خير فيه بالخير دوما في وسط من ذلك والحق دوما بين
باطلين