أكد محمد عبد المنصف الباحث المتخصص في شئون حوض النيل والمياه، أن إثيوبيا أرادت بإعلانها عن بدء عملية ملء خزان سد النهضة، اختبار ردود فعل كلا من مصر والسودان، مشيرًا إلى أنه كان متوقعًا تراجعها عن ذلك الإعلان.
وأوضح عبد المنصف، في تصريحات خاصة لبوابة "الهلال اليوم"، أن الموقف القانوني لإثيوبيا يتراجع يومًا بعد يوم؛ لأن قيامها بملء السد دون الحصول علي موافقة مصر والسودان يؤكد ضعف قدرة الاتحاد الأفريقي على حل المشكلات الإقليمية بدون تدخلات عالمية، خاصة وأن الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا رفعوا تقاريرهم الفنية لدولة جنوب أفريقيا قبل يومين من رفعها لمجلس الأمن الدولي.
أضاف عبد المنصف أن الاتحاد الأفريقي قرر عقد مؤتمر قمة بين رؤساء الدول الثلاثة بحضور رؤساء مالي وجنوب أفريقيا والكونغو الديمقراطية وكينيا، باعتبارهم أعضاء مكتب رئاسة الاتحاد في دورته الحالية، مشيرًا إلى أنه من المنطقي ألا تستبق الأحداث بذلك الإعلان لذلك كان طبيعيًا أن تتراجع حتى لا تفقد دعم أصدقائها داخل القارة.
وقال عبد المنصف إن تراجع إثيوبيا عن بدء الملء مجرد استنزاف للوقت؛ لأنها لن تتنازل عن استكمال مشروعها القومي الذي أنفقت عليه نحو 4.7 مليار دولار، مؤكدًا أنها عقدت عليه آمالاً كبيرة في إحداث تنمية مستدامة لها، خاصة وأن الطاقة تُمثل العنصر الأساسي لأي تنمية.
وتوقع عبد المنصف أن تقوم إثيوبيا بملء خزان السد، حيث أغلقت بالفعل البوابات الموجودة أسفل السد، ولابد وأن تتجمع المياه أمام السد، لافتا إلى أن فيضان 2020 لم يصل لذروته بعد، حيث يصل إليها خلال شهر أغسطس.
ويري الباحث المتخصص في شئون حوض النيل والمياه أن إثيوبيا يتساقط عليها أكثر من 900 مليار متر مكعب، منهم 400 مليار على منابع النيل الأزرق إلا أن العائد الاقتصادي منهم دون المستوى، مؤكدًا ضرورة طرح ورقة مصرية بكيفية تعظيم الاستفادة من تلك الموارد بما يحقق أهداف إثيوبيا من التنمية، ويسمح بمرور حصة مصر والسودان من المياه كاملة بدون أي خصومات.