قال الدكتور فتحي الشرقاوي، أستاذ علم النفس السياسي، ونائب رئيس جامعة عين شمس الأسبق، إن الأحزب السياسية في مصر يغلب عليها الجانب الخدمي أكثر من الجانب السياسي، حيث يعتقدون أن العمل السياسي هو خدمة المواطن في الحصول على متطلبات حياته الأساسية.
وأضاف الشرقاوي فى تصريح لـ«الهلال اليوم»، إن هذه الخدمات غير معنية تمام بالأحزاب السياسية، وإنما هى دور وزارات معنية في الحكومة مثل التموين، والتضامن الاجتماعي، مؤكدا على أن الدور الرئيسي "المفتقد"، هو زيادة وعى المواطن وقدرته على تحدي ومواجهة الصعاب على أرض الواقع، ومنها ما يتعلق بالأمن القومي، وزيادة حدة الانتماء إلى الارض، وتبنى القضايا التى تمس الأمن القومي للوطن.
وأشار أستاذ علم النفس السياسي، إلى غياب الدور التنوير والثقافي للأحزاب السياسية، مؤكدا أنها تفتقد تمام لهذا الدور، الذي لا يوجد له أي مردود علي أرض الواقع.
وأكد أن تنمية هذا الدور يحتاج إلى وجود كوادر حزبية مثقفة، يتم تنشئتها وتثقيفها سياسيا، مشيرا إلى أنه من غير المعقول أن يتم إنشاء حزب كل مؤهلات صاحبه أنه يملك المال، في حين أنه يفتقد للدور السياسي والتثقيفي لوجود الحزب.
وألمح الشرقاوي إلى تجربة قيام حزب الطلائع التي تمت فى ستينيات القرن الماضي، والتي تمت على أيدى مجموعة من الشباب وقتها منهم حسين كامل بهاء الدين، ومفيد شهاب، وعلى الدين هلال، والذين اصبحوا فيما بعد من أهم القيادات السياسية فى مصر.
وأشاد الشرقاوي، بالمشروع الثقافي السياسي لتنشئة وتدريب مجموعة من الشباب فى البرنامج الرئاسي، مؤكدا أن هذا المشروع من شأنه خلق جيل جديد قادر على قيادة مصر فى السنوات المقبلة .
وطالب الشرقاوي بضرورة تدريب الكوادر الحزبية علي كيفية التعامل مع الشباب علي وجه التحديد وفقا لخصائصهم وسماتهم السياسية.
كما طالب بضرورة تقليص العدد الكبير للأحزاب المصرية، مشيرا إلى أنهم كـ"غثاء السيل"، متابعا : " هل يعقل أن كل مقر بها ثلاث أو أربع أفراد يصبح حزبا، لا بد ان يكون هناك معيار حقيقي لتقليص مثل هذه الأحزاب، وهو ما دور الحزب فى التأثير الإيجابي على أعضاء وعلى المشاركين فيه".
وأكد الشرقاوي أن كثرة الأحزاب المصرية لا يعنى زيادة مساحة الفاعلية السياسية على أرض الواقع، مضيفا أنه ربما يكون خمسة أو ستة أحزاب ذوي فاعلية أكثر من هذا العدد الكبير، وهو ما نراه فى نماذج كثيرة من الدول المتقدمة.