الجمعة 27 سبتمبر 2024

مصبَّـاتُ القطيعـة

21-4-2017 | 13:28

تمام بركات

 شاعر وناقد، ولد في اللاذقية (1977) ودرس الحقوق في جامعة دمشق، صدرت له مجموعة شعرية عنوانها "الآخرون ميتون على الحواف" وتحت الطبع مجموعة ثانية بعنوان "تمارين سوريّة".

ثقيلٌ قلبي علي..

 ***

لا أحد يكسر الضجر

لا الضيف ُ

ولا الصيف ُ

ولا قِطُّ الكلام.

***

أَنصِتْ..

لوز الوقت المرِّ.. يمرُّ

تاركا في الحلق غصة

مرة أخرى

أَغمدَ الصيفُ في روحي

 خنجرا مرحا

هل أبدو جميلا

وأنا عالق ٌ

في.. أقصى الشتاء

***

الغائبونْ

صناراتٌ في الحلق

وأسماكٌ

نافرةٌ من الصياح.

يا حبُّ..

يا شوكة في الخاصرة

يا من تسحبنا من مائنا العالي

وتورطنا... بالبلل

أقراطي.. أقلامي

أيامي.. مشطي

كلهم.. مثلي

يقفون لك في أغنية

يا حبُّ

***

الشتاءُ على الأبواب

والحب يصطاد أسماكَ الوقت

في القصيدة

يدخل الوقتُ القصيدةَ

يكسر النوافذ

***

بيدين من ندم أبيض

بكحلٍ.. يبكي

متروك ٌفي سلة الغسيل

بعرق بائس ٍومدخراتٍ طازجة

بقلب منقوع ٍوبقع ضجرٍ تطفو..

بدمع يأخذ من النظرِ ويَهِبُ للعماء

الأرملةُ الضجرة

تَنْسِلُ خيوطَ العمر

تنسج عاصفة

عاصفة بيضاءَ

عاصفة..

تدحرج طابةَ الخيطان

بزقاق الزعل..

"أما

كنتَ

وعدتني"

***

خيط الألم نَسَلَ

من قلبي

لم تحكه جيدا

السيدةُ / الوحدة

***

يُمررنا النومُ لأيامنا

لا يقظةٌ.. تطفو في إناء

ولا أوهامَ مدبرة .

الضيوف..

يرشحون من النوافذ الغائمة

يندسُّون في أرغفة النائم

الضيوف.. الذين أكلوا البابَ

لم يخلعوا على النائم نظرة

ولما يتركوا في الجيوب

نقودا

كأننا العنبُ الحامضُ

أصاب الجميعَ منا

مقتلُ

التركْ

***

أعرف رائحة الغيابِ

إن هـو مرَّ ببابـي

تاركا عليه ثمارا

من دم ٍ.

من جلوسِه الطويلِ

 في عيون الوالدة

بين الموقد

و

الحسرة

لونٌ

رائحتُه مالح ٌ

من أعنابِـهِ يفاجئـها القطفْ

من صباحه معلقٌ

على شرفات الآخرين

 ليجفْ

من أخيلتِه.. تهبط السلالم

تأكل العتبةَ

من هسـيسـِه..

 إنْ هو.. بقَّع بلاطَ الذاكرة

من قدومه اللصِّ

عبر الباب الآخرِ

المتروك للمخيلة

يضع علينا قبعةَ النسيان

من شكله المفاجئ

على هيئة بحر.. وأمتعة

تغيب عميقا في النظر

 

من كثافتِه...

إنْ مر بالظل

من

نشوتـِه

إنْ

هو

فاز

 من الشوك.. نبت على الملابس

من شالك.. الذي يلوّح

هكذا…

 

أعرف رائحةَ الغياب

منذ قشرتُ القلب بسكينه

وأطعمتُه

 لأول نحلة ٍ

تَطـِن ُّ

 بأجنحة.. الوحشة

أجنحتها من ذهب

من شـكله القديم

على

هيئة

الرب

بئرٌ جافة..

 تمر بي القوافل

ألُـمُّ عن دعساتهم..

غبارَ من تركوا

أُرطِّـبُ

 فيهـم

 الذاكرة.