قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق ، إن
البيان الصادر عن وزارة الري حول مفاوضات سد النهضة، يعكس حالة انعدام الثقة بسبب
الموقف الإثيوبي من تعنت وتراجع عن اتفاق واشنطن، مشيرًا إلى أنه يرسل رسالة لمصر
والسودان بعدم الاطمئنان.
وأضاف حجازي في
تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم" أن ذلك يبعث في النفوس لعدم الاطمئنان
قبل الفيضان وبدأ الملء الأول وهو ما يدعو إلى القلق، مشيرًا إلى أن ملء السد دون
التشاور مع دولتى المصب مصر والسودان يناقض اتفاقية إعلان المبادئ في مارس ٢٠١٥،
والتي تؤكد أنه على إثيوبيا الاتفاق مع مصر والسودان قبل البدء فى عملية ملء
وتشغيل السد.
وأوضح حجازي أن
تقديم الجانب الإثيوبي ورقة جديدة للمفاوضات الحالية يعد تراجعًا لما اتفق عليه
سابقا ويعود بالمفاوضات إلى نقطة الصفر وتعطيل المفاوضات ويزيد من هوة انعدام
الثقة، مشيرًا إلى ان ذلك لن يحقق استقرارا بالمنطقة بدون التوصل لاتفاق نهائي.
وأكد حجازي
أهمية الموقف السوداني كجسر متحرك بين مصر وإثيوبيا ، بصفة خاصة بعد إدراك الخرطوم
المخاطر التى تتعلق بالآثار السلبية المترتبة على ملء سد النهضة، مطالبا السودان
ومصر بتبني موقف واحد في أي اتفاق.
ويرى حجازي أنه
لابد من العودة إلى قواعد الالتزام الإقليمي ومبادىء القانون الدولي وحسن النوايا
السياسية، مشيرا إلى إمكانية تحويل النيل الأزرق إلى مجال للتعاون وتحقيق الأمن
والتنمية للجميع، حيث إن التكامل والعمل الإقليمى يحقق المصالح المشتركة، معربا عن
رفضه تفرد إثيوبيا فى إدارة المورد المائي الذى هو شريان الحياة، وأن ذلك يهدد أمن
واستقرار السودان أيضا، لافتا إلى ضرورة استكمال اتفاق واشنطن الذى بلور 90% من
القضايا الأكثر أهمية من قواعد ملء السد وإدارته وتشغيله .
وطالب حجازي
السودان بتطوير موقفه بعد ما سعى بشكل جاد لتقريب وجهات النظر وتأكد له للجميع أن إثيوبيا
تتحرك بشكل ضيق وتعرض الأمن الأقليمي للخطر وتؤدي الى تدهور العلاقات بين البلدان
الثلاثة، مشيرا إلى أنه ذلك سيأتي بالضرر علي البلدان الثلاث بدل من أن يقود حوض
النيل نهر النيل لواحة من التعاون كما في آسيا وامريكا الجنوبية.