الأربعاء 15 مايو 2024

من 66 عاما.. محمد عبدالوهاب يؤكد: منيرة المهدية كانت تعيش في القبور!!

15-6-2020 | 19:52

رغم نبوغ وعبقرية العديد من نجوم الفن والطرب في العصر الذهبي للفنون في مصر، واحتلالهم قمة المجد لعهود طويلة، إلا أنه كانت هناك أسرار في حياتهم وصفها البعض بالخروج عن المألوف والتي لم يجد لها أحد تفسيرا، وخلال التنقيب عن أسرار النجوم، رصدنا في عدد الكواكب الصادر في مثل هذا اليوم 15 يونيه 1954 أي منذ 66 عاما بالتمام والكمال، الحلقة رقم 11 من مذكرات الموسيقار محمد عبد الوهاب، فبعد أن حكى في الحلقة العاشرة عن التحاقه بالعمل معها على خشبة المسرح والنجاح الذي حققه، تحدث في الحلقة 11 عن شخصية سلطانة الطرب منيرة المهدية وإليكم بعض منها.

 

سلطانة بصوتها وشخصيتها

أكد عبد الوهاب أن منيرة المهدية في عصرها كانت سلطانة الطرب بلا منازع، ولم يكن صوتها هو الذي يهيئ لها تلك المكانة فحسب وإنما كانت شخصيتها القوية أيضا هي التي ساعدتها في ذلك، فقد كانت شخصيتها جبارة، فهي ممن ينطبق عليهم الوصف القائل بأنها ممن يملأون المكان الذي يجلسون فيه، وقد تسابق إليها كبار القوم يرجون منها ابتسامة أو كلمة أو إيماءة، وكانت الهدايا والأوسمة الرفيعة تقدم لها بغير حساب، حتى أصبح الماس عندها كالحصى كثرة وكالتراب قيمة، وأصبح ما عندها من نياشين وأوسمة يفوق ما يملكه إمبراطور.

 

تعيش مع الأموات!!

لم يجد عبد الوهاب طوال حياته تفسيرا لما رآه وعرفه عن الست منيرة، فقد حلل ما رآه من تربعها على قمة الغناء إنما هو من جمال صوتها وقوة شخصيتها، لكن أن تعيش منيرة مع الموتى في القبور، فهذا مالم يجد له تفسيرا، فقد أكد أنها كانت تعشق حياة الترف، وكانت تقيم في عوامة فاخرة الأثاث، وحوت من أدوات الرفاهية وذخر العيش مالم يتوفر إلا لأصحاب الملايين، وقد كانت ترصع ملابسها بأثقل الأحجار الكريمة، ولذلك كان يرى عبد الوهاب أن إقامتها في القبور أمرا مثيرا للعجب.. فقد أعدت في مقابر عائلتها غرفة سفرة كاملة فاخرة، وألحقت بها مطبخا وفراشا وثيرا، وكانت تقضي أغلب نهارها في تلك الحجرة بين الأموات، حيث تتناول غداءها وتغفو ساعات القيلولة.. وتساءل عبد الوهاب عما يشغفها بالحياة وسط الأموات، هل هو شوقها إلى أعزاء انتقلوا إلى دار البقاء؟ هل لم تجد وفاءً بين الأحياء فراحت تلتمسه بين الأموات؟ طرح عبد الوهاب ذلك ولم يجد لنفسه ولا لنا أي تفسير لذلك.

 

تعشق أدوار الرجال

استطرد عبد الوهاب في مذكراته يؤكد أن ذلك الأمر لم يكن الوحيد العجيب في حياتها، بل كانت السيدة منيرة تحب التشبه بالرجال، ليس إنكارا لأنوثتها أو حبا في الخشونة، وإنما كانت ترى في الرجولة مظهرا من مظاهر السيادة والعظمة، وكانت ترى نفسها جديرة بالعظمة، ودفعها ذلك الحب إلى إسناد بعض الأدوار الرجالي في التمثيل إلى نفسها، فقد قامت بدور "على نور الدين" وأيضا "صلاح الدين الأيوبي" في رواياتها المسرحية، وكانت تتمنى القيام بدور "مارك أنطونيو" وكان ذلك مستحيلا، فقد كانت تحب دور "كليوباترا" الذي أدته في أدوارها، وكان من الصعب عليها أن تؤدي الدورين معا في عمل واحد.

    Dr.Radwa
    Egypt Air