يروى أنه لما سُئل الزعيم النازي أدولف هتلر عن أحقر من قابلهم في حياته فأجاب بلا تردد أنهم من ساعدوه على احتلال أوطانهم، وكأن هتلر المتوفي عام 1945، أي قبل 75 عامًا.
بهذه المقولة يصف لنا حال الجماعة الإرهابية التي نشأت قبل اثنين وتسعين عامًا وحتى الآن، فهى على مدار تاريخها تمارس هذا الدور الحقير، وسجلها الأسود يشهد لها بذلك، ومما يؤكد أن قادتها وأتباعها يتربون في المقام الأول على خيانة الأوطان وفتح أبوابها لمن يريدون احتلالها، طالما أنه سيحقق مصالح التنظيم.
هكذا بدأ الكاتب الكبير أحمد أيوب، رئيس تحرير مجلة المصور، مقاله المُنتظر بعنوان "الخونة" في بوابة "الهلال اليوم" كم يلي:
أكد أيوب أن من أبشع صور الخيانة كما اتفق كل أساتذة وخبراء القانون والأمن بالعالم هى خيانة الأوطان، ففيها تتجسد كل صور الحقارة والخسة والندالة، ومن يخون وطنه لا أمان له ولا مكان له على أرضه، فهو سرطان خبيث يجب اجتثاثه سريعًا، ورغم كل هذا العار الذي يلحق بخونة الأوطان إلا أن عناصر الجماعة الإرهابية لا يخجلون من تلك الصفة ولا يشعرون بالخزي والعار لخيانتهم، موضحًا أنهم لا يعرفون وطنًا ولا يؤمنون بالانتماء لأرض ولا يفهمون معنى جيش وطني يدافع عن الأرض والعرض، أو شرطة تضحي من أجل أمن شعبها، كل ما يعرفونه هو الولاء للتنظيم والاحتماء بالميليشيات وتقبيل أيادي من يأويهم.
وأوضح أيوب أن الثابت تاريخيًا وكما أجمع المؤرخون والمتخصصون في ملف الإخوان أن الجماعة تخدم من يدفع ويمول ويحمى، ولم تتورع في أي مرحلة عن بيع الوطن والتفريط في أرضه في مقابل مصالح رخيصة، وسجلهم مليء بكل صور الخيانة، وقد فعلها كبيرهم الهالك إمام الخائنين «حسن البنا» فخدم الإنجليز؛ لأنهم أنفقوا عليه ليعاونهم في السيطرة وتنفيذ ما يريدونه ضد الحكومة وإرادة الشعب، وعندما أصبحت الولايات المتحدة هى الأقوى نقل مرشدهم الأسبق وخليفة البنا، حسن الهضيبي الولاء سريعًا وولى وجهته نحو البيت الأبيض، وظلوا عبيدًا لهم ينفذون أجندتهم التخريبية في المنطقة وتفتيت دولها حتى وصلوا إلى الحكم في غفلة من الزمن وبدعم واضح من البيت الأبيض لا تخطئه عين، وكان وصولا مشروطًا بإلتزام إخواني مُعلن بتنفيذ ما تريده إسرائيل في المنطقة، والآن هم في خدمة أردوغان، يمارسون كل أنواع التذلل له؛ لأنه ينفق عليهم ويأويهم.
واستطرد أيوب، قائلاً: "هذه طبيعة الإخوان التي لا يخجلون منها ولا يخفونها، بل يمارسونها علانية، فالخيانة عندهم مبدأ، يجاهرون ويتفاخرون بها على الهواء مباشرة، هكذا يفعل كل مذيعو قنواتهم المأجورة "مكملين والشرق" التي تُبث من تركيا، كل يوم يعلنون الولاء للأغا التركي ويدعمونه ضد وطنهم، ويهاجمون جيش بلدهم الشريف، بينما يمجدون في جيش تركيا " المُسلح" في شوارع إسطنبول، ويدعون لأردوغان بالنصر على مصر، ويروجون أكاذيبه ويبررون ديكتاتوريته، ويدافعون عن فشله، ويمهدون لاعتدائه على سيادة دول عربية دون أدنى شعور بالخزى، يفعل هذا المُخنث معتز مطر والمأفون محمد ناصر والقبيح زوبع والإمعة مشهور، ويسير في نفس الاتجاه كل المرتزقة وميليشات الجماعة الإلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي، نغمة واحدة ولغة ثابتة تدل على أنه توجيه من الجماعة وتكليف من الكفيل التركي، وينفذه الخونة بحماس شديد دون خجل.
وأشار رئيس تحرير مجلة المصور إلى أن تلك الجماعة الخائنة منذ بدايتها وعبر تسع عقود يُصر قادتها أن يكونوا عبيد المصلحة، ويخدمون ولى نعمتهم، وإذا تغيرت الأحوال وثبت للتنظيم أن مصلحته في مكان أخر ومع نظام أخر فلن يترددوا في الإنقلاب على أردوغان، لكن هذا ليس هو بيت القصيد، فما يهمنى هو ما يمارسونه ضد مصر صاحبة الفضل عليهم، والوطن الذي تحمل إجرامهم وخياناتهم المستمرة، وتسامح كثيرًا مع حقارتهم.
وأضاف أيوب أن الوطن الذي تربوا من خيره وعاشوا من رزقه وكونوا ثرواتهم من أموال شعبه، وعندما حكموا لم يحافظوا عليه ولم يسعوا لحمايته بل سارعوا بخيانته وبيع أرضه وتسليم ثرواته للوالي العثماني الجديد وأمير قطر الخائن، وهو نفس ما يفعله أخوانهم في تونس الآن، وعندما رفض المصريون بقائهم في السلطة بسبب فشلهم وأطماعهم لم تتذكر الجماعة الحقيرة شيئًا من أفضال هذا الوطن وشعبه عليهم وقرروا الانتقام منه، قتلا وتفجيرا وفتنة وخيانة.
وأكد أيوب أن ما يمارسه الإخوان ضد مصر هو بكل المقاييس أقذر أنواع الخيانة، سواء دعمهم لأعدائها وترويجهم لمن يريدون لها الخراب ويتأمرون عليها، ومحاولاتهم إشعال الفتنة بين شعبها، وتشويه مؤسساتها، وتزييف تاريخها، والتحريض على الوطن، والدعاء للإرهاب وسفك دماء المصريين، فلقد باعوا أنفسهم بأبخس الأثمان، وركعوا تحت أقدام الأغا التركي ليطعنوا وطنهم، ومن ثم سلموا أنفسهم ولحسوا أحذية الأتراك؛ لأنهم بلا كرامة ولا أخلاق، بل ويعتقدون أن من يخدمونه سوف يحميهم أو يقودهم إلى ما يمنون به أنفسهم من أوهام، ولم يدركوا أن خليفتهم الموهوم غارق في الأزمات ويبحث عن من ينقذه، كل هذه الأفعال الجبانة والنماذج الخسيسة لم نرها من قبل، لكننا اعتدنا عليها من الإخوان فقط وليس غيرها.
وتابع أيوب، قائلاً: "هذه الجماعة وخونتها لا يستحقون أن يحملوا جنسية مصر أو يحسبوا على هذا الوطن الذي أساءوا إليه وباعوه لحقير أو دنس، هؤلاء لابد أن تخلع عنهم جنسية مصر، وليحملوا جنسية من يلحسون حذائه، ومن يهاجم جيش مصر لا يستحق أن يحمل اسمها، ومن يحرض على رجال شرطة مصر لا يجب أن يحمل جوازها، ومن أهان بلده ويمارس الخيانة لها ولشعبها لا يستحق أن ينتمي إليها، وسيأتي اليوم الذي يمثل فيه كل هؤلاء الأوساخ أمام قضاؤنا الشامخ ليقتص منهم، مثلما اقتص من كل الخونة والمجرمين والإرهابيين، ومن المؤكد أن هذا اليوم ليس ببعيد، بل قريب للغاية، وربما أقرب مما يتصورون، ولن نتنازل عن حسابهم ولن نقبل أن يمر ما فعلوه دون عقاب حقيقي على ما اقترفوه من عار، وكما قال الرئيس السيسي: " اللي كسر كوباية هيدفع ثمنها"، وهؤلاء لم يكسروا بل دمروا كل شيء، وتجاوزوا كل الحدود ومارسوا الخيانة بكل صورها وبلا خجل.
وأكد أيوب أن خيانة الإخوان للوطن والدين واستعدادهم لخدمة من يدفع لهم أو يحقق أهدافهم حتى ولو كانت إسرائيل، ولن ننسى خطاب "عزيزى بيريز"، مما يجعل الأمر لا يجب أن يمر علينا كمصريين، وخاصة الشباب وتحديدًا من خدعتهم الجماعة بشعارات كاذبة وتصدير صورة وردية عن هذا التنظيم الخبيث، فمن يخون وطنه ودينه لن يصعب عليه أن يخون أي إنسان مهما كان عندما تنتهي مصلحتهم معه أو ينتهي دوره المرسوم له، أو يفقد أهميته عندهم.
واختتم رئيس تحرير مجلة المصور، قائلاً: "من يمارس الخيانة على الهواء ببجاحة كما يفعل كلاب الجماعة على شاشات قنواتهم الإرهابية لا نستبعد أن يخون أقرب الناس إليه بل ويبيح قتلهم إن تطلب الأمر حتى لو كانوا من أهله أو جيرانه، ومن ثم على الجميع أن يدركوا هذا، فالخائن لا أمان له، ولا مكان له بيننا، أتمنى أن تكون هذه الرسالة قد وصلت إلى كل نقابة أو مؤسسة ينتمي إليها أحد من هؤلاء الذين يمارسون الخيانة الوطنية بعلانية مُطلقة، ورغم ذلك لم يتخذ ضدهم أي إجراء واحد، ولم يُخصم منهم بدلاً ولم تُشطب عضويتهم، فليس مقبولا أن يكون للخيانة بدل.