محاولة من
العناصر والتنظيمات الإرهابية لتنفيذ هجوم إرهابي أمس في بئر العبد لكن القوات
المسلحة، نجحت في التصدي لها والقضاء على 18 تكفيريا منهم، وهو ما وصفه خبراء
استراتيجيون بأنه عكس جاهزية ويقظة القوات المسلحة وفي الوقت نفسه كان الهجوم
يستهدف إشغال مصر عن تأمين حدودها الغربية، موضحين أن القوات المسلحة نجحت في
القضاء على البنية الأساسية للتنظيمات الإرهابية.
ونجحت القوات
المسلحة، مساء أمس، في إحباط محاولة هجوم للعناصر التكفيرية على أحد الارتكازات الأمنية
بمنطقة بئر العبد باستخدام (4) عربات وعدد من العناصر التكفيرية، وقامت قوات التأمين
للارتكاز الأمني بالتعاون مع القوات الجوية بمطاردة العناصر التكفيرية داخل إحدى المزارع
وبعض المنازل الغير مأهولة، ما أسفر عن مقتل 18 فردا تكفيريا منهم فرد يرتدى حزام ناسف،
وتدمير عدد 4 عربات منهم 3 عربات مفخخة.
ونتيجة للأعمال
البطولية لقوات التأمين تم استشهاد عدد 2 من أبطال القوات المسلحة وإصابة 4 آخرين أثناء
قيامهم بأداء واجبهم الوطنى، وأكدت القوات المسلحة استمرار جهودها في تأمين كافة الاتجاهات
الإستراتيجية للدولة والقضاء على جذور الإرهاب واقتلاعه وتوفير الأمن والأمان لشعب
مصر العظيم.
محاولة لإشغال مصر
وفي هذا السياق، قال اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة
والأركان، إن محاولة الهجوم أمس على أحد الارتكازات الأمنية ببئر العبد يعطي رسالة
بأن القوات المسلحة المتواجدة في نقاط الارتكاز والكمائن على درجة كبيرة من الاستعداد
القتالي واليقظة والدليل على ذلك قدرتها على تصفية 18 إرهابية وتدمير 4 عربات منهم
3 مفخخة.
وأوضح في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن أفراد الكمين كانوا يدافعون عن مصر ولم يمكنوا الإرهابيين
من وضع يدهم على أي شبر من أرض سيناء، مضيفا إن الجماعات الإرهابية تريد أن ترسل رسالة
لداعميهم بالمال والسلام والغطاء السياحي أن مازال لهم قلب ينبض وأنهم موجودين.
وأكد أن الجيش
المصري استطاع أن يقضي على الكتلة الصلبة للإرهابيين في سيناء ويدمر بنيتهم الأساسية،
موضحا أن الإرهاب كان في فترة من 2014 حتى 2016 قوي حيث وقعت 1435 عملية إرهابية في
هذه السنوات الثلاث، وبدأت تتناقص نتيجة سيطرة القوات المسلحة على كل شبر في سيناء
حتى أصبح عدد العمليات الإرهابية لا تزيد على أصابع اليد الواحدة خلال العام الماضي.
وأضاف أنه
لم يقع حوادث إرهابية منذ فترة كبيرة، مما يؤكد أن القوات المسلحة مسيطرة على تلك الجماعات
الإرهابية برغم أن مصر تواجه الإرهاب أيضا في جبهات أخرى بمواجهة التهديدات الموجودة
في الاتجاه الاستراتيجي الغربي وفي الاتجاه الجنوبي عبر مفاوضات سد النهضة وتعنت الجانب
الإثيوبي واستفزازه لمصر لأن يقف خلفه أطراف إقليمية لا تريد الاستقرار لمصر.
وأشار إلى
أن محاولة الهجوم أمس جاءت متزامنة بعد قرار مجلس النواب الموافقة على إرسال قوات خارج
الحدود في مهام قتالية أيضا وجهود الدولة لحل أزمة سد النهضة، بهدف تشتيت الانتباه
عما يحدث في الجبهة الغربية، مؤكدا أن مصر تحارب على كل الاتجاهات وتحقق نجاحات عليها.
القضاء على البنية الأساسية للتنظيمات
ومن
جانبه، قال اللواء محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، إن العملية
"سيناء 2018" نجحت في إنهاء جذور
الإرهاب وقضت على شكل التنظيمات الإرهابية وبنيتها الأساسية، وتبقت العناصر الكامنة،
مضيفا أن هذه العناصر الكامنة هي التي وقفت وراء محاولة استهداف بئر العبد أمس، لكن
أبطال القوات المسلحة نجحوا في التصدي لهم.
وأوضح الغباري،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه المحاولات الإرهابية لم تؤثر على الأمن
العام والتنمية ومعيشة المواطنين، فالمشروعات التنموية الكبرى مستمرة في سيناء وأهاليها
يمارسون حياتهم الطبيعية دون تضرر، مؤكدا أن الإرهاب الكامن هو ظاهرة متواجدة في كل
دول العالم وتحدث بشكل شبه يومي في حوادث الطعن والدهس في دول العالم.
وأكد أن القوات
المسلحة قضت على نحو 95% من البنية الأساسية للإرهاب ولا يزال يتبقى عناصر متمثلة في
بعض الأفراد الذين يحاولون القيام بعمل إرهابي كل عدة أشهر، مضيفا أن متابعة القوات
المسلحة وأفراد الأمن لهذه العناصر قوية، فالأمس نجحت القوات في قتل 18 إرهابيا من
المهاجمين.
وأشار إلى
أن مصر تواجه تهديدات للأمن القومي بشكل كبير في كافة الاتجاهات الاستراتيجية فالتهديدات
من ناحية ليبيا كبيرة، مؤكدا أن الجيش المصري يستطيع التعامل مع هذه التحديات لتخطي
تلك المرحلة الصعبة.