أشاد الدكتور فيكن جيزماجيان رئيس جمعية القاهرة الأرمنية الخيرية، برواية «الباشا» للكاتب سمير زكي، والتي تحكي سيرة نوبار باشا، مشيرا إلى إمكانية تحويلها إلى عمل درامي.
وقال «جيزماجيان»، إن سيرة وحياة نوبار باشا غنيه للغاية، حيث خدم تحت مظلة الغطاء الوظيفي مدة ما يقارب الستون عام داخل الحكومة المصرية معاصرًا سبعة ولاة لمصر بدءً من محمد علي باشا وحتى الخديوي عباس حلمي الثانى وتقلد منصب رئيس نظار مصر ثلاث فترات غير متتالية، وبهذا يكون اول شخص يتقلد هذا المنصب في تاريخ السياسة المصرية، إلى عمل درامي.
وأوضح «جيزماجيان»، أن تاريخ الباشا حافل بالعديد من الانجازات التي حقهها من اجل رفعة وسمو الشأن المصري داخليًا وخارجيًا منفذًا سياسة حكام مصر وقتها، ولا ينسي التاريخ المصري مواقفه الشجاعة في التصدي لرعونة وطياشة بعض افراد الاسرة العلوية الذين لم يكن يهمهم سوى مصالحهم الشخصية في بعض المواقف التي اختلف معهم فيها منحازًا لمصلحة الوطن.
سيرة نوبار باشا دسمة وغنية نظرًا لمعاصرته فترة مهمة من فترات التاريخ المصري عمومًا، ودائمًا وابدًا لم يكن ينظر إلى شخصه على انه أرمني اكثر ما كان يعتبر نفسه مصري حتى وان لم يكن يتحدث العربية وهذا ليس بغريب حيث كان اغلب ولاة مصر وقتها لا يتحدثون العربية، وانما نوبار كان في قلبه مصر ودائمًا ما خاض معارك من اجل مصلحة الشعب المصري الكادح من اهمها انجازاته في القضاء على السخرة وتحسين حال الفلاح المصري بشتي الوسائل والطرق محاولًا المساواة بينهوبين قرينه الأوروبى مما جعل الجميع يطلق عليه وقتها لقب "أبو الفلاح"؛ اما على الصعيد السياسي فكانت له صولات وجولات داخل مصر وخارجها اثناء تأسيس المحاكم المختلطة وايضًا معركته ضد جشع فريناند ديلسبس وقت حفر قناة السويس وما بعدها حتى ان وصل الامر إلى ساحات القضاء الفرنسي.
كل هذا شجع ادارة الجمعية في ان تخوض تجربة الانتاج الدرامي وذلك في اول سابقة من نوعها في تاريخها لتحويل رواية الباشا لكاتبها الروائي والمخرج السينمائي سمير زكى الذى تتشرف بالتعاون معه حيث قام القطاع الثقافى التابع للجمعية– صندوق ساتينج شاكر – برعاية الرواية الاكثر من رائعة في تناولها سيرة نوبار باشا من نواحي عديدة وتسليط الضوء على مناطق مهمة في حياته مظهرًا ولائه وانتمائه إلى الدولة المصرية التي لم يكل أو يتوان في خدمتها حتى اخر يوم من عمره.
جمعية القاهرة الخيرية الأرمنية هي جمعية عالمية تم تأسيسها على يد باغوص باشا ابن نوبار باشا عام 1906 من اجل ادارة شئون الجالية الأرمنية داخل مصر وخارجها كما ذكر دكتور فيكن وتاريخها حافل بالانجازات الثقافية والتربوية والفنية وقريبًا الدرامية.