حذر برنامج الغذاء العالمي من أن الوضع الإنساني في اليمن يتدهور بمعدل
ينذر بالخطر ويدفع السكان إلى حافة الهاوية، وقالت المنظمة الأممية إن
العالم إذا انتظر حتى إعلان المجاعة في اليمن سيكون الوقت قد فات لأن
الضعفاء سيموتون بالفعل.
وأشار برنامج الغذاء العالمي في تقرير اليوم /الجمعة/ في جنيف إلى
علامات التحذير قد عادت بالفعل خاصة في ظل وجود وباء كورونا، وذلك بعد أن
كان التوسع الهائل في تقديم المساعدات في عام 2019 قد سحب اليمن من حافة
المجاعة.
وذكرت المتحدثة باسم برنامج الأغذية في جنيف اليزابيث بيرس، في مؤتمر
صحفي اليوم أن المنظمة اضطرت إلى الحد من المساعدات الغذائية الطارئة التي
تقدمها لليمنيين في وقت كان اليمنيون في أمس الحاجة إليها، ولفتت إلى أن
البرنامج قد يضطر إلى مزيد من التخفيض.
واشارت إلى حاجة المنظمة إلى 737 مليون دولار حتى نهاية العام للحفاظ
على شبكة الأمان الحيوية للملايين في اليمن والذين يعتمدون على المساعدة
الانسانية من أجل البقاء.
وقال التقرير إن اليمن يواجه أزمة على جبهات متعددة حيث انخفضت الواردات
وارتفعت أسعار المواد الغذائية، كما أن العملة اليمنية الريال في حالة سقوط
حر واقتربت احتياطيات العملات الأجنبية من النضوب الكلي وذلك كله إضافة
إلى تصاعد القتال وانتشار كورونا في كافة أنحاء البلاد.
ونوه برنامج الأغذية العالمي في تقريره إلى أن هدفه هو الوصول بالمساعدات
الغذائية إلى حوالي 13 مليون شخص في اليمن منهم 1.6 مليونا من النساء
والأطفال يحتاجون إلى المساعدة الغذائية الطارئة و900 ألف شهريا للوقاية من
سوء التغذية لدى النساء والأطفال وذلك في 158 منطقة ذات أولوية إضافة إلى
التغذية المدرسية لحوالي 950 ألف مع استئناف المدارس في سبتمبر.
وأكد التقرير أن تكلفة الغذاء في اليمن قد ارتفعت بنسبة تصل إلى 35 % في
بعض المناطق منذ بداية العام مما جعلها قريبة من المستويات التي شوهدت آخر
مرة في عام 2018 في الوقت الذي ارتفعت أسعار الأغذية المستوردة بالفعل بشكل
ملحوظ منذ بداية العام الجاري حيث ارتفع سعر الزيت النباتي بنسبة 43 %
والسكر بنسبة 32 % .
ولفت التقرير إلى أن الريال اليمني قد فقد حوالي 17 % من قيمته منذ
بداية العام في الوقت الذي كان قد فقد حوالي 60 % من قيمته منذ بداية
النزاع في عام 2015 بينما يحذر الخبراء من أن سعر الصرف قد يصل إلى ألف
ريال يمني مقابل الدولار الواحد بحلول نهاية العام، وأشار التقرير إلى
استمرار انخفاض الواردات عبر مينائي الحديدة وصاليف، وذلك تأثرا بالوضع
الاقتصادي الضعيف لليمن إضافة إلى انخفاض تدفقات التجارة بسبب وباء كورونا.
وذكر تقرير برنامج الغذاء العالمي أن التحويلات إلى اليمن قد انخفضت وحيث
يتوقع الاقتصاديون انخفاضها بنسبة 70 % في الأشهر القليلة المقبلة.
وأعلنت المتحدثة باسم برنامج الغذاء أن المنظمة قد تضطر إلى تقليص
برنامج الوقاية الذي يوفر تغذية تكميلية شاملة لجميع الأطفال دون سن
الثانية والحوامل أو المرضعات، لافتة إلى أن الأولوية سوف تعطى للمناطق ذات
أعلى معدل انتشار لسوء التغذية، وأشارت إلى أن فيروس كورونا يؤثر تأثيرا
كبيرا للغاية على عمليات البرنامج في اليمن خاصة ثلاثة موظفين وطنيين
يعملون مع المنظمة الدولية حتى الآن.
وكشف برنامج الغذاء العالمي عن أن نحو 20 مليون شخص في اليمن يعانون من
انعدام الأمن الغذائي، ويتلقى 13 مليونا منهم مساعدات غذائية إنسانية، وفي
حين يعاني حوالى 10 مليون شخص من نقص حاد في الغذاء فإن ما يقرب من نصف
الأطفال يعانون من التقزم بسبب سوء التغذية كما يحتاج نحو مليوني طفل إلى
علاج لسوء التغذية الحاد منهم نحو 360 ألفا يواجهون خطر الموت إذا لم يقدم
لهم العلاج.