قال
اللواء جمال مظلوم، الخبير الاستراتيجي، إن ثورة 23 يوليو هى صفحة ناصعة في تاريخ
الشعب المصري، فهى ثورة مجيدة التف حولها الشعب، وكان لها دورًا بارزًا في حياة مصر
وكل الشعوب التي كانت تعاني من الاستعمار آنذاك سواء الشعوب العربية أو الأفريقية.
وأوضح مظلوم، في
تصريح لبوابة "الهلال اليوم"، أن الثورة أقرت 6 مبادئ أساسية كانوا بمباثة
خارطة طريق لمصر منذ قيام الثورة حتى الوقت الحاضر، مضيفًا إن من هذه المبادئ القضاء
على الاستعمار والإقطاع والرأسمالية، فكان أصحاب الأموال هم
المسيطرين على الأمور داخل الدولة.
وأضاف مظلوم إن
هذه المبادئ شملت أيضًا إقامة اقتصاد وطني، وعدالة اجتماعية وجيش وطني قوي، فكانت
هذه المبادئ بداية عصر المجد في مصر حتى بعد ثورة 30
يونيو، حيث تسير الدولة في الوقت الحاضر على ذات المبادئ، مؤكدًا أن مصر بعد 23
يوليو أقامت مصانعًا لا تزال موجودة مثل: "الحديد والصلب والألومنيوم والغزل والنسيج".
وأشار مظلوم إلى
أنه فيما يخص الزراعة وُضعت قوانين الإصلاح الزراعي، والتي أعادت توزيع الأراضي على
الفلاحين، وكذلك كانت الثورة بداية لكفالة التعليم لكل أبناء الشعب المصري بالمجان،
وتحقيق العدالة الاجتماعية، مضيفًا إن مصر بدأت إقامة جيش وطني قوي بعد هذه الثورة.
وعلى
المستوى الإقليمي، أكد أن فكرة القضاء على الاستعمار مستمدة من نجاح ثورة 23 يوليو، حيث نجحت مصر في التحرر من الاحتلال، وحصلت الكثير من الدول على الاستقلال بفضل الدور
المصري، كما فتحت الباب لكل المناضلين واستقبلتهم ودربتهم، وشجعت الاستقلال في
الجزائر، وكان ذلك أحد أسباب الاعتداء الثلاثي على مصر في 1956.
ولفت مظلوم إلى
أن دور مصر الإقليمي يزداد يومًا بعد يوم انطلاقا من هذه الثورة، حيث أن مصر تقف دائما
إلى جانب الحق العربي فكان لها دورًا في اليمن والغزو العراقي للكويت وكذلك أفريقيًا
في الكونغو والجزائر والكثير من الدول في القارة، مضيفًا إن ما تبذله مصر من جهود
اليوم في ليبيا ليس جديدًا عنها فاهتمام مصر بالأمن العربي هو أمر قومي.
وأشار إلى عدوان 1967، حيث انتقلت الكلية الحربية المصرية إلى السودان، كما كانت القوات
الجوية المصرية موجودة في ليبيا لأن سماء مصر لم تكن مؤمنة حينها، فالتعاون العربي
أيضا اتضح بقوة في حرب 1973، فكانت مصر وسوريا تحاربان ومعهم 9 دول مشاركة بالدعم،
إيمانًا بالقومية العربية.
وأكد الخبير الاستراتيجي أننا نأمل في عودة هذا الدور مرة أخرى، حيث أن مصر دورها تاريخي في نجدة أشقائها، وهو ما
يحرص عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه، مؤكدًا أن مصر ليس لها أطماع في
ليبيا ولا تريد سوى استقرارها وأمنها وتعود دولة ذات سيادة موحدة وغير مقسمة يحارب
شعبها بعضه بعضا.