أكد السفير علي
الحفني نائب وزير الخارجية الأسبق أن الموقف الأثيوبي ليس بجديد واختبرناه على قرابة
عقد من الزمان، مشيرا إلى أن إثيوبيا تصر على فرض سياسة الأمر الواقع دون اعتبار للقواعد التي تحكم استخدامات الأنهار
الدولية وقواعد القانون الدولي والاتفاقيات ودون اعتبار لدولتي المصب، ومقولتها إنها
لا تسعى للأضرار بمصالح الدولتين "مصر والسودان "، هي مقولة للاستهلاك المحلى
والإقليمي والدولي.
وأضاف الحفني،
في تصريحات خاصة لـ " الهلال اليوم " إن استمرار مصر في المفاوضات الهدف
منه إرسال رسالة للمجتمع الأفريقي والمجتمع الدولي أنها جادة في التفاوض فيما يخص سد
النهضة، لافتا إلى أن أي تفاوض سواء كان خاصا بنزاعات أو قضايا متعلقة بالأنهار الدولية
بشأن إنشاء سدود يجب أن يكون له جدول زمني وأن يكون محكوما بأهداف واضحة .
وأوضح أن إثيوبيا
بموقفها الذى اتخذته خلال الجولة الحالية للمفاوضات وما طرحته تضرب بعرض الحائط ما
سبق وأن تم التوصل إليه من تفاهمات على امتداد تلك الفترة الطويلة ولا يعني إثيوبيا
سوى تحقيق مصالحها فقط حتى لو كان على حساب مصالح مصر والسودان.
وأشار الحفني إلى
أن أثيوبيا غير جادة في مشوار المفاوضات وتصر على فرض سياسة الأمر الواقع ولن تقبل
إلا باتفاق إذعان، تخضع مصر والسودان من خلاله لكافة الشروط والمطالب الإثيوبية وهى
بالفعل تضغط في هذا الاتجاه وهو مسلك مرفوض ولن تقبله مصر.
وأشار نائب وزير
الخارجية الأسبق إلى أن كلام الرئيس عبد الفتاح السيسي واضح في أنه مثل هذه التحديات
والخلافات أو النزاعات دائما يجب أن تحل من خلال الحوار والتفاوض ولو وصلنا إلى طريق
مسدود لدينا المحافل الدولية التي من خلالها سنصعد الموضوع ونحاول أن نشكل رأى عام
ضاغط على أثيوبيا حتى تتخلى عن منطقها الرافض لكل شيء.
ولفت إلى أن الموقف
بدأته مصر من خلال الكثير من الاتصالات التي تم إجراؤها على مستويات مختلفة سواء على
المستوى الرئاسي أو وزراء الخارجية، وستواصل مصر مسعاها في اتجاه الأمم المتحدة ومجلس
الأمن الذى من المفترض أن يقوم بدوره ومسئولياته فيما يتعلق بتحقيق الأمن والسلام في
مختلف مناطق العالم لافتا إلى أن إصرار إثيوبيا بالمضي في ملء الخزان دونما اعتبار
لمصالح مصر والسودان، سيخلق حالة من التوتر بين الدول الثلاث في المنطقة.