تبذل الدولة المصرية قصارى جهدها، للحفاظ على رعاياها خارج حدودها، إذ أن
الصريين بالخارج كانوا على رأس اهتمامات الرئيس عبد الفتاح السيسي منذه مجيئه
رئيسا لمصر، فلم يتوان لحظة فى الدفاع عن المصريين بالخارج وعن حقوقهم وعن التواصل
معهم دائما.
وفي عهد الرئيس السيسي، شهدت مصر نموذجا فريدا فى كيفية التناغم بين مؤسسات الدولة
وخاصة غى ملف المصريين الذين يمرون بأزمات في الخارج وهذا ما شاهدناه فى أكثر من
موقف، وفي هذه السطور التالية سنعرض 3 مواقف تؤكد ما شهدته الدولة المصرية من تقدم
في كيفية إدارة الأزمات.
ولعل الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس السيسي لا تفرق بين مصري يعيش فى دولة عربية
وأخر يعيش فى دولة أوروبية، فالكل سواسية، مصر لا تترك أبناءها حتى فى أحلك
ظروفها، وهذا شعار رفعته الدولة منذ تولى الرئيس السيسي سدة الحكم.
الرئيس السيسي
يستقبل 20 مصريا من ليبيا عام 2016
فى يناير 2016، اتجهت
طائرة مصرية خاصة إلى أحد المطارات الليبية لإعادة 20 مصريا نجحت الجهود المصرية
في تحريرهم من الاختطاف على يد إحدى الجماعات المسلحة في ليبيا.
وقتها تعرض 20
مصريا ينتمون لإحدى قرى مركز سمالوط بمحافظة المنيا للاختطاف على أيدي ميليشيات مسلحة يتبعون حرس
المنشآت النفطية.
ونجحت الأجهزة
الأمنية المصرية وقتها بالتعاون مع السلطات الليبية الشرعية في تحريرهم بعد
اختطافهم 10 أيام بمنطقة الزلة شمال مدينة الجفرة الليبية والتي تبعد 750 كيلومترا
عن العاصمة طرابلس وتقع خارج سيطرة الجيش الليبي.
وبعد رجوعهم، استقبلهم
الرئيس عبد الفتاح السيسي في مطار القاهرة الدولي، وأشاد وقتها بالجهود المبذولة
من أجل تحرير المصريين المختطفين بالتعاون الذي أبدته السلطات الليبية للإفراج
عنهم.
وأكد الرئيس حينها،
أن مصر لديها العديد من الفرص التي يمكن للشباب العمل من خلالها، لافتا إلي
المشروعات الجديدة التي أطلقتها الدولة مؤخراً.
صيادو اليمن.. الدبلوماسية المصرية تنجح فى المهمة
البداية كانت في ديسمبر من عام 2019، عندما تحرك مركبا صيد من ميناء بالبحر الأحمر
بحثا عن الصيد، بعدما ضاق بهم البحر المتوسط بسبب النوات المتكررة فيه، وكان من
على ظهر المركبين من محافظتى كفر الشيخ ودمياط، إلا أن البحر جرفهم بعيدا حتى
وجدوا أنفسهم فى المياه الإقليمية اليمينية، وبالتالى تم إلقاء القبض عليهم، ومهد
الحوثيون لمحاكمتهم، إلا أن الدولة المصرية تدخلت في الوقت المناسب.
وسعت وقتها وزارة الخارجية فى تقديم الحلول للإفراج عن الصيادين المصريين
المحتجزين من قبل القوات اليمنية، رغم أن إجراءات الإفراج تحتاج إلى وقت كبير ،
ولكن لا يوجد شيء صعب على الدبلوماسية المصرية.
ووفقا لما تم نشره حينها، بدأت الجهود المصرية، حين أجرت الدكتورة منال عوض
محافظ دمياط، اتصالات مكثفة لبحث أزمة مركبى الصيد المحتجزتين باليمن، حيث أكدت
أنها تواصلت مع مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين بالخارج للعمل على
الإفراج عن الصيادين المحتجزين وعودتهم لأسرهم فى أسرع وقت.
وقتها أيضا، قالت الوزيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، إنه الدولة المصرية
بذلت مفاوضات شاقة من أجل استعادة 32 صياداً بعد تعليمات القيادة السياسية، لافتة
إلى أن هؤلاء الصيادين من محافظتى "كفر الشيخ ودمياط".
وأضافت نبيلة مكرم، فى بيان لها فى حينها،، أن التنسيق بين كافة أجهزة
الدولة، ومع الأشقاء فى المملكة العربية السعودية واليمن من أجل ضمان وصول هؤلاء
الصيادين، وتابعت: "الدولة المصرية كانت على تواصل مباشر ومستمر مع هؤلاء
الصيادين من أجل إيصال رسالة طيبة لهم بأن الدولة المصرية تهتم بهم".
وعلقت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج،
على إعادة 32 صيادًا مصريًا إلى مطار القاهرة الدولى على متن طائرة مصرية، قادمة
من العاصمة اليمنية صنعاء، مؤكدة أن هذا الأمر نصر جديد للدولة، ويعد سيمفونية
أخرى من السيمفونيات التى تعزفها الدولة المصرية للحفاظ على رعاياها فى الخارج.
وأكد عدد من الصيادين الذين تم الإفراج عنهم حيتها، فى تصريحات صحفية، أن السلطات
اليمنية عاملتهم معاملة لائقة وكريمة، وظلوا في مقر الاحتجاز حتى تدخلت السلطات
المصرية، بالتنسيق بين البلدين وأعادتهم لبلادهم عبر طائرة خاصة نقلتهم جميعاً إلى
مطار القاهرة، ومنها إلى مسقط رأسهم في محافظة دمياط.
وقالوا إن الخارجية المصرية، وبالتنسيق مع الخارجية اليمنية في الحكومة
الشرعية، بذلت جهودا مكثفة وتابعت إجراءات التحقيق معهم، حتى تم الإفراج عنهم
وإعادتهم على متن طائرة خاصة لمصر، مضيفا أن أفراد أسرهم كانوا يعيشون لحظات
معاناة حقيقية بسبب الخوف والقلق على مصيرهم، بسبب الأوضاع في اليمن، لكن تدخل
السلطات المصرية والقيادة السياسية ساهم بالإسراع في إعادتهم لأحضان أسرهم وذويهم
سالمين.
أزمة كورونا.. أهلا بالمصريين بالخارج فى وطنهم مصر
منذ بداية ازمة
كوورنا عالميا، ومصر كانت على أهبة الاستعداد لاستقبال العالقين بالخارج
واستقبالهم فى وطنهم مصر، إذ كانت مصر أول الدول التى عملت بشكل دورى على إعادة
مواطنيها، وهذا حدث عندما أرسلت طائرة خاصة فى منتصف فبراير الماضى، إلى مدينة
ووهان منشأ فيروس كوورنا لإعادة المصريين الذين يعيشون بها، ومن ثم جهزت لهم مكانا
للحجر الصحى فى النجيلة بمحافظة مطروح، حتى يتلقوا الرعاية الكاملة قبل ذهابهم إلى
أسرهم.
بعدها توالت الوفود الآتية من الخارج، فأخذت مصر تسير رحلات استثنائية فى كل الدول
التى يطلب المصريون بها العودة إلى مصر، فلم تفرق الدولة بين دولة بها عدد مصريين
كثر وأخرى بها عدد محدود، وهذا ما أكدته الحكومة فى بيانات صحفية سابقة.
وقالت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، إن
هناك 57 ألف مصرى عادوا إلى أرض الوطن، منذ بداية أزمة كورونا، موضحة أنه تم
الاستجابة إلى مناشدات واستغاثات من المصريين العالقين.
وأوضحت، فى تصريحات لها، أنه لا زالت مصر تستقبل الراغبين فى العودة إلى
أرض الوطن، وتستقبل مصر حاليا المصريين العائدين من قطر، عن طريق سلطنة عمان.
وأشارت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، إلى أن عودة المصريين
من الخارج يحتاج تفاصيل خاصة، وهناك لجنة مشكلة برئاسة مجلس الوزراء، مع وزارات
الهجرة والخارجية والطيران المدني والصحة والتعليم العالى والتضامن.
وآخر هذه الرحلات
التى استقبلها مطار القاهرة الدولي، 7 رحلات طيران استثنائية على
متنهما نحو 1676 من المصريين العالقين بالمملكة العربية السعودية، والكويت،
والاردن، والامارات،منذ تعليق الطيران إلى المطارات المصرية بسبب فيروس كورونا
المستجد.
المحتجزون فى ليبيا.. مسك الختام
منذ 72 ساعة تقريبا، انتشر مقطع فيديو يظهر اعتقال العشرات من العمال المصريين
وإهانتهم في ترهونة، على يد الميليشيات الموالية لحكومة طرابلس بعد دخولها إلى
المدينة الليبية.
وخلال اجتماع للجنة الشؤون العربية في مجلس النواب، تقدم النائب مهدي العمدة
بطلب إحاطة بشأن مصير العمال المصريين في ليبيا، بعد تداول الفيديو.
وردت وزيرة الهجرة ، نبيلة مكرم، بالقول: "أكيد الفيديو مش هيعدي على
خير، والدولة المصرية لا تسمح بالاعتداء على المصريين في الخارج"، بحسب ما
ذكرت وسائل إعلام مصرية.
وتابعت: "الدولة المصرية لا تصمت إزاء أي اعتداء على المصريين في
الخارج، وإنما تتخذ موقفا عمليا وترد وتحمي المصريين.. لا أتحدث بمنطق الشعارات،
لأن الدولة تترجم كلامها لأفعال".
وشددت على أن مصر "لا تدخر جهدا في حماية الأبناء"، مضيفة:
"الدولة لا تصمت عندما يتعلق الأمر بحماية المصري في الخارج أو كرامته".
لم تمر أكثر من 72 ساعة على الفيديو المنتشر، إلا ووصل إلى منفذ السلوم
البرى على الحدود المصرية الليبية، صباح اليوم الخميس، 23 مصريًا كانوا محتجزين من
قبل إحدى المليشيات بمدينة ترهونة بدولة ليبيا الشقيقة، وذلك بعد أن نجحت الأجهزة
المصرية المعنية، بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى إطلاق سراحهم
وإعادتهم إلى أرض الوطن سالمين آمنين.
وكان فى استقبالهم أمام بوابة المنفذ الرئيسية، محافظ مطروح اللواء خالد
شعيب، والأجهزة المصرية المعنية.
ويذكر أن الرئيس السيسى كان قد وجه كافة أجهزة الدولة المعنية، بتحرير 23
شخصًا من المواطنين المصريين العاملين بمدينة ترهونة الليبية، وذلك فور انتشار
فيديو مسىء للعمالة المصرية وما تعرضوا له على أيدى تلك الميليشيات، وتم ذلك فى
أقل من 72 ساعة من انتشار هذا الفيديو على بعض القنوات ومواقع التواصل الاجتماعى.