السبت 8 فبراير 2025

مبادرة كيرلس وحيد: الطوائف المسيحية.. يد واحدة

  • 20-4-2017 | 10:54

طباعة

 

تقرير: سارة حامد

لمّ شمل الكنائس المسيحية، مبادرة أطلقها شاب عشرينى فاض به الكيل من الخلافات بين الطوائف المختلفة فى الكنيسة.

صاحب المبادرة هو كيرلس وحيد، خادم جمعية خلاص النفوس، يحاول منذ ٦ أعوام جمع الكنائس المسيحية الكاثوليكية والإنجيلية والأرثوذكسية.

يحكى الشاب عن أسباب إصراره على محو آثار أى خلاف عقائدى،» أسرتى أرثوذوكسية الأصل والفكر لكنهم متحررون كما هو حالى يصلون، ويخدمون فى أى طائفة، وهو الأمر الذى شجعنى على الخدمة فى جمعية خلاص النفوس التى لا تنتمى لطائفة بل لكل المسيحيين».

«كيرلس» نفى وجود طائفة محددة يصلى فيها بانتظام،:»كل قداس أحد أو جمعة أقرر مع عائلتى الكنيسة التى ننتوى الصلاة فيها دون النظر لطائفة تلك الكنيسة سواء أرثوذكسية أو بروتستانتية أو كاثوليك، أما عن إكليل الزواج فلم أقرر بعد سيكون فى أى طائفة ولا يوجد مانع من أن تختاره العروس بحسب انتمائها، لأن الأصل فى الصلاة المسيحية أن كل مكان ينادى فيه اسم المسيح أى كانت طائفته هو مكان للرب».

الشاب العشرينى يعترف بعشقه لتعاليم الكتاب المقدس وهو دستوره الشخصي، مؤكدا أن بولس الرسول جاء بوحى من الله ليمنع التحزب أو الطائفية، واختلاف تفاسير النصوص أمر طبيعى فى أى فكر أو ديانة أو علم، لكن دون أن يدفعنا ذلك للتطرف، وهو أمر خارج تعليم الكتاب المقدس، ومن يقوم بذلك لابد أن تلفت نظره الكنيسة التابع لها، لأن ذلك يعتبر تعصبا مرفوضا، والأفضل الوحدة بين الكنائس ورؤساء الطوائف لمزيد من التوعية تحت شعار «الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية».

الكنيسة الأرثوذكسية لم تعترض أيضا على خدمته فى الطوائف الأخرى، يقول: لم أتلق تهديدا من الكنيسة الأرثوذكسية بالمعنى الحرفى، لكن كانت فى هيئة انذارات متتالية بالتركيز فى طائفة محددة، لأنها يخشى علىّ من تشتيت الفكر لكن لم أقتنع لأن خدمة الرب لا أحد يمكنه منعى منها غير الرب، ومازالت الكنائس الأرثوذكسية تطلبنى للعزف أو الترنيم، وأحاول دائما أن ألتزم بطريقة كل طائفة فى الترنيم وعزف الألحان الكنسية.

يؤكد «كيرلس» أن الله خلق للإنسان قدرة على التكيف، والإنسان الناضج لابد أن يدرب نفسه على التأقلم وأن يعبد ويصلى مع أى أحد مختلف عنه، ويمكنه الامتناع عن ممارسة أى طقوس تخالف أفكاره واقتناعاته دون منع الآخر من أدائها، ومثال على ذلك أثناء صلاتى فى الكنيسة الأرثوذوكسية، هناك تعبيرات أعترض على أدائها، فأصلى دون أداء تلك الطقوس، لكنى لا أعترض على قيام غيرى بأدائها، وهو الاختلاف الصحى بين الكنائس وكذلك مع الكنيسة، البروتستانت والكاثوليك أصلى كأنى واحد من طوائفهم.

وعن شعائره اليومية يقول «كيرلس»: فحينما أصلى فى الكنائس الأرثوذوكس يلتزمون بألحان وترانيم التراث ويرفضون التصفيق فى العبادة لذا ألتزم بتلك التفاصيل خلال ترنيمى، أما الكنيسة الإنجيلية فتقتضى بالترانيم الغربية والتصفيق وغيرها من طقوس، لذا سأعلم أولادى القراءة والبحث والانتقاء ما بين التعاليم وعليهم التوجه إلى أى مكان يوجد فيه الرب.

من ناحية أخرى قال مينا أسعد، مدرس اللاهوت الدفاعى بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن إدعاء الوحدة بين الكنائس تأتي من خلال الصلاة في كل كنيسة دون تدقيق وهو قناع كاذب لما يسمى اللاطائفية، وهي أولى الخطوات التي تؤدي في النهاية إلى الإلحاد.

مضيفا أن هناك قوانين تحكم الشماس في خدمته فإن كان لا يستطيع الصلاة في كنيسة بخلاف كنيسته إلا بعد الاستئذان، فما بالنا بصلاته مع طوائف أخرى لذا من يقوم بهذا العمل وحسب قوانين الكنيسة يجرد من رتبته.

وتابع أسعد، أما قوله بأنه يختار ما يصليه ويرفض ما يصليه في أى طائفة فهو بصدد تكوين طائفة جديدة وفقا لأهوائه، قائلا:«فمن أعطاه هذا السلطان الذي يفوق سلطان البطريرك نفسه، وهل سنراه غدا يصلي خلف امرأه مغتصبة للكهنوت أو سنراه يصلي خلف شاذ جنسيا كما أباحت بعض الكنائس البروتستانينة بالمخالفة للكتاب المقدس والتعليم المسيحي السليم».

وأوضح أسعد أن وحدة الكنائس لا تحدث بالمبادرات غير المسئولة بينما هناك قواعد لابد أن تطبق أهمها وحدة الإيمان والمسئول عنها الحوار اللاهوتى بين الكنائس أما هذه المبادرة ينطبق عليها تساؤل استنكاري من الكتاب المقدس» إلى متى تعرجون بين الفرقتين»، ويناله أيضا اللوم والتوبيخ لأنه ليس حارا ولا باردا بل فاتر كوصف الكتاب المقدس.

 

    الاكثر قراءة