علي الطه
ولد عام 1969 في منطقة الفرات/مسكنة، مملكة ايمار القديمة. أعد وأخرج ستة أفلام عن مبدعين سوريين في الشرق والغرب، بالاشتراك مع لينا تقلا. له ديوان عنوانه "بعيني أعض على الحياة".
لينا تقلا
سورية بلجيكية ولدت في باريس (1964). صدر لها ديوان " كأنك يومي الأخير" (2009)، ودواوين للأطفال تشارك علي الطه في إخراج الأفلام.
***
نحتا
كأن السماء مجرد خيمة زرقاء كلما استقامت تجعدت
نسرق من النوم ما يجعل المستحيل صهيلا بعيدا
لأنه يدرك ولو سمعا
لنا العبق رائحة الجص المحروق وكمأ الرمل
إن لم يكذب علينا البرق
مرة أخرى
بياض النص والأسئلة التي لا إجابات لنا عليها
وطبول الحرب التي لا تعد سوى الأغنيات
نصفنا لنا ونصفنا موزع بالتساوي كهذا البيان الأولي للروح
كهذا الغناء البكاء
الغياب إناء الزهور في لوحة صامتة والطاولة ممتدة
بين لييج ودمشق وثمة بردى
ثمة فرات
ثمة Meuse
بردى الفرات الفرات
الفرات
الفرات
أثمة نهر آخر سوانا
ننبع منا ونصب فينا
كأنا لم نغادر تاج محل القصب
كأن الرعاة الصغار لازالوا يبادلون عمتهم الزهور في برية إيمار بالسكاكر*
لم نغادر
غادرنا كلما امتدت يدانا لتهيل علينا الثياب ونحن فينا
اكتشفنا أننا مسكونان بنا دون تعاليم أو ثياب
يدانا تكشان المسافة كما تكشان الفراش عن مصابيح بيتنا
ونمشي آخر الحلم شأننا كل مرة
منقطان بألف احتمال واحد منهما يخصنا وما تبقى يخص العبث
أحرارا قبل الجحيم وبعد الجحيم ويحق لنا أن نبكي
كمن يتذوق روحه مقشرة وهو يجرح أصابعه جميعا
نحن ما سال منا
ونحن نعد مكانا شردته الأزمنة
لسنا أرواحنا نسطو عليها أحيانا كمن يسطو على فرخ سمك بني في أجمة قصب
نكز عليها نرسمها
ونعيدها إلى الماء مدوخة بنا
لسنا الماء الغمر التراب العشب لكننا جزيرة بعضنا...
*قطع من السكر بطعم الفاكهة.