الغريب

طهران صارم

ولدت في دمشق (1971) ودرست اللغة العربية في جامعة دمشق. لها ثلاث مجموعات شعرية: "وهن: لحن الغريب"، و"بيادر فواصل"، "على مرمى رصاصة".

أخبروني البارحة

عن سنونو وجهك

يرفُّ فوق غديرنا

يخضرّ فوق حقولنا

ويشعل القمر

أخبروني أنه كان الغريب

يعربد فوق ضفاف الريح

يضمُّ ما ألفَ إليه وما تغرّب

أخبروني أنه قد تَوّج النهرَ اللجوج

بقصفتين من حريق،

وبأنه قد طوّف البحر العجوز

بدمعتين

أخبروني أنه باح لشرفته الأنين

لكنها.. قد أغفلت عنه اليدين..

 وسمّتـه الغريب

وقالوا أنه جاء في ظل غمامة

والسماء باكية...

تَطرقُ الأبواب.. يصرخ الأولاد

وتصيح النساء: الملكُ لله.

أغلِقوا الأبواب

وأحكِموا سدّ النوافذ

لو يعرفون..ياه.. لويعرفون

صوتَك المخنوق من فرط البكاء

لو يعرفون أنك تخفي الحنين في الحشا

وبأنك ما خنت يوما خبزهم

وبأنهم ظلموك حين أسدلوا فوق جبينك حقدهم

لو يعرفون.. ياه.. لو يعرفون!

لكنها عرّافة الحي التي اقترفت خطيئة

قد ضلّلتهم وأخبرتهم بالنبوءة

وأقسمت.. أنه لاح لها في الليلة السوداء

لاح لها اسمك في الخلاء

وبأنها قد شاهدت غضب الإله

وثنّت بالقسم أنك كنت الخطيئة

وأسبلت عيونهم عن كل ما كانوا يعرفون

فأين تبحث أيها المسكين عن صك الطهارة..

اليوم أغلقوا الأبواب.. وغدا سيرجمك الصغار

ويعوذ منك الأهل والرفاق..

سترتدي نزف الرحيل

وتعري الطريق

وستفتتح ساحة الرقص

بزهرة صفراء..

ويغنّي تشرين الحزين

سلامٌ على الغريب

على صيف بلا ثمر

على شمس من الماء الحزين

على وتر بلا لحن

سلام على الحنين