قال الدكتور بشير
عبدالفتاح، الباحث في مركز الأهرام للدراسات، إن من المؤلم أنه يصعب القول أو الجزم
حتى الآن بأن المعارضة التركية نجحت في بلورة بديل برامجي أو سياسي حقيقي لحزب العدالة
والتنمية الحاكم، موضحا أن الحزب الحاكم كان يستقوى خلال الفترة الماضية بضعف المعارضة
خصوصا أنه منذ عام 2013 بدأ العد التنازلي لشعبية "العدالة والتنمية" والنزيف
الانتخابي والتصويتي له بدليل أنه كان يفوز بشق الأنفس في الانتخابات البرلمانية والبلدية،
ولا يحصل إلا 51 بالمائة في الرئاسية.
وأضاف "عبدالفتاح"
خلال اتصال هاتفي ببرنامج "الآن"، المذاع على شاشة قناة extra news، إنه حتى الآن تواجه المعارضة التركية أزمة في
إيجاد بديل يثق فيه الأتراك والحلفاء المتعاملين مع تركيا، لافتا إلى أن خريطة المعارضة
التركية اليوم اتسعت بوجود حزبين جديدين ولكن عندما ننظر لزعيمي الحزبين وكوادرهما
الحزبية نجد أنهما أساسا محسوبين لحزب العدالة والتنمية.
وأشار إلى أنه
لازال هناك قطاع لدى الأتراك يشكك في أنهم بصدد تغيير حقيقي ووجوه سياسية مغايرة، لافتا
إلى أن المعارضة الجديدة التي يراهن عليها كثيرون باستثناء المعارضة التقليدية، قد
خرجت من عباءة حزب العدالة والتنمية، ومن سمات النظام السياسي الحزبي في تركيا أنه
يشهد عملية انبلاج أحزاب من رحم حزب ولا سيما الإسلامية منها بهدف امتداد الحركة الإسلامية
واستبقاء هذه الحركة في الحياة السياسية التركية.
وأكد أن حزبي
"المستقبل" بقيادة أحمد داوود أوغلو و"الديمقراطية" بقيادة علي
باباجان ما هما إلا محاولتان لتجديد الإسلام السياسي في تركيا بطريقة أو بأخرى مع تجنب
أخطاء وتلاشي الذلل، وهو ما فعله من قبل أردوغان مع حزب "الرفاه" فكان نجم
الدين آرباكان الأب الروحي للحركة الإسلامية في تركيا وهو الذي نقل الأحزاب السياسية
الإسلامية من الغرف المغلقة للعملية السياسية لكنه أخطأ وتسرع في بعض الأمور وكان تصادميا
فاستفاد أردوغان من تجربة آرباكان واستطاع أن يتموقع في السلطة حتى الآن ويأمل في البقاء
حتى 2023 أو أكثر.