أقيم بالمقهى الثقافة ندوة أدبية لمناقشة رواية"بيت السناري" للدكتور عمار على حسن، الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، بحضور الروائي الدكتور محمد إبراهيم طه، والدكتوةر عفاف عبد المعطي، ومحمد الشحات، وأدارها الناقد شعبان يوسف.
وقالت الدكتورة عفاف عبد المعطي،"بيت السناري" رواية تنتمي للروايات التاريخية، وقد استطاع الكاتب عمار على حسن، تسليط الضوء على حدث صغير مثل بناء بيت السناري في حي السيدة زينب، وخلق منه عالم كبير حول مصر المحتلة من قبل الاستعمار الفرنسي، والأتراك، والمماليك، ومصر ذاتها الممثلة في شخصية حسن الجعيدي، الناقم على الاستعمار.
وأكدت عفاف عبد المعطي، احتواء الرواية على عدة ثيمات رئيسية، من أهمها الحوار الذي يمكن اعتباره هو النص الرئيسي للرواية، إضافة إلى حضور المونولوج الداخلي للشخصيات، واستخدام التاريخ وربطه بالحاضر.
وقال الدكتور محمد الشحات، "المتابع لأعمال عمار على حسن، يلحظ نزوعًا حول إعادة اكتشاف بعض النقاط التاريخية، فهو يمتلك مشروعًا سرديًا قيد التكوين، وأعماله السابقة تؤكد أنه كاتب كامل الأدوات، ولديه مشروع طموح".
وأضاف "الشحات"، أن بنية رواية "بيت السناري" تتكون من 40 مشهد سردي، مما يمكن اعتبارها، مروية تاريخية تقوم على إعادة اكتشاف بعض الشخصيات المؤثرة في مصر، وقت الحملة الفرنسية.
وأكد "الشحات" أن عمار على حسن جعل من الخيال الروائي رمزًا من الجمال، فقد يشعر القارئ أحيانا أثناء قراءة الرواية أن "بيت السناري" هذا قادم من ألف ليلة ولية، وأنه موازي ثقافي، وفضاء متسع للمتاهة، أو الفتنة، والجمال المطلق، فكلها مفاهيم موجودة وحاضرة في الرواية.
وقال الدكتور محمد إبراهيم طه، هناك إشارة واضحة في الرواية على دور لم يكن كما يرام لشيوخ الأزهر، في الثورة، وقيادة المصريين، للتخلص سواء من حكم المماليك، أو الثورة على الفرنسيين، وكذلك استطاعت الرواية توضيح ملامح الشخصية المصرية حينذاك، وكيف كانت مرتبكة، مشيرًا إلى أن "بيت السناري" رواية تتكئ على التاريخ، وليست رواية تاريخية، فالمؤلف استخدم التاريخ كإطار خارجي، لإيصال رسالته، وحتى يفتح الطريق أمام عالمه الروائي.فهي رواية مكتوبة من وجهة نظر غير رسمية، كالجبرتي مثلا الذي كان يؤرخ كأنه واحد من السلطة.
ومن ناحيته تحدث الدكتور عمار على حسن عن روايته، أن السياسة أطلقت دخانا كثيفًا على أعمالي الأدبية، ولكني تركت السياسة، ورفضت مناصب وزارية، من أجل الأدب، لأنه هو الباقي، وهو تاريخ من لا تاريخ له، مشيرًا إلى روايته "بيت السناري" قائلا: أنها ليست رواية تاريخية كما يعتبرها بالبعض، لكنها رواية عن فترة ما عصيبة مرت بها مصر، وأوضح أن أكثر الأشياء صعوبة في الكتابة عن التاريخ هو أنها كتابة عن عالم مختلف عن واقعنا في طقوسه، ولغته، وجغرافيته.