لم تستوعب جماعة الإخوان لفظ الشعب المصري حكمها عقب نزول 33 مليون مواطن مصري إلي الشوارع والميادين، رفضا لحكم الجماعة فى 30 يوينو.
وأكد برلمانيون وسياسيون أن جماعة الإخوان قابلت الحراك الشعبي للمصريين فى الشوارع بمزيد من الغطرسة والغرور والعنف، ظنا منهم أن فى قدرتهم على الاستمرار في حكم مصر لمدة 100 عام كما حرصت الجماعة على ترديد ذلك مرارا وتكرارا.
وأضافوا إن الجماعة سعت إلى نشر الفوضى والعنف واستعمال القوة فى الشارع المصري لإجبار جموع المتظاهرين إلى العودة، وترك الساحة لأنصارها لتنفيذ أهدافها ومخططاتها الشريرة.
غرور الجماعة الإرهابية
قال اللواء مليجي فتوح، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن نزول 33 مليون مواطن مصري رفضا لحكم جماعة الإخوان في 30 يونيو يعد ملحمة كبري لم يسجل التاريخ مثلها فى يوم من الأيام، مضيفا إن اصطفاف المصريين جعل يوم 30 يونيو من أعظم أيام التاريخ البشري، والذى لا يقل في قيمته ومكانته عن يوم 23 يوليو 1952، أو عن يوم 6 أكتوبر 1973، أو عن يوم رفع العلم المصري فوق طابا.
وأضاف فتوح فى تصريح لـ«الهلال اليوم»، إن صرخات الشعب المصري الرافضة لحكم جماعة الإخوان كانت مسموعة لدى جميع دول العالم فى 30 يونيو، مشددا على أن قمة عطاء المؤسسة العسكرية تجلت في الانحياز إلى مطالب الشعب المصري في ذاك اليوم، وقررت في 3 يوليو وقف هذه المخطط وإزاحة الجماعة من حكم مصر، وتحرير مصر منهم، وإسناد حكم مصر مؤقتا إلى رئيس المحكمة الدستورية العليا.
وأشار إلى أن جماعة الإخوان تعاملت مع خروج المصريين إلى الشوارع بغطرسة غريبة، ومقابلة ذلك بالعنف والقوة، لافتا أنه كان شاهدا على ما يحدث فى الشارع في ذلك الوقت كونه كان مديرا لأمن الشرقية.
وأردف فتوح أنه عقب إعلان عزل محمد مرسي انتشر التخريب والإرهاب وقطع الطرق فى كل ربوع مصر، مضيفا إننا كنت نضبط جناة ونقوم بتفكيك قنابل وإبطال متفجرات في كل مكان حتى في المدارس والأسواق.
وأكد عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أن الشرطة احتمت بالشعب، واحتمى الشعب في الشرطة فى شكل يؤصل لطبيعة واتحاد المصريين مع مؤسساتهم الوطنية في مواجهة قوى التخريب والشر.
وأوضح أن هجوم الإخوان على الدولة المصرية، والتقليل من الإنجازات التى تجري على أرض مصر، والانحياز إلى أعداء الوطن ينم عن الحالة الذي وصلت إليه الجماعة من خيبة أملهم وتبخر أحلامهم التي ظلوا يخططون لها لعقود، متابعا: "أي منبت سوء يضمر الشر لمصر والمنطقة، سوف تهرول إليه الجماعة للاستقواء به أملا فى لملمة من تبقى من آمالهم الضائعة".
وأشاد فتوح بموقف الرئيس السيسي الذى حمل روحه على يديه لتحقيق مطالب المصريين بإزاحة الإخوان عن حكم مصر، مؤكدا أن رئيس مصر يخاف الله ويؤمن بالخير والمحبة وهو ما ينعكس على كلامه وأفعاله التي تنشد الخير والرخاء للوطن.
ووجه عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، رسالة للشعب المصريين بالتزامن مع احتفالات ثورة 30 يونيو قائلا: "مبروك عليكم يا مصريين.. مصر رجعت لنا، حافظوا عليها، ولا تمنحوا الفرصة لأي عدو أن يدخل بيننا، ويجب أن نلتف حول قيادتنا التي تواصل الليل بالنهار للحفاظ على أرض الوطن وتنمية ثرواته".
الحراك الشعبي ورد فعل الجماعة
وقال طارق التهامي، مساعد رئيس حزب الوفد، إن الأحداث الحالية التي تمر بها مصر والمنطقة من مخاطر ومؤامرات، تثبت أن تحرك الشعب المصري رفضا لحكم جماعة الإخوان في 30 يونيو كان تحركا صحيحا وسليما.
وأضاف التهامي في تصريح لـ«الهلال اليوم»، إن جماعة الإخوان استخدمت كل الوسائل لفرض سيطرتها على زمام الحكم في مصر عن طريق نشر الفكر التخريبي في المنطقة العربية والذى ما زلنا نعاني منه حتى الوقت الراهن.
ولفت إلى أن وصول جماعة الإخوان لكرسي الحكم في مصر لم يكن نهاية المطاف، وإنما كان بداية الحلم لتحقيق مشروع الانتشار الإيديولوجي للجماعة في كل المنطقة العربية.
وأوضح مساعد رئيس حزب الوفد، أن تعامل جماعة الإخوان مع مطالب المصريين الذين خرجوا في 30 يوينو بغطرسة وغرور، كان ينبع من الفكر الراسخ في مخيلتهم بأنهم سوف يستمرون في حكم مصر لمئات السنين، وهو ما صرح به عدد كبير من قيادتهم خلال الأيام الأخيرة التي سبقت 30 يونيو، وهو ما يفسر لجوءهم لاستخدام الإرهاب والقوة والعنف المسلح.
وأردف أن جماعة الإخوان تعاملت بغرور وغطرسة مع مطالب المصريين في 30 يونيو، معتمدة في ذلك على استخدام القوة، والتمويل المفتوح من تركيا وقطر، بجانب تحالفها مع أنظمة في أكبر دول العالم وعلى رأسها آنذاك الولايات المتحدة الأمريكية خلال تولى الرئيس السابق باراك أوباما الذي ظل على دعمه للجماعة حتى وقت تركه لكرسي الرئاسة في أمريكا.
وألمح التهامي إلى أن إصدار الرئيس المعزل محمد مرسي الإعلان الدستوري كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، بإعلان المصريين لرفضهم لحكم الجماعة وتعديها على الدستور المصري، مشيرا إلى أن هذا الإعلان يعنى عدم احترامهم للدستور أو القانون أو الرأي العام المصري، وأنهم في سبيل استمرار حكمهم لمصر سوف يعبروا على جثث المصريين.