أكد خبراء
إعلاميون أن إعادة تشكيل الهيئات الإعلامية الثلاث يأتي في وقت مهم خاصة مع اقتراب
انتخابات مجلس الشيوخ، لمعالجة السلبيات وإعادة ضبط المشهد الإعلامي خلال الفترة
المقبلة، موضحين أن الهيئات عليها وضع إستراتيجية واضحة للعمل ودعم مصر في مواجهة
التحديات، مع التنسيق فيما بينها لوضع ضوابط وسياسات العمل المهني وخاصة أن مصر تتعرض
لحرب حقيقية في حدودها الشرقية والغربية والجنوبية ومواجهتها للإرهاب وتداعيات
جائحة كورونا.
كان كل من رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام كرم جبر، ورئيس الهيئة الوطنية للصحافة عبد
الصادق الشوربجي، ورئيس الهيئة الوطنية للإعلام حسين زين، قد أدى اليمين القانونية أمام الجلسة
العامة لمجلس النواب أمس الأحد، تنفيذاً لقرارات رئيس الجمهورية رقم 363 لسنة 2020
بتشكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة كرم كامل إبراهيم جبر، القرار رقم 364
لسنة 2020 بتشكيل الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة عبد الصادق محمد الشوربجي، والقرار
رقم 365 لسنة 2020 بتشكيل الهيئة الوطنية للإعلام برئاسة حسين كمال عبد القادر زين.
استراتيجية واضحة للعمل ودعم مصر
وفي هذا السياق، قال الدكتور محمد المرسي، الأستاذ بكلية
الإعلام بجامعة القاهرة، إن التشكيلات الجديدة للهيئات الإعلامية الثلاث تأتي في توقيت
مهم خاصة مع اقتراب مجموعة من الاستحقاقات الانتخابية وفي ظل المرحلة الحالية التي
تشهدها مصر والتحديات التي تواجهها سواء اقتصاديا أو في مواجهة الإرهاب والمتربصين
بمصر والشائعات، مضيفا إنه على الهيئات أن تعمل وفقا لخطة واستراتيجية مدروسة وواضحة
ومعلنة لما هو قادم.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الإعلام له
دور قوي وفاعل من المفترض أن يقوم به خلال الفترة القادمة لدعم مصر في مواجهة التحديات
التي تحيط بها، وهذا لن يتحقق من خلال العمل بشكل عشوائي وإنما بالعمل وفقا لخطة ورؤية
وفكر لكيفية مواجهة هذه التحديات.
وأكد أنه يجب على هذه الهيئات أن تضع خطة ورؤية لتطوير المنظومة
الإعلامية لجذب المشاهد والقارئ والمستمع كافة وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة
وخاصة الإعلام المملوك للدولة، مضيفا إن ذلك مهم لاستعادة ثقة المواطنين في الإعلام
المصري والتي بدأت تتحقق بالفعل مع تعامل الإعلام مع أزمة كورونا.
وأشار إلى أن الإعلام المصري خلال أزمة كورونا استعاد جزءا
كبيرا من الثقة فيه من خلال معالجته الجيدة تجاه هذه الأزمة وهو ما يجب الاستفادة منه
والبناء عليه، موضحا أنه يجب وضع بدائل لحل المشاكل المتراكمة في الإعلام المصري خلال
السنوات الماضية سواء في توزيع الصحف أو قلة الدخل والموارد أو توفير مستلزمات الإنتاج
من الأحبار أوالأوراق وكذلك تطوير المضمون ومشاكل الديون والعاملين والهيكلة.
وأوضح أن هذه المشكلات تكبل أية محاولة للتطوير ويجب النظر
بموضوعية وحكمة وإتاحة البدائل لحل هذه المشاكل بشكل علمي ومدروس، مضيفا إنه من المهم
أيضا أن تعمل هذه الهيئات مع بعضها البعض بتعاون وتنسيق وفقا للمهام الموكلة إلى كل
هيئة لخدمة منظومة الإعلام المصري.
ولفت إلى أن وزارة الإعلام أحد مهامها التنسيق مع الهيئات
الثلاث وهي داعمة لها ولا تنتقص من مهامها.
التنسيق بين الهيئات
ومن جانبه، قال الدكتور سامي الشريف، رئيس اتحاد الإذاعة
والتلفزيون سابقا، إن الهيئات الإعلامية الثلاث بعد تشكيلها الجديد أمامها مهمة أساسية
وهي ضبط المشهد الإعلامي في مصر، مضيفا إن أولى الخطوات التي يجب أن تتم في هذا الشأن
هو التنسيق بين اختصاصات الهيئات ووزارة الدولة للإعلام تجنبا لحدوث أي تداخل بينها.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه يجب وضع
ضوابط للعمل المهني في مجال الإعلام وسياسات محدددة تحكم أداء هذه الوسائل سواء في
الداخل أو الخارج، عبر سياسة إعلامية واضحة في الداخل أو سياسة لمعالجة قضايانا في
الخارج، مضيفا إن مصر تتعرض لحرب حقيقية في حدودها الشرقية والغربية والجنوبية فضلا
عن محاولات هدم الدولة والتأثير فيها من قوى الإرهاب المدعومة من قوى إقليمية إلى جانب
جائحة كورونا وتداعياتها على كافة القطاعات.
وأكد أن هذه حالة حرب صريحة وبالتالي وسائل الإعلام عليها
أن تعي دورها في هذه المرحلة من خلال الضبط والتنسيق بين الهيئات الإعلامية الثلاث
ووزير الدولة للإعلام، موضحا أن هناك الكثير من المشكلات التي تعاني منها المؤسسات
الصحفية والإعلامية وأحد مهام الهيئات هي حل هذه المشكلات المتراكمة.
وأشار إلى أن الكثير من هذه المشكلات سببها أزمات مالية تتعلق
بميزانيات الصحف القومية وماسبيرو، فضلا عن المشكلات المهنية، مضيفا إنه يجب وضع لتحديد
من هو الإعلامي المؤهل للعمل في الصحافة والإذاعة والتلفزيون كخطوة للإصلاح في ظل ما
عانى منه المشهد الإعلامي من فوضى شديدة.