برنامج
جديد تعتزم الدولة تنفيذه لإحلال السيارات المتقادمة وتحويلها للغاز الطبيعي، وهو
ما وصفه برلمانيون بأنه يواكب التوجه العالمي نظرا لكون الغاز الطبيعي آمن على
البيئة أكثر من البنزين بما سيسهم في تقليل التلوث، مؤكدين أن أهم متطلبات نجاح
هذا البرنامج هو زيادة محطات تموين السيارات بالغاز الطبيعي في كافة المحافظات
وكذلك تيسير الإجراءات على المواطنين.
واستعرضت نيفين
جامع، وزيرة التجارة والصناعة تفاصيل مبادرة إحلال المركبات المتقادمة، موضحة أنه
سبق أن عرضنا على الرئيس عبد الفتاح السيسى، مبادرة لتحويل السيارات المتقادمة إلى
العمل بالغاز الطبيعى، وكان توجيه رئيس الجمهورية فى هذا الشأن هو تصميم برنامج قوى
متكامل يستهدف تحويل السيارات المتقادمة؛ سواء أجرة أو ميكروباص، كما وجه الرئيس السيسى،
مؤخرًا، بإدخال السيارات الملاكى لهذا البرنامج.
وأوضحت أن
ذلك يأتي لحرص الدولة على الارتقاء بنمط الحياة للمواطن المصرى، سواء من خلال توفير
فرصة عمل جيدة له، من خلال سيارة ميكروباص تعمل بالغاز، أو من خلال تنقلاته من خلال
استخدامه للسيارة الملاكى، وخاصة السيارات التى مضى على صنعها أكثر من 20 عاما.
وكشفت الإطار
العام للمبادرة ومن خلال الحصر الذى تم إجراؤه بالتنسيق مع وزارة الداخلية، فهناك
1,8 مليون مركبة، مؤكدة أن هناك برامج متعددة ولكن إجماليها على مدار خطة عمل تتراوح
توقيتاتها الزمنية ما بين سنتين إلى 5 سنوات يبلغ 320 مليار جنيه"، وأن هناك خطة
تحويل 147 ألف مركبة تعمل بالبنزين إلى العمل بالغاز على مدار 3 سنوات، بالتنسيق مع
وزارة البترول بتكلفة 1,2 مليار جنيه.
زيادة
عدد محطات التموين
وفي هذا السياق، قال اللواء سعيد طعيمة،
عضو لجنة النقل بمجلس النواب، إن مشروع تحويل المركبات من البنزين إلى الغاز الطبيعي
بدأ قبل سنوات لكنه واجه عثرات وصعوبات في التنفيذ ولم يتم بالشكل المطلوب، مضيفا إن
الدولة في الوقت الحالي عازمة على تنفيذه وضم السيارات الملاكي له وفقا لتوجيهات الرئيس
عبد الفتاح السيسي.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن أهم العقبات في هذا الشأن هو عدم توافر محطات الغاز الطبيعي لتموين السيارات بشكل
كبير في المحافظات، مضيفا إنه مع العزم على تنفيذ هذا البرنامج لا بد من التوسع في
إنشاء محطات تموين الغاز الطبيعي في المراكز والمدن وعواصم المحافظات.
وأضاف إن الغاز الطبيعي نظيف وصديق
للبيئة ولا يحمل الدولة أعباء مادية وأقل في التكلفة على المواطن لأنه أقل سعرا من
البنزين وتقدم الشركات تيسيرات في تركيب جهاز الغاز، مؤكدا أن توافر محطات الغاز الطبيعي
سيؤدي إلى نجاح البرنامج وتشجيع المواطنين على تحويل مركباتهم من البنزين للغاز إلى
جانب الحوافر التي تقدمها الدولة منها تقديم القروض دون فوائد حسبما وجه الرئيس عبد
الفتاح السيسي أمس.
تشجيع
الصناعة المحلية
فيما قال أحمد الخشب، عضو لجنة النقل
بمجلس النواب، إن برنامج إحلال المركبات المتقادمة التي مر عليها أكثر من 20 عاما وكذلك
تشجيع تحويل السيارات من البنزين للغاز الطبيعي يكتسب أهمية كبرى في الوقت الحالي،
مضيفا إن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس في هذا الشأن كانت واضحة لتيسير تنفيذ
البرنامج.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن الغاز الطبيعي يتميز بكونه أكثر أمانا على البيئة فسيؤدي إلى خفض نسب التلوث كما
أن مصر دولة منتجة ومصدرة له بعد اكتشافات الغاز الأخيرة مما سيقلل على الدولة أعباء
استيراد المنتجات البترولية من الخارج بنسبة كبيرة، كما أنه أقل في التكلفة الاقتصادية
على المواطنين من البنزين.
وأضاف إن هذا البرنامج سيدعم الصناعة
الوطنية للسيارات حيث ستصبح المركبات الجديدة كلها مجهزة للعمل بالغاز الطبيعي، تمهيدا
لتطبيق توجيهات الرئيس أمس بعدم الترخيص للمركبات الجديدة إلا التي تعمل بالغاز الطبيعي،
موضحا أن هذا يجعل البرنامج مهم أيضا على الجانب الاقتصادي بدعم الصناعات المحلية والاستفادة
من موارد الدولة.
وأشار إلى أهمية تشجيع المواطنين وتعريفهم
بهذه المبادرة للتحول إلى الغاز الطبيعي وعرض كافة أبعاد المبادرة ومزاياها وخطواتها،
موضحا أهمية تسهيل إجراءات التحويل سواء بقروض بدون فوائد كما وجه الرئيس أو تيسير
الإجراءات داخل مراكز التحويل نفسها.
توجه
عالمي لحماية البيئة
ومن جانبه، قال سمير البطيخي، عضو لجنة
الصناعة بمجلس النواب، إن مبادرة تحويل السيارات من البنزين إلى الغاز الطبيعي ستحقق
العديد من المزايا أولها تقليل استهلاك المواد البترولية بما سيدعم ميزانية الدولة
لأن الغاز منتج محلي متوافر وسيرفع عن الموازنة العامة للدولة أعباء استيراد الوقود
من الخارج.
وأوضح البطيخي في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن سيارات الغاز الطبيعي صديقة للبيئة بما سيقلل نسب التلوث في الهواء،
مضيفا إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أصدر توجيهاته أمس وأوضحت وزيرة الصناعة تفاصيلها،
فستتحول السيارات الأقل من 20 عاما من بنزين لغاز، أما السيارات الأكثر من 20 عاما
فمتوقع أن يتم إحلالها بأخرى جديدة تعمل بالغاز وتكون قيمتها كمقدم للحصول على السيارة
الجديدة.
وأضاف إن المشروع سيأخذ فترة زمنية
طويلة يتطلب وجود بنية من محطات التموين وغيرها من الإمكانيات التي ستعمل وزارة الصناعة
على توفيرها، موضحا أن هناك 3 وزارات تتجه لتحويل العمل بالسيارات من البنزين للغاز
وهو أمر قائم في وزارة الإنتاج الحربي والصناعة وقطاع الأعمال عبر شركة النصر والشركة
الهندسية.
وأكد أن التوجه نحو تحويل كل المركبات
للعمل بالغاز الطبيعي توجه عالمي للحفاظ على البيئة وتوفير استهلاك البنزين، مضيفا
إن التحويل سيكون بقروض ميسرة وسيستطيع المواطنين توفير الفارق بين تكلفة التموين بالبنزين
والتموين بالغاز والذي قد لا يقل عن 20 ألف جنيه على مدار العام.