سبع سنوات مرت على ثورة المصريين ضد حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وهي الثورة التي وصفها
خبراء بأنها أعادت الدولة المصرية لريادتها ومكانتها الطبيعية بين دول العالم،
موضحين أن العالم أدرك صحة رؤية مصر حيث نجح الرئيس السيسي عبر الدبلوماسية
الرئاسية في تعزيز العلاقات المصرية بكافة الدول.
ففي 30 يونيو 2013، خرجت جموع
الشعب المصري تطالب بعزل الإخوان وإسقاط حكم المرشد، بعد عام واحد تولى فيه محمد مرسي رئاسة الجمهورية شهدت
العديد من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث تكاتف الشعب وطالب
بإسقاط حكم الجماعة، لتبدأ مصر بعد هذه الثورة مرحلة جديدة من البناء والتنمية
والعلاقات الخارجية بكافة الدول.
الدبلوماسية
الرئاسية
وفي هذا السياق، قال السفير جمال بيومي،
مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر تمتلك علاقات بكل الدول، فلها أكبر عدد سفارات
في دول العالم، مضيفا إننا حُرمنا على مدار 25 عاما من سلاح مهم في السياسة الخارجية
وهو الدبلوماسية الرئاسية، فكان الرئيس الراحل حسني مبارك قليل الزيارات الخارجية وجاءت
فترة حكم الإخوان لتتراجع المكانة المصرية بل ‘ن الجماعة الإرهابية كانت قد بدأت تحطم
في السلك الدبلوماسي المصري.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن ثورة 30 يونيو أنهت هذا التراجع، وجاء الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي بدأ يجوب العالم
شرقا وغربا، فزار أقصى الشرق في اليابان وشارك في قمتين في شهر واحد تقريبا هناك وهما
قمة العشرين وقمة التيكاد وثم قمة السبع في فرنسا، وشارك في كل اجتماعات الجمعية العامة
للأمم المتحدة.
وأضاف إن السيسي زار بلدا لم يزرها
أحد من المصريين وهي غينيا الاستوائية، وزار تنزانيا وهناك مشروع للتعاون بين البلدين
وهو بناء سد بأيد مصرية هناك، موضحا أن أول زيارة خارجية للسيسي بعد توليه الحكم كانت
للجزائر لاستعادة العلاقات بين البلدين لأفضل حالاتها، فضلا عن زياراته معظم دول الخليج
وأوروبا.
وأكد أن هذه الزيارات عززت التعاون
والعلاقات المصرية الخارجية لدعم التجارة والتنمية الاقتصادية، كما تحسنت علاقة مصر
بصندوق النقد الدولي فبدأت الدولة برنامجا في غاية الجرأة للإصلاح جعل الاقتصاد المصري
يتوازن حيث قضى على الذبذبة وحمى رؤوس الأموال، وتحسنت بعده مؤشرات الاقتصاد وتحويلات
المصريين بالخارج وازدهرت التجارة الخارجية.
العالم
أدرك صحة رؤية مصر
وقالت سوزي رفلة، عضو لجنة العلاقات
الخارجية بمجلس النواب، إن مصر بعد ثورة 30 يونيو نجحت في استعادة مكانتها الإقليمية
والدولية وتوضيح حقيقة قرار الشعب المصري بالثورة على حكم الإخوان الإرهابية واختيار
القيادات المخلصة للوطن، مضيفا إن الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي
وبتكاتف الشعب استطاعت تخطي الكثير من الصعاب.
وأوضحت في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن دول العالم أيقنت قوة وصحة رؤية الرئيس السيسي بشأن الإرهاب، حيث استطاع السيسي
التعبير عن رؤية مصر أمام المحافل الدولية، ما جعل المجتمع الدولي يثق في دورها وتأثيرها
في محيطها الإقليمي العربي والأفريقي، وهو ما تأكد أيضا خلال العام الماضي وقت تولي
مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي حيث مثل السيسي القارة في كافة المحافل والمؤتمرات الدولية.
وأكدت أن الرئيس السيسي استطاع أيضا
تعزيز التعاون مع دولتي قبرص واليونان لحماية شرق المتوسط والثروات هناك، مضيفة إن
هذا النجاح الذي تحقق بعد ثورة 30 يونيو جاء باتحاد وقوة الشعب المصري ووقوفه خلف القيادة
السياسية، ما أدى لاحترام العالم لرغبة مصر ونجاحها في الحفاظ على تماسكها.
وأشارت إلى أن السيسي عرض رؤى مصر في
عدة قضايا وقاد زمام المبادرة لحل العديد من الأزمات وكان آخرها الأزمة الليبية بمبادرة
إعلان القاهرة الهادف لوقف إطلاق النار في ليبيا وبدء سبل الحل السياسي، مضيفة إن النجاح
المصري في سياساتها الخارجية أدى للدعم الدولي لمصر في أزمة سد النهضة وكذلك دعم مصر
في حماية أمنها القومي بعد التهديدات التي تشهدها بسبب تدهور الأوضاع والتدخل التركي
في ليبيا.
وأوضحت أن العلاقات المصرية الخارجية
متنوعة ولا تعتمد على طرف على حساب آخر، فمصر صديقة للكثير من الدول وهناك الكثير من
المشروعات التي تربطها بكافة دول العالم، كالصين عبر مشروعات في طريق الحرير وغيره،
وروسيا عبر محطة الضبعة النووية ومشروعات أيضا في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس،
وألمانيا في قطاع الطاقة، والكثير من المشروعات مع دول العالم.