حث وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان لبنان على بدء الإصلاحات بغية الحصول على الدعم المالي من المجتمع الدولي وإنقاذ اقتصاده من الانهيار .. مشيراً إلى أنّه سيزور بيروت "خلال بضعة أيام".
وحذر لودريان أمام مجلس الشيوخ الفرنسي اليوم الخميس من خطر انهيار الاقتصاد .. مطالبًا السلطات اللبنانية باستعادة زمام الأمور.
وعبر وزير الخارجية الفرنسي عن استعداد بلاده الجاد لمساعدة لبنان قائلا "نحن حقًا مستعدّون لمساعدتكم، لكن ساعدونا على مساعدتكم".
وذكّر بأنّ حكومة رئيس الوزراء اللبناني حسّان دياب كانت تعهّدت بإجراء سلسلة إصلاحات في "مهلة 100 يوم" .. مشيرًا لعدم إجراء هذه الإصلاحات.
وأضاف: "نعلم ما يجب القيام به بالنسبة للشفافية وتنظيم قطاع الكهرباء ومكافحة الفساد وإصلاح النظام المالي والمصرفي. لكن لم يتحرّك ساكن" .. مبديًا قلقه إزاء الأوضاع في لبنان.
ولاحقاً قال لودريان أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ إنّه: "من الواضح تمامًا عدم وجود وعي كاف لدى مجمل الشركاء السياسيين لخطر الانهيار".
ويشهد لبنان أزمة غير مسبوقة، وهو طلب مساعدة من صندوق النقد الدولي بعد الإعلان عن خطط إصلاح وإنعاش اقتصادي لم تطبّق بعد، بيد أن المفاوضات مع صندوق النقد تراوح مكانها، مع تأكيد مديرة الصندوق كريستالينا جورجييفا في نهاية يونيو الماضي بعدم وجود أي اختراق يلوح في الأفق.
وترافق التدهور الاقتصادي غير المسبوق الذي يشهده لبنان منذ نحو عام مع انهيار لقيمة العملة الوطنية في بلد بات 45 % من سكانه يعيشون تحت خط الفقر وطالت البطالة فيه أكثر من 35% من القوى العاملة.
وساهمت الأزمة في اندلاع انتفاضة شعبية في أكتوبر الماضي ضدّ الطبقة السياسية المتهمة بالفساد وسوء الإدارة.