الجمعة 17 مايو 2024

الحكمة المصرية تواجه التعنت الأثيوبي.. مراقبون: الرئيس السيسي يملك الحكمة والقوة في إدارة الأزمة.. ومصر لن تفرط في حقها المائي.. ونحتاج إلى تكاتف شعبي خلف القيادة السياسية

تحقيقات18-7-2020 | 17:34

أشاد مراقبون، بالدور المحوري الذي يقوده الرئيس عبدالفتاح السيسي على المستوى الأفريقي وفقا للعادات القانونية والأعراف الدولية لحسم ملف سد النهضة دون التراجع أي حق من حقوقها المائية في نهر النيل، معتبرين التعنت الأثيوبي محاولة لضغط على مصر من قبل دول خارجية تستخدم أديس أبابا كورقة ضغط، لافتين إلى أن مصر تدرك ذلك وتتعامل معه بحكمة كبيرة.


وتلقى  الرئيس عبد الفتاح السيسي، الجمعة، اتصالاً هاتفياً من الرئيس سيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا .


وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ، بأن الاتصال تناول التباحث بشأن تطورات الموقف الحالي لملف سد النهضة والمفاوضات الثلاثية ذات الصلة التي تمت مؤخراً تحت رعاية الاتحاد الأفريقي وبحضور عدد من المراقبين الدوليين.


وأكد الرئيس، مجددا خلال الاتصال على ثوابت الموقف المصرى، من منطلق ما تمثله مياه النيل من قضية وجودية لشعب مصر، ومن ثم حتمية بلورة اتفاق قانوني شامل بين كل الأطراف المعنية حول قواعد ملء وتشغيل السد، ورفض الإجراءات المنفردة أحادية الجانب التي من شأنها إلحاق الضرر بحقوق مصر في مياه النيل، معرباً في ذات الوقت عن تقديره لجهود الرئيس رامافوزا في هذا الإطار.


من جانبه؛ أشاد الرئيس "رامافوزا" بالنهج البناء الذي اتبعته مصر خلال جولة المفاوضات الأخيرة بشأن سد النهضة، تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، مما يعكس الإرادة السياسية المصرية لصادقة للوصول إلى حل الأزمة، وقد تم التوافق علي استمرار التنسيق المكثف بين البلدين بشأن تلك القضية الحيوية.


حسن النية

أكد النائب السيد فليفل, عضو لجنة الشئون الأفريقية، أن الرئيس السيسي حريص على حماية حق مصر المائي مهما كانت التحديات القائمة، لافتا إلى أن الرئيس تواصل مع رئيس الاتحاد الأفريقي ورئيس دولة جنوب أفريقيا الذي يتولى ملف سد النهضة من أجل إيجاد حل عادل للأزمة قبل أي تصعيد آخر ليظهر موقف مصر الدبلوماسي المتمسك بالمفاوضات السلمية.


ولفت عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب لـ"الهلال اليوم" إلى أن الرئيس السيسي يتواصل مع بعض الدول الأفريقية وعلى رأسها دولة جنوب أفريقيا التي تتولى رئاسة الاتحاد، من أجل حسم الأزمة والخروج بحل سلمي عادل أو اتخاذ موقف واضح أمام التعنت الأثيوبي في أزمة ملف سد النهضة.


ولفت إلى أن مصر تريد فرصة حقيقية لاستكمال المفاوضات عن طريق الضغط الأفريقي على إثيوبيا بسبب الاتفاقيات الكبيرة بينها وبين دول القارة ، لافتا إلى أن مصر تعتمد على بعض دول القارة للضغط على إثيوبيا واستخدامها محورا مهما لحسم النزاع.


وبين النائب البرلماني أن تلك المحاولات الدبلوماسية تقوي موقف مصر أمام الاتحاد الأفريقي، وتثبت حسنة النية في المفاوضات القائمة التي تقابل بتعت صريح من قبل أديس أبابا.


ورقة ضغط

قال النائب أحمد سعد الدين، عضو لجنة الزراعة والري، بمجلس النواب، إن مصر لم تترك طريقا سلميا لحل أزمة سد النهضة إلا وسلكته وهذا لا يعني أنها ستتنازل عن أي حق من حقوقها في مياه النيل، بل تتمسك بالأدوات الدبلوماسية حتى لا ينجح أصحاب الفتن في جرها لحرب خارجية فضلا عن أنها تكشف التعنت الأثيوبي أمام العالم.


وأكد عضو لجنة الزراعة والري بمجلس النواب لـ"الهلال اليوم" أن الرئيس السيسي يتواصل مع أعضاء الاتحاد الأفريقي وآخرهم رئيس جنوب أفريقيا الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد من أجل الوقوف على النقاط الخلافية وتوضيح الأضرار التي تقع على مصر قبل حسم موقف الاتحاد الذي يجب أن يتخذ قرارا حازما أمام التعنت الأثيوبي.


وأوضح أن سد النهضة ليس الوحيد الذي تحاول أثيوبيا تشييده فهناك عدة سدود أخرى تنوي إقامتها ما يتطلب موقفا واضحا وحازما حول حصة مصر في مياه النيل، مراهنا على الإدارة الحكيمة للرئيس السيسي التي تدير الموقف بكل حكمة وحزم.