حوار: راندا طارق
إنجى علاء.. منذ ٩ سنوات كانت تخطو أولى خطواتها فى الوسط الفنى، وهى تحمل فوق أكتافها ألقابا عدة، صحفية ومذيعة وكاتبة ومصممة أزياء، متابعة إنتاجها يؤكد أنها نموذج للمرأة الناجحة، وفى الوقت ذاته تنطبق عليها مقولة «وراء كل رجل عظيم.. امرأة»، فهى بجانب كل هذا زوجة الفنان يوسف الشريف.
«المصور» التقت «إنجى» وتحدثت معها عن أمور عدة، الفن كان من بينها، حيث ألقت الضوء على مشاركتها كـ»استيالست» فى مسلسل «كفر دلهاب» المقرر عرضه رمضان المقبل.
وخلال الحوار ذاته، أزاحت «إنجى» النقاب عن أمور عدة مرتبطة بحياتها مع زوجها، سواء فى أماكن العمل، أو فى المنزل، كما كشفت نوعية الخلافات التى تنشب بينهما، وأسلوبه داخل البيت و»لوكيشن التصوير»، وعن تفاصيل هذا الأمر، وحكايات أخرى كان الحوار التالى:
حدثينا عن تفاصيل مسلسل كفر دلهاب؟
كفر دلهاب موضوع مختلف تماما، مسلسل تاريخى يدور فى حقبة زمنية تعود للقرن السابع عشر، لكنه يدور فى وقت خيالى وليس حقيقيا، الحقبة الزمنية من خيال الكاتب، الملابس معقدة للغاية، وتختلف عما قدمت فى أعمالى السابقة، لأننى خلال الأعمال تلك كنت أعتمد كليا على الذوق الشخصى الخاص بى، لكن فى كفر دلهاب الذوق ليس كل شىء، لأنه هناك قواعد تحكم التصميمات، فعلى سبيل المثال فى هذا الوقت لم تستخدم الأزرار فى الملابس أو «السوست» حتى الخياطة كانت يدوية بالصوف وليست خياطة ماكينات، وكل هذه القواعد تم تطبيقها، إلى جانب أنه هناك أشخاص كثيرون يموتون داخل العمل، وهذه معاناة أكبر فى تصميم الملابس لأن أغلبهم يقتلون، والجمهور لم يكن يعلم أن من يقتل يتم تصميم ملابسه نفسها أربع أو خمس قطع لأنه تتم إعادة مشهد قتله أكثر من مرة، وفى كل مرة يرتدى ملابس جديدة وتتمزق، والأزياء مفصلة بالكامل، وكذلك الأكسسوارات أغلبها تم تفصيلها، وهذه التفاصيل فى الخارج تأخذ سنوات، لكننا عملنا فى وقت ضيق فهذا غاية الصعوبة بخلاف أنه مسلسل رعب، ورغم أن الألوان المناسبة للرعب هى البيج والبنى والرمادى على النقيض التام من الزى البدوى المتواجد فى المسلسل لأن الزى البدوى نجده أحمر وأخضر، فتركيبة العمل كانت صعبة والموضوع معقد، تحكمها أولويات أهمها «المود» كما تحدثنا وله ألوانه المعينة، لذا يأتى التنسيق مع مهندس الديكور لتنسيق ألوان الكادر مع الإكسسوارات والديكور والملابس والألوان، وأحيانا يقوم بذلك المخرج وأحيانا المهندس، فعلى سبيل المثال قد أجد أن ألوان الملابس غير متناسقة مع الديكور، وهنا اضطر رغما عنى الخروج بعض الشىء عن» مود» الرعب للتنسيق، وللأسف نحن فى مصر لم نعمل بالشكل الصحيح كاملا، وما شرحته هو الصواب الذى من المفترض تقديمه وأحاول قدر الامكان التقرب منه فى ظل الامكانيات المتاحة فى مصر، لذلك قد اضطر لتغيير قائمة الألوان مع الديكور لأننى لا أستطيع العمل منفردة عن الديكور حتى لا يخرج العمل شاذا، أضف إلى ذلك أننى أهتم بالتنسيق بين ملابس الفنانين وبعضهم أيضا.
ماذا عن الملابس الخاصة ببطل العمل الفنان يوسف الشريف وتفاصيل دوره؟
يوسف يقدم دور طبيب، حكيم الكفر، ولأنه قادم من مكان آخر غير كفر دلهاب، فهو الوحيد من بين ٧٠٠ ممثل الذى لم ترهقنى ملابس شخصيته وتفاصيله كانت مريحة بالنسبة لى، لأنه لم يرتبط بقوانين الكفر ولذلك استخدمت الجلد وغيره من التصميمات المختلفة فى الزى الخاص به.
كما أن كفر دلهاب كفر عربى، فملابسهم ملابس الصحراويين، والزى متشابه مع الزى المغربى الليبى، المسلسل ملحمة عائلات وشخصيات كثيرة، ورعب بمعنى الكلمة وبه عفاريت «مينفعش الأطفال تتفرج»، ولا أعلم ماذا سيفعل الجمهور فى رمضان.
هل حقا وصلت تكلفة المسلسل ٥٠٠ مليون جنيه كما تردد..؟.. وكم بلغت تكلفة الملابس؟
عندما قرأت هذا الرقم أصابتنى حالة ضحك هيسترية، بالتأكيد هذه تكلفة غير صحيحة وتم تعديل الخبر بعدها، أما عن تكلفة الملابس فهى مرتفعة لكننى لا أمتلك حق التصريح بها فهذا من اختصاص المنتج، لكن ما استطيع قوله أن الملابس هى الأعلى تكلفة فى كل المسلسلات التى عملت بها، وإذا تم التحضير له فى وقت أطول لتكلف نصف التكلفة فقط، لكن الأزمة أن النص جاء متأخر.
ماحقيقة ما تردد حول أن كفر دلهاب كفر حقيقى وتحديدا فى واحة تسكنه الأشباح؟
هذه شائعة.. كفر دلهاب كفر خيالى لا وجود له فى الواقع، هو ملعون ومسكون بالاشباح داخل العمل.
هل شكل الفنان يلعب دورا فى تحديد طبيعة ملابسة؟
بالتأكيد والأهم لون البشرة لأنه يحدد لون الشعر وكذلك الملامح وما يتناسب معها من أدوات التجميل وقصات للشعر، والمخرجون الكبار يدركون هذا الأمر، ويجلسون مع الاستايلست وقت اختيار الفنانين، لتعطى رؤيتها فى اختيارهم، ويجب أن نعلم أن فنانين كثيرين ضاعت من بين أيديهم أدوار هامة بسبب «الراكور» فى أعمال أخرى للالتزام بشكل معين لهم فيها، لأن الشكل المناسب للدور يعطى مصداقية للعمل كما أنه مكمل للأداء.
بعد تجربة التمثيل والكتابة.. هل من الممكن أن تكررى التجربة؟
بطبيعة عملى فى البداية كصحفية ظهرت بحقيقة شخصيتى كمذيعة فى مسلسل «اسم مؤقت» وعندما طالبنى المخرج أحمد نادر جلال بإضافة بعض الكلمات للمشهد بخلاف ظهورى كمقدمة برامج، رفضت وشعرت بالخجل، التمثيل موهبة وتحتاج للدراسة، وأنا لا أمتلك هذه الموهبة، أما الكتابة فخشيت بعد تجربة لعبة إبليس تقديم عمل لمجرد التواجد فقط، وعرض على أكثر من عمل لكتابة السيناريو الخاص بها، لكنها كانت دون المستوى، وكنت أعمل على مشروع مسلسل للفنانة زينة والمنتج شميس وكتبت ١٠ حلقات، لكن حدثت أزمة بينهم وتعاونت زينة مع العدل جروب، وتوقف المشروع ولا أعلم مصيره، وحاليا أكتب سيناريو مسلسل من المفترض عرضه بعد رمضان، باختصار يمكن القول أننى مستمرة فى الكتابة وأقلق من التمثيل.
وراء كل رجل عظيم امرأة؟ ما الذى تتحمله إنجى من متاعب نظير شهرة زوجها؟ وما سبب قلة ظهور الفنان يوسف الشريف إعلاميا؟
متاعب شديدة خاصة فى اهتمام كل واحد منا بالتفاصيل، طوال الوقت مصابون بالتوتر والقلق.
أما فيما يتعلق بقلة تواجد يوسف اعلاميا، فيرجع هذا الأمر يوسف لضيق الوقت، لأنه فى وقت فراغه يحاول الاجتهاد فى عمله، وأنا كذلك أيضا فعندما أعكف على كتابة عمل أجلس فى غرفة مغلقة أشاهد كل الأفلام والمسلسلات الأكشن المقدمة فى العالم، لتطوير أفكارى و»يوسف» يفعل نفس الأمر، وهذا يحتاج لشهور.
كما أننا فى حالة الانشغال بالاعلام لن نتقدم وسوف نسير وفق السوق، لكننا لم نقبل بكل ما يعرض علينا، نضحى كثيرا من الناحية الشخصية فأغلب أعياد زواجنا وميلادنا وأعياد الحب نقضيها فى التصوير.
كيف يتعامل يوسف الشريف مع ابنائه؟
ندفع ضريبة الشهرة فنحن لا نسطيع الخروج معا ولم نتمتع بالخصوصية سوى فى السفر أو فى المنزل، والخروج مع الأولاد صعب، لقد من الله علينا بثلاثة أبناء جنا ١٠ سنوات وولدين توأم ٧ سنوات ويوسف «بيخاف عليهم من الهواء الطاير»، ولا يحب ظهورهم وتصويرهم، وعندما نقرر التنزه سويا « يوترنى ويقلقنى»، «يوسف» شخص قلق ومتوتر، من الممكن ألا ينام من القلق، أى شىء بسيط من الممكن أن يثير قلقه.
هل يشارك فى تربيتهم ودراستهم؟
مشكلة الممثل أنه حتى إذا شارك لا يستطيع المشاركة وفق روتين معين، وذلك نتيجة لظروف عمله، لذلك يشارك إذا سمح الوقت له، لأن ظروف عمله قاسية ولا تتيح له التواجد طوال الوقت فى حياتهم، ولكنه يحبهم بشدة ويهتم بهم فى أزماتهم ويقلق على أدق تفاصيل حياتهم، وأطالبه أحيانا بإعطائهم بعضا من الحرية.
حدثينا عن الإيجابيات والسلبيات للمشاركة فى حياة أسرية ومهنية واحدة؟
الإيجابيات أننا نقدر عمل كل منا، نراعى بعضنا بعضا، وبطبيعة فهمى لمهنته أسانده فى لحظات صعبة، أعتقد إذا كان متزوجا بغيرى لم تكن تفهم ما يقوله، أشعر به وبمشكلاته، ونتناقش الحلول والموضوعات بيننا ليست مجرد الموضوعات المعتادة بين الزوجين ولكنها موضوعات عمل أيضا، وهو أيضا يتفهم عملى وبعيد عن مهنة الأزياء هو يقدر صعوبة مهنة الكتابة، فهى أصعب ما يكون وتحتاج لـ»مود» وحالة بعيدا حتى عن السلبيات هى حياة المشاهير الصعبة، خصوصا فى مصر الناس تتعامل مع المشاهير بشكل خاطئ، فهم فى النهاية أشخاص عاديون الفرق أنهم يتصورون وهم يعملون بالكاميرا، الناس تعطى للموضوع أكبر من حجمه، ونحن نتفهم الأمر لكن الأزمة فى أولادنا نخشى عليهم الشعور بشىء زائد أو غريب نريد لهم التنعم بحياة عادية.
هل من الممكن أن تسمحى لأبنائكما دخول مجال التمثيل؟
بالنسبة لى أحب أن يعمل كل شخص ما يحب، وأن يكتشف موهبته، لكن يوسف رافض الأمر نهائيا، وسبب ذلك لأنه شخص مختلف بعض الشىء بطبيعته يحب المنزل والهدوء، ومتدين جدا، لديه قواعد مهمة جدا خاصة بالحلال والحرام، ويراعى الله فى كل شىء، وقليل الظهور فى الحفلات.
كما أنه شخص مسئول جدا يعتمد عليه، أخلاقه عالية وهادى وحكيم غير متهور، ولكن أكثر ما يزعجنى التوتر والتدخين، خاصة أننى أعانى وابنى من ضيق التنفس، فدائما الخلاف بيننا سببه التدخين والتكييف فهو مدخن ويكره التكييف، وأنا أكره السجائر وأعشق التكييف، بخلاف ذلك هو مريح ويراعى الله فى كل شىء.
ماذا عن الغيرة بينكما؟
تعرفت على يوسف فى مجلتى الخاصة، ومن خلال المجلة أيضا تعرفت على فنانين كثيرين منهم زينة ومى سليم وغيرهما، جميعهم أصدقائى من المجلة، وبعدما تخرجت عملت وقدمت كتبا لهم عن «الفاشون»، وعندما تزوجنا وعملت معه فى المهنة، لم أكن دخيلة عليهم بالعكس هم أصدقائى، أما الوسط فأنا أقرب لهم، «وبدخل يوسف وسطنا بالعافية» لأن كل أصدقائه من لاعبى كرة القدم منهم أحمد فتحى وأمير عبد الحميد، لكن أنا أصدقائى من الفنانين، والغيرة لا وجود لها لأننا جميعنا أصدقاء معا.
وكيف يكون الأمر بينكما فى لوكيشن التصوير؟
يوسف يصاب بالتوتر «وأنا مش موجودة فى لوكيشن تصويره» وهذا كان سبب رفضى مسلسل آخر فى رمضان بجانب كفر دلهاب، لأنه يقلق وأنا غير متواجدة «بيخاف على شكله هو تارك لى هذه الجزئية.. ونفسيا مبيحبش أكون مش موجودة»، واحيانا اساعده فى الحوار وأشاهد أداءه على المانتور وأطمائنه.
حلم يوسف شريف الكروى الذى لم يكتمل هل يحققه مع أبنائه؟
«بيلعبهم بالعافية وهم لا يحبون الكرة.. يذهبون للتمرين بالعافية.. وهو مصمم وبيقفوا فى التمرين مش طايقين نفسهم».
ماذا عن تشجيع كرة القدم؟
يوسف أهلاوى برشلونى وأنا أهلاوية مدريدية، ونتشاجر معا.
كيف تكون الاستشارة بينكما فى العمل؟
مسلسل القيصر وكفر دلهاب فكرة يوسف الشريف، زمان فى مسلسلات رقم مجهول والصياد واسم مؤقت كان تدخلى أكبر فى الورق، ومشهد مشهد ونبنى الفكرة، وفى البداية فى «المواطن إكس» وهو أول أعماله أخذت الموضوع على عاتقى لدفعه ولكن بعدها عندما وقف على أرض صلبة اصبح تفكيرنا واحدا، «بقيت أخاف ياخد أفكارى وهو بيخاف أخد أفكاره».
يقدم نوعية معقدة وأكشن ماذا عن اللايت؟
يوسف قدم مسلسل «زى الورد» وهو مسلسل رومانسى ٦٠ حلقة، الفكرة أنه يسعى لتقديم الجديد، وعندما يجد نص «أكشن» مختلفا عن أعماله يتحمس كثيرا له.