الإثنين 3 يونيو 2024

الألعاب الإلكترونية تهديد جديد للمجتمع.. وخبراء: إدمانها مثل المخدرات وأشد خطرًا.. وعضو "اتصالات النواب": تقدمنا بطلب لمراقبة مواقع الفيديوهات والألعاب

تحقيقات5-6-2020 | 21:20

لا تزال الألعاب الإلكترونية تمثل خطورة على أفراد المجتمع، حيث ضم التحديث الأخير للعبة "بابجي" في أحد مراحل التقدم "ركوع اللاعب لتمثال للحصول على امتيازات داخل اللعبة"، مما أثارالغضب على مواقع التواصل الاجتماعي كما أصدر الأزهر الشريف بيانًا شديد اللهجة يحذر من تلك اللعبة، ويؤكد أنها محرمة، لما به مراحل تخالف الشريعة الإسلامية.

 

وقال بيان الأزهر «تجاوز (بابجي) للتأثير بشكل مباشر على عقيدة الصغار، ليزداد خطر هذه اللعبة في الآونة الأخيرة»، موضحاً أن «هذا أمر شديد الخطر، عظيم الأثر في نفوس شبابنا والنشء من أبنائنا الذين يمثلون غالبية جمهور هذه اللعبة».

 

هذا البيان دعا فريق اللعبة إلى الاعتذار عبر الصفحة الرسمية بموقع «فيسبوك». وقال فريق اللعبة «نود أن نعبر عن أسفنا الشديد حيال تسبب الخصائص الجديدة في اللعبة بالاستياء لدى بعض لاعبينا... نحن نقدر ونحترم قيم وتقاليد وممارسات لاعبينا، ونشعر بالأسف لتسببنا بأي ضرر أو استياء؛ لذلك باشرنا باتخاذ الإجراءات اللازمة وأزلنا الخاصية المزعجة، ونعمل على إزالة المحتوى البصري المتعلق بها»، موضحين أن «فريق لعبة (ببجي موبايل) يحترم جميع الأديان والثقافات، ويبذل أقصى ما بوسعه لتوفير بيئة لعب آمنة وشاملة للجميع».

 

تحذيرات قديمة من الألعاب الإلكترونية:

ولم يكن بيان الأزهر هو الأول، ولكن سبق وحذر من الألعاب الإلكترونية الأخرى التي تسببت في وفاة العديد من الشباب في سن المراهقة والأطفال، كالعبة الحوت الأزرق ومريم وبوكيمون، مؤكدا أن مثل هذه الألعاب سببا أساسيا للعنف داخل الأسر على اختلاف بيئاتها ومستوياتها في المجتمعات المسلمة.

 

وكانت أهم أسباب الطلاق الألعاب الإلكترونية والترفيهية في إحصائية رسمية صادرة عام 2018 من مركز المعلومات ودعم القرار بمجلس الوزراء، إن هناك 17 ألف حالة خلع بسبب "الكاندي كراش"، و250 ألف حالة بسبب "البلاي ستيشن".

 

روشتة الأزهر لمواجهة الظاهرة:

 

أصدر مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، ضوابط شرعية، لممارسة الألعاب الإلكترونية، وهي كالأتي:

1- ألّا تشتمل الألعاب الإلكترونية على مُخالفات عقدية كاحتوائها على أفكار إلحادية أو شعارات أديانٍ أخرى، أو شعائر ومُعتقدات تخالف عقيدة الإسلام الصّحيحة، أو يكون بها إهانة مقدساتٍ إسلامية عن طريق جعل الهدايا على التقليل من شأنها أو تدميرها داخل اللعبة.

2 - ألَّا تشتمل على إباحية؛ من صور عارية،  وممارسات شاذة.

3 - ألا تشتمل على فُحشِ قولٍ وسِبَاب، وأصوات مُحرَّمة.

4 - ألا تُنَمِّي الميل إلى العنف لدى اللاعب، أو تحثه على الكراهية، أو ازدراء الأديان، أو إيذاء إنسان أو حيوان، أو تُسوِّل له جرائم، أو مُحرمات كشرب الخمر ولعب القمار وفعل الفواحش.

5 - ألا تؤذي اللاعب بدنيًّا كالألعاب التي تستوجب تركيزًا كبيرًا يُؤدي إلى ضعف البصر، أو إيذاء الأعصاب.

 

سلاح ذو حدين:

ومن جانبه، قال الدكتور ماجد رياض، استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، إن هناك عده أنواع من الألعاب الإلكترونية وكل منها له سلبياته وإيجابياته، ومنها الخاص بعنصر الذكاء مثل الدومنا والشطرنج ومنها خاص بالإثارة والمتعة مثل بابجي وألعاب القتال، ومنها خاص بالتعليم مثل كورسات اللغات وتعلم الحروف الأبجدية.


وأضاف استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، إن الاستمرار في الألعاب الإلكترونية يولد الإدمان والعنف والتوحد سواء للشباب أو الأطفال، وبوجه عام يتعرض اللاعب إلى الضعف العام مما قد يؤدي إلى الوفاة نتيجة الانسحاب في اللعب مما يجعله ينسى تناول الطعام، دون انتباه، بجانب التقصير في الجانب الديني من حيث الصلاة.

 

وتابع " أن الألعاب الإلكترونية تولد أيضا العنف لدى اللاعبين، وتجعلهم ليس لديهم رهبة من القتل نتيجة كثرة عمليات القتل التي تنفذ داخل اللعبة الإلكترونية، مشيرا إلى أن الأطفال أصبحوا خلال السنوات الأخيرة أكثر انطوائية وفي حالة عزلة تامة، ولم يعد لديهم رغبة للقيام بأي إبداع أو ابتكار.

 

وأشار إلى أن فترة العزل الحالية ستعمل على ارتفاع نسبة التوحد والعنف في المجتمع نتيجة تضييع الوقت أمام تلك الألعاب الإلكترونية، لذلك على الأسرة عدم ترك أبنائهم أمام الألعاب كثيرا وتخصيص وقت للجلوس مع الأسرة والحديث في كافة نواحي الحياة، والقيام ببعض الأعمال اليدوية حتى لا يحدث توحد وإدمان سواء للشباب أو الأطفال.

 

أعراض الإدمان:

قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن الألعاب الإلكترونية عملت خلال السنوات الأخيرة على انتشار حالات التفكك الأسري وانعدام مسئولية الشباب تجاه أسرهم.

 

وأضاف فرويز في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، أن الجلوس كثيرا أمام شاشات الموبايل أو اللاب توب، قد ينتج عنها ظهور مرض الصرع، فهناك بعض الأطفال والشباب يكون لديهم استعداد للصرع والتشنجات العصبية ولكنها غير ظاهرة على شخصيتهم، وبمجرد الجلوس كثيرًا أمام هذه الشاشات الإلكترونية يبدأ ظهور حالات الصرع، والأمراض العصبية والنفسية.

 

وتابع: بعض الأطفال يعانون الآن من السمنة المفرطة بجانب دمار العصب البصري نتيجة تحديق العين كثيرًا في شاشات الموبايل، لذلك نجد مؤخرًا أطفال كثيرون يرتدون النظارات، كما أن الألعاب الإلكترونية تقلل نسبة التحصيل الدراسي للطلاب، والعمل الوظيفي للشباب، ويجعلهم لا يستطعون التفكير في التطوير والإبداع في مجال عملهم أو دراستهم.

 

وأشار الخبير النفسي إلى أن الأسرة هي السبب في إدمان الشباب والأطفال لهذه الألعاب الإلكترونية، فهناك معلومة خاطئة بأن الجلوس أمام الموبايل أفضل من النزول لشارع وإدمان المخدرات.

 

وأكد "فرويز" أن الإلعاب الإلكترونية لا تقل خطورة عن تناول المخدرات، فكلاهما يحتجان إلى مصحة نفسية للعلاج من إدمانهما، موضحا أن من علامات الإدمان والتي تستوجب التدخل النفسي سريعا التوحد وانعدام التواصل مع الآخرين سواء من خلال العالم الافتراضي، وإهمال العمل أو الدراسة، واللجوء أحيانا إلى الطلاق نتيجة عدم المقدرة على المشاركة في الحياه العامة.

 

وأوضح أن أعراض الانسحاب من إدمان الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية، تتمثل في الصداع الشديد، والعصبية والنوم كثيرا، مشيرًا إلى أن أول أسبوع في المصحة النفسية يتم استخدام المواد المهدئة لكي تقل حدة التوتر والعصبية والصرع الذي قد يحدث.

 

دور الأسرة:

 بينما قال عضو لجنة الإتصالات والتكنولوجيا بمجلس النواب أحمد بدوي، إن معظم الألعاب الإلكترونية وبرامج "التيك توك" التي يستخدمها الشباب، تشجععلى العنف والقتل وتدمر عادات وتقاليد المجتمع، ما جعل من الضروري العمل على حجبها.

 

وأضاف بدوي في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، إن الأسرة عليها دور كبير في السيطرة على أبنائها ومنع جلوسهم طويلا أمام شاشات الموبايل، مشيرا إلى أن فترة الحظر رفعت حجم تحميل الألعاب الإلكترونية وبرامج التواصل وفيديوهات "التيك توك".

 

وأشار إلى أن  لجنة الاتصالات والتكنولوجيا بمجلس النواب، خاطبت الجهاز القومى للاتصالات،  بضرورة السيطرة على الألعاب والفيديوهات التي قد تمثل خطورة على المجتمع، ليتبقى دور الأسرة في مراقبة أبنائها ومعرفة البرامج والفيديوهات التي تحمل على هواتفهم، وعدم جعلهم تحت سيطرة تلك البرامج والألعاب الإلكترونية.

 

ضوابط شرعية:


وقال الشيخ أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، إن هناك ضوابط شرعية لممارسة الألعاب الإلكترونية، بحيث لا تكون سببا في البعد عن العبادات وأداء الصلوات التي وجبت على كل مسلم، وألا تحتوي على صور عارية أو تجعل الأطفال أو الشباب يمارسون العنف ضد الآخرين نتيجة ما تعززه تلك الألعاب في أذهان الشباب. 

 

وأضاف "كريمة"، في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، أن المجتمع والأسرة فقدوا لغة الحوار، نتيجة الاندماج في وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، ما يعد مخالفة للشريعة الإسلامية التي تحث على عدم إهدار الوقت وطاعة الآباء والأمهات، فمثل تلك الإلكترونيات تجعل الشباب أو الأطفال لا يؤدون واجبتهم ناحية الآباء والأمهات نتيجة الانسحاب في الألعاب.

  

 وعما إذا كانت تلك الألعاب حرام أم حلال، أوضح أنه إذا كانت لا تخلو من لعب القمار أو العنف أو الإيذاء النفسي والبدني وتشغله عن طلب الرزق، فهي من المؤكد حرام، أما إذا كانت تصلح النفس وتعلم مبادئ وتعاليم جديدة وتنشط الذهن فهي ليست حراما، مؤكدا أن الألعاب الإلكترونية سلاح ذو حدين.