أكد محمد
عبدالمنصف الباحث في الشأن الأفريقي، بأن النظام العالمي لا يريد التوصل لحل لأزمة
سد النهضة، لذلك يتعامل مع القضية بكل هدوء متناسيا احتمال تعرض 150 مليون نسمة في
مصر والسودان للموت عطشا، لاسيما بعد توقف خمسة محطات مياه شرب في السودان عن
العمل بسبب توقف تدفق المياه إليها.
وأوضح عبد
المنصف في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم" أن إثيوبيا واحدة من أفقر دول
العالم ومعني ذلك أنها حصلت علي تمويل بناء السد من هيئات دولية، وافقت علي
التمويل رغم علمها بأن دولتي المصب مصر والسودان لم يوقعا رسميا لإثيوبيا
بالموافقة علي بناء السد، وهو ما يتعارض مع مبادئ القانون الدولي في التعامل مع
الأنهار الدولية والتي تشترط موافقة دول المصب علي إقامة أي منشآت علي منابع النهر
للحصول علي التمويل الدولي .
وأكد
"عبدالمنصف" أنه من الواضح أن النظام العالمي متراخي بشدة في التعامل مع
الأزمة حيث أحال مجلس الأمن القضية الي الاتحاد الإفريقي، الذي لم يبذل أي جهودا
واضحة لتقريب وجهات النظر بين الدول، بل إنه لم يعترض أساسا علي قيام إثيوبيا بملء
خزان بحيرة السد قبل التوصل لاتفاق مع مصر والسودان.
وأشار عبد
المنصف إلى أنه علي مصر رفض مطلب إثيوبيا التوقيع علي اتفاق غير ملزم، والعودة إلى
مجلس الأمن لإقناعه بأن التصرفات الإثيوبية ما شأنها الإضرار بالسلم والأمن
الدوليين، ونقل الملف من المادة السادسة إلى المادة السابعة من ميثاق الأمم
المتحدة، والتي تسمح بالتدخل العسكري
المباشر من قوات الأمم المتحدة لإجبار إثيوبيا علي التوقف علي استكمال أعمال السد
إلى حين التوصل لاتفاق ملزم للأطراف، وأن
كان من الواضح أن النظام العالمي متواطئ مع إثيوبيا ولا يريد حل المشكلة.
وحول
السيناريوهات المتوقعة إقليميا ودوليا في إدارة ملف سد النهضة، أوضح الباحث في
الشأن الإفريقي، أن مصر تتعرض فعليا لخطر تنفيذ خطة برنارد لويس التي أقرها
الكونجرس الامريكي عام 1983 والتي تضمنت تقسيم مصر إلى خمسة دويلات بعد تمزيق
جيشها في حروب استنزاف طويلة، هي "النوبة في الجنوب، والمسيحية في الصعيد،
والمسلمين في الشمال، والبدو في الصحراء الغربية، ودويلة سيناء.
وطالب عبد
المنصف مصر بالإعلان عن مبادرة تعاون بين جميع دول حوض النيل تحقق لهم كل مطالبهم
في التنمية بالاستغلال الأمثل للموارد المتاحة، وشرح خطورة تصاعد الخلافات بين دول
الحوض علي مستقلبها، مذكرا الجميع بما حدث في القرن التاسع عشر عندما قبلت دول
الجنوب بسقوطها أمام الغرب لم يمضي نصف قرن حتي كانت جميع الدول الأفريقية مستعمرات
أوربية، لا تملك لنفسها شيئا، وهو ما يمكن ان نراه مرة ثانية في القرن الحادي
والعشرين ما لم يستمع الجميع لصوت العقل.