الجمعة 17 مايو 2024

مصر والسودان تطالبان إثيوبيا بوقف سياسة المراوغة بأزمة سد النهضة.. الأحزاب السياسية: البيان المصري اتخذ نهج اللجوء إلى التفاوض والسعي نحو الحلول المتزنة..وخطوات آبي أحمد"العنترية" تهدف لكسب الانتخابات

تحقيقات12-6-2020 | 19:30

رأى سياسيون مصريون أن بيان الحكومة المصرية الصادر أمس الخميس بشأن سد النهضة، اتخذ نهج اللجوء إلى التفاوض والسعي نحو الحلول السياسية المتزنة، التي لا تنكر حق إثيوبيا في التنمية، ولكنها في نفس الوقت تتمسك بحق المصريين في الحياة، فمياه نهر النيل هي أساس الحياة للمصريين.

 

وكانت وزارة الري أصدرت بيانا ، حول الاجتماع الثالث قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، وهي المشاورات التي كانت قد بدأت منتصف الأسبوع الجاري بمبادرة مقدّرة من جمهورية السودان الشقيق، حيث تم مناقشة ورقة تقدمت بها إثيوبيا تتضمن رؤيتها حول أسلوب ملء وتشغيل سد النهضة.

 

موقف موحد للقاهرة والخرطوم:

 

وقد أعربت مصر، وكذلك السودان، في البيان الصادر عن وزارة الري، عن تحفظهما على الورقة الإثيوبية لكونها تمثل تراجعًا كاملًا عن المبادئ والقواعد التي سبق وأن توافقت عليها الدول الثلاث في المفاوضات التي جرت بمشاركة ورعاية الولايات المتحدة والبنك الدولي، بل وإهدارًا لكافة التفاهمات الفنية التي تم التوصل إليها في جولات المفاوضات السابقة.

 

وأكدت استمرار تمسكها بالاتفاق الذي انتهى إليه مسار المفاوضات التي أجريت في واشنطن لكونه اتفاق منصف ومتوازن ويمكّن إثيوبيا من تحقيق أهدافها التنموية مع الحفاظ على حقوق دولتي المصب.

 

وشددت على ضرورة أن تقوم إثيوبيا بمراجعة موقفها الذي يعرقل إمكانية التوصل لاتفاق، كما شددت مصر على أن تمتنع إثيوبيا عن اتخاذ أية إجراءات أحادية بالمخالفة لالتزاماتها القانونية، وخاصة أحكام اتفاق إعلان المبادئ المبرم في 2015، لما يمثله هذا النهج الإثيوبي من تعقيد للموقف قد يؤدي إلى تأزيم الوضع في المنطقة برمتها.

 

كما أكدت مصر أهمية قيام إثيوبيا بالتفاوض بحسن نية أسوة بالنهج الذى تتبعه مصر منذ بدء المفاوضات من أجل التوقيع إلى اتفاق عادل يراعي مصالح الجميع.

 

موقف متزن للقيادة المصرية:

 

ومن جانبه قال محمود فيصل، مساعد رئيس حزب حماة وطن، إن بيان الحكومة المصرية بشأن أزمة "سد النهضة"، أمس، جاء معبرا عن موقف الحكومة المصرية والسياسة المصرية في التعامل مع الأزمة منذ بدايتها.

 

وأضاف فيصل، في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، إن الحكومة المصرية اتخذت نهج اللجوء إلى التفاوض والسعي نحو الحلول السياسية المتزنة، التي لا تنكر حق إثيوبيا في التنمية ولكنها في نفس الوقت تتمسك بحق المصريين في الحياة، فمياه نهر النيل هي أساس الحياة للمصريين.

 

وتابع "أن بيان الحكومة بالأمس كان رد فعل طبيعي لما تقوم به الحكومة الإثيوبية من مماطلة ومحاولة العودة إلى نقطة الصفر وعدم إثبات جدية التفاوض، فلو كانت الحكومة الإثيوبية اشتغلت على ما تم من إجراءات من خلال التفاوض، كان سيكون هناك تعاون واستجابة من الجانبين المصري والسوداني.

 

وأشار إلى أن سبب تأجيل التفاوض من قبل الجانب الإثيوبي، يرجع إلى أن الحكومة الإثيوبية تقوم بعمل خطوات عنترية لجذب أصوات الناخب الإثيوبي لأنها على وشك إجراء انتخابات حكومية، مؤكدا أن الحكومة تعلم جيدا أن موقفها مهتز في الشارع الإثيوبي نظرا للإخفاقات في الجوانب الاقتصادية.

 

وأكد أن تعنتها غير إيجابي مع ملف سد النهضة من أجل اجتذاب مشاعر المواطن الإثيوبي، مشيرا إلى أنه في الحقيقة إثيوبيا لا تعمل لصالح المواطن الإثيوبي، وما تقوم به الآن هو بعض الخطوات لتغطي بها إخفاقاتها الداخلية.

 

قضية حياة أو موت:

 

قال نور الشيخ ، أمين عام لجنة التثقيف والتدريب بحزب الحركة الوطنية المصرية، إن بيان الحكومة المصرية بشأن سد النهضة جاء كرد فعل لما يقوم به الجانب الاثيوبي من مراوغات، مؤكدا أننا نثق تماما في القيادة السياسية وحكمتها في توجهها السياسي، وحسن إدارتها للملف.

 

وأضاف الشيخ في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، إن ملف سد نهضة قضية حياة أو موت للشعب المصري، لذلك نثق بأن القيادة السياسية ستنفذ ما وعدت به الشعب المصري، وأنها قادرة على إدارة المعركة الدبلوماسية، مشيرا إلى أن مراوغات إثيوبيا ليست جديدة ، فهي دائما ما تسعى إلى إثارة المشكلات ومحاولة لي الذراع ولكن كل هذه المحاولات لا نسمن ولا تغني من جوع، فمصر لن تقبل أن تفرض عليها أي جهة أمرا واقعا يتنافى مع مصالحها وحياة شعبها.

 

المراوغة لهدف انتخابي:

 

قال مصطفى بكير، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسين، إن بيان مصر بشأن سد النهضة اتسم بالثبات واقناع الراي العام العالمي، بشأن أن نهر النيل أمن قومي لمصر، مشيرًا إلى أن إثيوبيا تواصل المراوغة من أول يوم مفاوضات.

 

وأضاف بكير في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، أن القيادة السياسية على ثقة بأن بناء سد النهضة ليس بهدف تنمية إثيوبيا وبنائها اقتصاديا، ولكن بهدف الضغط على مصر، فهناك قوى تقف وراء بناء السد وليست إثيوبيا فقط، من أجل تهديد الأمن القومي المصري.

 

وتابع: الرئيس عبد الفتاح السيسي دائما ما يؤكد أن مصر مع  التقدم الصناعي والزراعي وكل ما يخدم الاقتصاد الإثيوبي وعلى استعداد لمساعدتهم ومدتهم بالطاقة والكهرباء اللازمة، مشيرًا إلى أن إثيوبيا تمتلك  كمية مياه مهولة، فلديها أضعاف أضعاف ما يصل إلي مصر، وتهدرها ولا تستخدمها كلها في الزراعة.

 

وأوضح أن مصر ملتزمة بكافة الاتفاقيات السياسية، لأنها دولة كبيرة، وفي نفس الوقت لن تسمح بأي شيء يمس الأمن القومي المصري، فهي ستسعى إلى المفاوضات السياسية وليس اللجوء للحرب، مشيرًا إلى أن إثيوبيا استغلت فترة تولي الإخوان قيادة مصر وقاموا ببناء سد النهضة، ولكن بعد ثورة 30 يونيو بدأت مصر في المفاوضات معها.

 

وأشار إلى أن الرئيس السيسي عمل خلال فترة تولية رئاسة الاتحاد الإفريقي، عمل على مساعدة دول حوض النيل والدول الإفريقية وتنميتها اقتصاديا وثقافيا من أجل الوقوف مع مصر تجاه قضية سد النهضة،  بجانب أن القيادة السياسية عملت خلال الفترة الماضية على تحسين الأوضاع مع الصين وإيطاليا المشتركان في بناء السد، وذلك للضغط على إثيوبيا للخضوع إلى الاتفاقيات الدولية والمشاورات التي عقدت على مدار السنوات الماضية.

 

وعن تصريحات رئيس الوزراء الاثيوبي آبي أحمد، بملء السد خلال يوليو 2020، أكد أنه بهدف كسب أصوات الناخبين في الانتخابات الحكومية التي من المفترض أن تجرى خلال العام الجاري، مؤكدًا أن آبي أحمد هو رجل مراوغ، حصد جائزة نوبل وهو لا يستحقها وهناك مطالب بسحبها منه، لأنه يسعي إلى الحرب والتفرقة.