في إطار التطور والتقارب الملحوظ الذي شهدته العلاقات الثنائية بين مصر وإثيوبيا، خلال الفترة الأخيرة، خاصة عقب القمة الإفريقية التي عقدت مؤخرا في أديس أبابا وشارك فيها الرئيس السيسي، استقبل رئيس الجمهورية، اليوم الأربعاء، الدكتور ورقينه جباييه وزير خارجية إثيوبيا، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، بالإضافة إلى السفير الإثيوبي بالقاهرة.
وتميز اللقاء بحرص الجانبين على إزالة الخلافات القديمة، والتطلع لإيجاد حلول مرضية للطرفين حول النقاط الخلافين فيما بينهما، والعزم على زيادة سبل التعاون المشتركة بينهما، وبدء مرحلة جديدة من التشاور والتنسيق فى كافة المجالات لتحقيق طموحات الشعبين الكبيرين.
وحمل اللقاء بين الرئيس السيسي، ووزير الخارجية الإثيوبي، العديد من الرسائل الهامة، التي تؤكد بداية إقامة علاقات طيبة بين البلدين قائمة على التشاور والتفاهم، لذا ترصدها بوابة "الهلال اليوم" في التقرير التالي.
تعميق العلاقات
تسلم الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة مكتوبة من رئيس الوزراء الإثيوبي "هايلي ماريام ديسالين"، تتضمن تأكيد حرص الجانب الإثيوبي على تطوير وتعميق علاقاته مع مصر على مختلف الأصعدة.
مصالح مصر
كما أكد الوزير الإثيوبي التزام بلاده بتحقيق المصالح المشتركة للشعبين وعدم الإضرار بمصالح مصر، مشيراً إلى أن التواصل والتشاور الدوري بين البلدين يعززان من التعاون المشترك ويساهمان في ترسيخ الثقة على المستويين الرسمي والشعبي.
تطوير العلاقات
ومن جانبه رحب الرئيس السيسي، بوزير الخارجية الإثيوبي وطلب نقل تحياته إلى رئيس الوزراء الإثيوبي "هايلي ماريام ديسالين"، مؤكداً اهتمام مصر بتطوير علاقاتها مع إثيوبيا في مختلف المجالات وتعزيز التعاون بين البلدين بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين.
لجنة مشتركة
أعرب الرئيس عن تطلعه إلى عقد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين في القاهرة قريباً، واستقبال رئيس الوزراء الإثيوبي، في مصر، لبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية على مختلف المستويات.
علاقات متوازنة
ما أكد الرئيس السيسي خلال اللقاء أن سياسة مصر الخارجية تقوم على تأسيس علاقات متوازنة ومنفتحة على جميع الدول، مشدداً على أن مصر لا تتآمر ولا تتدخل في شئون الدول الأخرى، بل تسعي إلى البناء والتعاون والتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بالشرق الأوسط وإفريقيا.
تعزيز العلاقات
كما شهد اللقاء مناقشة سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، وعلى رأسها الاقتصادية، والثقافية، بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين.
قواعد ملء سد النهضة
كما أكد الرئيس السيسي خلال اللقاء على أهمية التفاعل الإيجابي مع الشركة التي تُنفذ الدراسات الخاصة بسد النهضة لإنهائها في أقرب وقت، والوصول إلى التوافق على قواعد ملء السد وفقاً لاتفاق إعلان المبادئ الموقع في الخرطوم، مشيراً إلى ضرورة مواصلة التعاون بين البلدين من أجل الاستخدام الأمثل لمجمل الموارد المائية المشتركة في حوض النيل بما يراعي تحقيق التنمية لكل الدول، دون الافتئات على الحق في الحياة، أو الإضرار بالاستخدامات القائمة بالفعل.
إرساء السلم
وشهد اللقاء كذلك تباحثاً حول عدد من القضايا الإفريقية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز التنسيق والتشاور بين البلدين من أجل الدفع قدماً بجهود إرساء السلم والأمن في القارة الإفريقية، وذلك سواء في إطار الاتحاد الإفريقي أو في إطار العضوية الراهنة للبلدين في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.