الإثنين 1 يوليو 2024

«نهر النيل بين التعنت الإثيوبي والحق المصري».. الاتحاد الأفريقي يبذل جهودا لحل الأزمة.. وبرلمانيون يشككون فى استجابة إثيوبيا

تحقيقات18-7-2020 | 20:39

في الوقت الذي تعمل فيه مصر على إثبات حقها فى مياه النيل،  تستمر إثيوبيا في تعنتها وتزيد من أزمة سد النهضة، الذى بات حديث المجتمع الدولى .


مصر تحركت فى اتجاهات عدة، طرقت خلالها أبواب المنظمات العالمية، على رأسها مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي، حيث يسعى الأخير لعقد جلسات تفاوض، ويجرى مباحثات مع أطراف النزاع، مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى.


ويعد تحرك الاتحاد الافريقي محاولة إيجاد حل ودى للأزمة، بعدما قدمت مصر ما يفيد بتعنت الجانب الاثيوبي وسعيه لملء السد رغم المخاطر التى تهدد مصر والسودان، ورفضه التفاوض فى فترة الملء بما لا يؤثر على دول المصب.


وقد تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اتصالا هاتفيا من الرئيس سيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا .


وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ، بأن الاتصال تناول التباحث بشأن تطورات الموقف الحالي لملف سد النهضة والمفاوضات الثلاثية ذات الصلة التي تمت مؤخراً تحت رعاية الاتحاد الأفريقي وبحضور عدد من المراقبين الدوليين.


وأكد الرئيس، مجددا خلال الاتصال على ثوابت الموقف المصرى، من منطلق ما تمثله مياه النيل من قضية وجودية لشعب مصر، ومن ثم حتمية بلورة اتفاق قانوني شامل بين كل الأطراف المعنية حول قواعد ملء وتشغيل السد، ورفض الإجراءات المنفردة أحادية الجانب التي من شأنها إلحاق الضرر بحقوق مصر في مياه النيل، معرباً في ذات الوقت عن تقديره لجهود الرئيس رامافوزا في هذا الإطار.


كما أشاد الرئيس "رامافوزا" بالنهج البناء الذي اتبعته مصر خلال جولة المفاوضات الأخيرة بشأن سد النهضة، تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، مما يعكس الإرادة السياسية المصرية لصادقة للوصول إلى حل الأزمة، وقد تم التوافق علي استمرار التنسيق المكثف بين البلدين بشأن تلك القضية الحيوية 


رغم أن الاتحاد الافريقي لايستطيع إلزام اثيوبيا بقرار أو توصية، ولكن يعد تدخله خطوة فى طريق التدخل الدبلوماسي، كما يعد خطوة تثبت حق مصر وتؤكد التعنت الإثيوبي .


غير ملزمة

من جانبه أكد النائب البرلماني، أحمد مدين، أن الاتحاد الأفريقي يعد بمثابة إحدى الأوراق المصرية التي تتبعها مصر في أزمتها مع إثيوبيا والمتعلقة بأزمة سد النهضة الإثيوبي.


وأضاف «مدين» في تصريحات للهلال اليوم، إن قرارات الاتحاد غير ملزمة لأعضائه، ومن المستبعد أن يتخذ موقفا ضد إثيوبيا، فيما يخص أزمة سد النهضة، ولكنه يعمل على التوسط بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا لإيجاد حل يرضي جميع الأطراف ولا يخل بحقوق أي دولة.


وتابع أن إثيوبيا تعمل على التسويف والمماطلة أطول فترة ممكنة، لضمان الدخول في فترة سقوط الأمطار، وبالتالي ملئ السد، وهو الأمر الذى لن تسمح به مصر، وتعمل في كل الاتجاهات حتى تتوصل لحل، وحتى لا يؤخذ عليها أي شيء حال قامت بأي إجراء.


وأكد «مدين» أن أي تدخل من أي جهة لا بد وأن يكون له محصلة، تقوم على حماية حق مصر في مياه النيل، وحاليا ننتظر قرار مجلس الأمن لحل الأزمة، ولا يضر وجود مباحثات مع الاتحاد الأفريقي الذى يعمل كوسيط للوصول لحل للأزمة.


مشاورات مستمرة

فيما رأى النائب البرلماني أحمد العوضي، أن مصر طرقت كافة الأبواب الدبلوماسية لحل أزمة سد النهضة، وسط تعنت دولة إثيوبيا غير المبرر.

وأضاف «العوضي» في تصريحات للهلال اليوم، "إننا نأمل في إطار دور الاتحاد الإفريقي أن يتم معالجة المشكلة، بعد أن باتت الكرة في ملعب الاتحاد لحل الأزمة، وعدم تضرر دولتي المصب مصر والسودان من السد".


وأشار إلى أن هناك مشاورات مستمرة بين الاتحاد وأطراف الأزمة، لتقريب وجهات النظر، ولكن هذا لا يمنع أن مصر لن تتخلى عن حصتها في المياه، خاصة وأنها تعانى من فقر مائي، فحصتنا من المياه 55 مليار ونصف، في حين نحتاج إلى 110 مليارات، فكيف يمكن أن نضحي بحصتنا، لافتا إلى أن إثيوبيا لا تعاني أي مشكلات في المياه، وتسعى للتنمية، وفي هذه الحالة ينبغي عليها أن تقدم دلائل على أن هذا البلد ومعنا السودان لن نتأثر بالسلب.



من الصعب التخلى عن نقطة مياه واحدة

قال حمادة القسط عضو مجلس النواب، إن محاولات الاتحاد الافريقي للوصول لحل لأزمة سد النهضة، تمثل تدخلا وديا غير ملزم لأطراف النزاع «مصر،السودان،اثيوبيا» .


وأضاف«القسط»، إن على إثيوبيا الخضوع لرأى القارة التى هى جزء منها، وعدم التعنت فى المناقشات والمفاوضات، خاصة وأن مصر لا تمانع فى إحداث التنمية الإثيوبية، ولكنها ترفض أن يحكم على الشعب بالموت، بخلاف إننا نحصل على الحد الأدنى من الماء، فلا يمكن أن نتخلى عنه، لأن إثيوبيا ترفض زيادة فترة ملء السد .


وتابع «القسط»، إن الأمل فى تجاوب إثيوبي مع الاتحاد الأفريقي ضعيف، لذا فالأمل فى مجلس الأمن، فيما نتعشم أن تجنى محاولات رئيس الاتحاد الأفريقي ثمارا وتخضع إثيوبيا لأحكام العدل والمنطق، ولا تتمسك بموقفها الباطل.


وأشار«القسط» إلى أن دلالة اتصال رئيس جنوب افريقيا بنظيره المصري، إنما هى محاولات لإقناع مصر لتقديم بعض التنازلات، وكذلك إثيوبيا، ولكن هذا أمر صعب بالنسبة لنا، لأننا من الأساس لم نتعنت، ولأنه من الصعب التخلى عن نقطة مياه واحدة.


بيت العائلة

واعتبر النائب عصام أبو المجد، أن الاتحاد الأفريقي، يعتبر بيت العائلة لدول القارة السمراء، ودوره محلي وإقليمي ودولي، في محاولة التواصل إلى حلول لأعضائه.


وأضاف «أبو المجد» في تصريحات لـ"الهلال اليوم"، إن مصر في أزمتها مع سد النهضة، طرقت جميع الأبواب ومن الطبيعي أن يكون على رأسها الاتحاد الأفريقي، في محاولة للوصول إلى حل ودي للأزمة من خلال كيان أفريقي، ولكن في الوقت نفسه ستظل تحركاتنا مع مجلس الأمن لأن قراراته أكثر إلزاما، بينما تظل مخرجات الاتحاد توصيات غير ملزمة لإثيوبيا في شيء.


وتابع أن تواصل رئيس جنوب أفريقيا مع الرئيس المصري، هو تواصل ضروري وواجب أيضا، لبحث الأزمة مع جميع الأطراف ومحاولة إيجاد حلول لها ترضي الجميع، وإن كان الحق مع مصر التي تمثل لها الأزمة مسألة حياة أو موت، والدور الأفريقي مطلوب، طالما أن النزاع يخص دول إفريقية.