قال الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ العبري الحديث والفكر
الصهيوني والعلاقات الدولية في جامعة الإسكندرية إن التحركات العربية بشكل عام، والسعودية
بشكل خاص مؤخرا تأتي لإنقاذ ليبيا من الوقوع في مستنقع مقاول مرتزقة الدم التركي أردوغان،
بعد عبور هؤلاء المرتزقة للبحر المتوسط واقترابهم شرقا من منابع البترول، ومن الحدود
الغربية لمصر.
وأكد فؤاد في تصريحات
خاصة لـ" الهلال اليوم: أن تحرك المملكة الداعم للحقوق العربية في مواجهة الغزو
التركي يرتكز على الحلول السياسية التي طرحها إعلان القاهرة المتضمنة تثبيت وقف إطلاق
النار واقتسام السلطة والثروة بشكل منظم وعادل دون تقسيم ليبيا.
وأوضح فؤاد أن
مفتاح فهم جوهر هذا التحرك يتمثل في كلمتي الردع، والبحث عن فرصة أخيرة لوقف التصعيد،
مشيرا إلى أن الجانب الآخر لا يعرف سوى لغة القوة، وسبق له التمدد واحتلال شمال قبرص
ثم شمال العراق وشمال سوريا، ويتدخل باستمرار في الشؤون الداخلية العربية من خلال إعلام
معادي كاذب طوال الوقت، ومن خلال قاعدة تركية في قطر.
وتابع في ظل تعاون
أردوغاني معلن مع إيران وعلاقات ممتدة مع إسرائيل (زيارات وتعاون عسكري واقتصادي لم
ينقطع بين أنقرة وتل أبيب) تجد الرياض نفسها ملزمة بدعم الأمن القومي العربي، ومساندة
الموقف المصري الرافض لتجاوز خط سرت الجفرة، مضيفا مع البحث عن سبيل لتجنب المواجهة
المباشرة إذا تيسر ذلك، وهي الجهود التي يواكبها جهد مغربي، واستنفار ومراجعة دقيقة
ومستمرة للمواقف من الجانبين التونسي والجزائري.
ورأي أستاذ العبري
الحديث والفكر الصهيوني والعلاقات الدولية في جامعة الإسكندرية أن التعامل بجدية مع
الملف والتأكيد على منح الأولوية والفرصة كاملة أمام تسوية سياسية يقطع الطريق أمام
الدعايات المضللة والأكاذيب، ويكشف للرأي العام العربي والدولي أن دعم الجيش الوطني
الليبي والبرلمان الليبي بصفته الجهة الوحيدة المنتخبة في ليبيا، في مقابل حكومة السراج
التي أتت على ظهر فرقاطة وانتهت ولايتها بالفعل، ولا بديل عنه، مؤكدا أن الرياض لا
تقبل تهديد المصالح الحيوية لمصر، وللعرب طالما أن هناك عدم قدرة أو عدم رغبة من الجانب
الآخر في وقف الفوضى.
وشدد فؤاد على
أن المملكة تتابع عن كثب ومن خلال اتصالات مباشرة مع الأطراف الليبية ومع القاهرة الملف
الليبي ولها تاريخ طويل وخبرة في التعامل مع تقلبات هذا المشهد، وهي كبقية الأطراف
العربية لا تريد أن تترك البرلمان المعبر عن إرادة الناخبين رهينة لضمانات غير عربية
حتى ولو كانت تظهر الصداقة والدعم للمواقف العربية في مواجهة العدوان التركي، مضيفا
أن في هذا حكمة خشية حدوث تقلبات غربية في المواقف في اللحظة الأخيرة.
ولفت إلى أن التحركات
المكوكية الأخيرة تبرهن على تعامل جاد مع حدث جلل غير مسموح فيه بالتهور أو التخاذل،
وهذا يتطلب إرادة وتنسيق واستعداد لتقديم تضحيات دفاعا عن مقدرات الدول العربية وأمنها.